تركيا و«اسرائيل» في سوريا .. مطامع السياسة والنفط والجغرافيا

زاد تهديد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يوم أمس للنظام السوري ودعوته الى ضرورة سحب قوات الجيش من إدلب، من تعقيدات المشهد السوري

الذي يعيش بدوره صراعا إيرانيا إسرائيليا ـ إذ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن «استهداف الجنود الأتراك من قبل النظام السوري في إدلب، بداية لمرحلة جديدة بالنسبة لبلاده، مؤكداً أنه في حال لم تنسحب قوات الأسد إلى خلف نقاط المراقبة التركية خلال شهر فيفري الحالي، فإن الجيش التركي سيضطر لإجبارها على ذلك». هذا التهديد والمهلة التي قدمتها تركيا لنظام الأسد ليست الاولى خاصة وان أنقرة تحاول منذ سنوات فرض موطئ قدم لها في سوريا تحقيقا لدور أكبر لها في المعادلة السورية سواء لمنع قيام دولة كردية على حدودها مع الشمال السوري أو لاعتماد ذلك كورقة ضغط ضد الغرب في ملفات إقليمية ودولية ساخنة .
وأمهل الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» أمس الأربعاء، نظام الأسد حتى نهاية ماي الحالي لسحب قواته الى خلف نقاط المراقبة التركية في إدلب، مهدداً بالرد العسكري.

ويرى مراقبون أن مطامع تركيا في سوريا تتعدى الجانبين السياسي والنفطي لتصل الى الجانب الجغرافي مع وجود مساع جدية من نظام أردوغان الحاكم لضم الشمال السوري لمنع قيام دولة كردة وفق ما تعلنه على الدوام حكومة أنقرة ، إلا أن مراقبين يرون أن حرب النفوذ تعد من بين أهم أسباب محاولات الدولة العثمانية لبسط نفوذ جغرافي أكبر في المنطقة.

«ادلب» في قلب العاصفة
وعلى صعيد متصل هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرارا وتكرارا بأن بلاده ستقوم بعمل عسكري كبير في إدلب إذا لم يتم الالتزام بوقف إطلاق النار المتفق عليه .وقال رجب طيب أردوغان إن تركيا لن تتوانى عن القيام بعمل عسكري أكبر من سابقه في منطقة إدلب، بشمال غربي سوريا. ويرى متابعون أن تركيا ألقت بكل ثقلها في سوريا خشية خروجها من اللعبة واستفراد باقي الأطراف بالميدان السوري، وهو ما تعتبره خطرا على أمنها القومي بوجود الأكراد في سوريا وتمتعهم بنفوذ ميداني هناك. اذ تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة على معظم مناطق حقول النفط في شرق سوريا.وبالتالي يعتبر القرار الذي تحاول تركيا الاستفادة منه موجها بالأساس لمواجهة نفوذ الأكراد المدعومين من أمريكا بصفة أساسية.

وتتالى ردود الافعال إقليمية ودولية أمام تنامي مطامع الأتراك في سوريا . ويتوقع مراقبون أن تثير هذه المساعي التركية لبسط السيطرة على الجغرافيا وأيضا الثروة النفطية في سوريا صداما جديدا مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تبسط إلى حد الآن سيطرتها على أغلب الحقول الكبيرة في شرق سوريا.
ويثير التصعيد العسكري الخطير الذي تعيشه «ادلب» في الآونة الأخيرة قراءات وتأويلات مختلفة لآفاق هذا الصراع السوري التركي المتفجر ومآلاته في قادم الأيام خاصة وسط جهود روسية ودولية لحلحلة الأزمة بعد الشدّ والجذب اللذين اتسمت بهما المعارك. ويترقب المجتمع الدولي نتائج الزيارة التي سيؤديها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى روسيا لبحث التطورات الميدانية في سوريا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين . التطورات الميدانية الدراماتيكية التي تعيشها «ادلب» كان لها التأثير لا فقط على الميدان في سوريا وعلى الإقليم فحسب بل أيضا وصلت تداعياتها إلى القارة الاوروبية بعد أن فتحت أنقرة الحدود أمام موجة لجوء غير مسبوقة في خطوة منها لإجبار الغرب على دعمها في الملف السوري.

تصعيد «اسرائيلي»
على صعيد متصل أكّد وزير الحرب الإسرائيلي نفتالي بينيت أنّ بلاده لن توقف عملياتها في سوريا حتى «رحيل» إيران منها، في تصريح يأتي غداة غارات استهدفت قوات إيرانية ومجموعات عراقية موالية لها في شرق سوريا وأسفرت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنس
ويأتي التصعيد الإسرائيلي في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات ميدانية وسياسية هامة سواء في الداخل السوري أو على صعيد الإقليم والحرب الدولية ضدّ ايران. يشار إلى أنّ اسرائيل شنّت منذ سنوات مئات الغارات الجوية ضدّ مواقع النظام السوري.ويرى مراقبون أنّ لكل غارة تشنها اسرائيل ضدّ الأراضي السورية هدف وأبعاد متعددة اما قريبة او بعيدة المدى . وتحاول إسرائيل من خلال هذه الغارات المستمرة ضرب أهداف سورية تابعة للجيش السوري وأيضا حلفاء دمشق خاصة إيران التي تعيش حربا اقتصادية وسياسية حادة في الشرق الأوسط ضد الجانب الأمريكي مدعوما بحلفائه إسرائيل وبعض دول الخليج ، وذلك لضرب نفوذ طهران في كل من سوريا اليمن العراق ولبنان أيضا .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115