في خضم انشغال العالم بمجابهة الوباء: مخاوف فلسطينية من استغلال «إسرائيل» كورونا لتنفيذ صفقة القرن

طالبت السلطة الفلسطينية بعقد اجتماع «افتراضي» طارئ لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، لبحث الخطوات

والإجراءات التي يمكن أن تقوم بها الدول العربية، تجاه نية «إسرائيل» ضم أجزاء من الضفة الغربية. وتصاعدت المخاوف الفلسطينية غداة الاتفاق الذي وقعه رئيس وزراء الاحتلال المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو ورئيس تحالف ازرق -ابيض بيني غانتس، الإثنين الماضي، لتشكيل حكومة وحدة طارئة، يتناوب كل منهما على رئاستها، على أن يبدأ نتنياهو أولًا لمدة 18 شهرًا. ويقضي الاتفاق أيضًا بالبدء في طرح مشروع قانون لضم غور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، مطلع جويلية المقبل.

ويبدو ان ترامب الذي أعطى وعده المشؤوم لإسرائيل، يواصل اليوم سياسته في دعم حلفائه الصهاينة لتنفيذ مخططاتهم . فقد اعتبر وزير خارجيته مايك بومبيو إن بلاده تعتبر ضم أراضٍ من الضفة الغربية المحتلة هو «قرار يعود إلى إسرائيل». ليعطي بذلك الضوء الأخضر لنتنياهو لتحقيق كل مؤامراته بقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، والتي يقدر الفلسطينيون بان تصل الى أكثر من

30 بالمئة من مساحة الضفة الغربية، وفقا لما جاء بـ«صفقة القرن»
ويؤكد القيادي الفلسطيني زاهر الششتري في حديثه لـ«المغرب» بأن هنالك مخاوف حقيقيه من قيام الاحتلال الصهيوني بتنفيذ تطبيق صفقه القرن مستغلا انشغال العالم بتفشي وباء الكورونا . ويتابع بالقول: «هذه المخاوف تصاعد خاصة مع تشكيل الحكومة العنصرية الصهيونية وفي برنامجها مثل ما أعلن ضمّ أجزاء واسعة من الضفة المحتلة ناهيك عن استمرار تهويد القدس واستمرار الحصار على قطاع غزة المحاصرة اصلا ، ومع أيضا تصريح وزير الخارجية الأمريكي الداعم للاحتلال في خطواته».
اما عن المطلوب اليوم لمواجهة هذه الإجراءات الجديدة يجيب بالقول :» المطلوب لمواجهة هذه الخطوات والاجراءات الاحتلالية، تعزيز الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام البغيض والتوجه لمواجهة الاحتلال بكل السبل المتاحة وليس طريق واحد مثلما يطرح الرئيس ابو مازن. وايضا يجب العمل على تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة الاعتبار لها عبر عقد مجلس وطني توحيدي بمشاركة كل أطياف شعبنا».
اما عن إعلان الرئيس ابو مازن باتخاذ خطوات اذا ما أقدمت حكومة الاحتلال عن تنفيذ الضم فهو – بحسب محدثنا- لفظيا إعلان موفق لكن المطلوب اتخاذ خطوات عملية وأولها تطبيق قرارات المجلس الوطني والمركزي فيما يتعلق بالاحتلال الصهيوني».

فلسطين والوباء
اما عن الوضع في فلسطين في خضم جائحة كورونا يضيف :«الوضع في ظل هذا الوباء يزداد صعوبة على المواطنين وتحديدا الشرائح الاجتماعية الفقيرة والمهمشة. مبينا ان انعكاسات الوباء على الوضع الداخلي بشقيه المجتمعي والاقتصادي. على الصعيد المجتمعي هنالك اشكالية واضحه فالطبقات الفقيرة تزداد فقرا وهنالك تخوفات حقيقية من ذلك على الصعيد الداخلي اذا ما استمرت حاله الاغلاق مما سيؤدي إلى إشكاليات داخلية.

الأمر الآخر اقتصادي وهو مرتبط بشقيه الداخلي والخارجي حيث أن هنالك شريحه سوف تنزل إلى مستوى الفقر نتيجة لهذا الوباء . وايضا الوضع الخارجي مرتبط بما يجري من انتكاسة للوضع الاقتصادي العالمي».
وعن مخاطر صفقه القرن في ظل هذه الأجواء يجيب :» الوضع أصبح ملائما للاحتلال وأعوانه والولايات المتحدة الأمريكية لتطبيق هذه الخطة والتي تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية عبر ضمّ جزء واسع من الضفة المحتلة بعد الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للكيان مع تواطئ عربي رسمي. وفي ظل استمرار الانقسام البغيض وايضا في ظل الاستمرار على المراهنة على ما يسمى بالمفاوضات العبثية مع الاحتلال من قبل قيادة المنظمة والسلطة».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115