بعد إعلان أردوغان عن تحرك قوات تركية نحو ليبيا: الحرب الإقليمية تقترب .... ومجلس الأمن يعقد اجتماعا طارئا بطلب من روسيا

أعلنت وزارة الدفاع الإيطالية عن وضع كافة قواعدها العسكرية جنوب البلاد في حالة تأهب قصوى في علاقة بإعلان الرئيس التركي

رجب طيب اردوغان عن بداية التحرك العسكري نحو ليبيا لدعم حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج . وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أجرى اتصالات مع رئيس الحكومة الإيطالية والرئيس الفرنسي وقد جرى خلال الإتصالات بحث أخر تطورات الأزمة الليبية وكيفية التصدي للتدخل التركي، وفي ذات السياق أعلنت دولة خليجية كبرى عن دعمها للجيش المصري لمواجهة تدخل تركيا العسكري في ليبيا.

ويرى متابعون للتطورات العسكرية الأخيرة بأن أنقرة ما كانت لتعلن عن بداية التحرك العسكري وإرسال قوات أي ليبيا لو لم تجد استعدادا من أحد دول الجوار للسماح بمرور الدعم التركي إضافة إلى استغلالها لمطار معيتيقة في طرابلس، ولفت هؤلاء المتابعون إلى الصعوبة اللوجيستية التي تواجه تركيا في إيصال دعمها بصفة مباشرة لطرابلس سيما مع وجود تحالف مصري يوناني ايطالي وفرنسي رافض للتدخل التركي، وتؤكّد جميع المؤشرات على قرب اندلاع حرب إقليمية في المنطقة تهدد بنشوب حريق هائل في جنوب المتوسط وشمال إفريقيا.

وعقد مجلس الأمن الدولي أمس الاثنين، بطلب من موسكو، اجتماعا مغلقا بشأن ليبيا، في أول مناسبة ستتاح لأعضائه الخمسة عشر للبحث في الاتفاق المثير للجدل الذي أبرمته تركيا مع حكومة السراج، وحسب ما أفادت به مصادر دبلوماسية.ورسميا، فإن الطلب الذي تقدمت به روسيا يتعلق بعزم ألمانيا على عقد مؤتمر دولي في برلين في نهاية جانفي بشأن ليبيا، علما بأنه لم يتم إعلان أي موعد محدد لهذا المؤتمر.

مؤشرات التصعيد
المؤشرات تتمثل في تصميم أنقرة على التدخل وإنقاذ جماعة الأخوان من السقوط المدوي وسيطرة حفتر على طرابلس. انضمام دول أوروبية ايطاليا وفرنسا لمحور مصر اليونان مع دول اوروبية بهذا الحجم ذات وزن عسكري وهي أيضا دول عضو بحلف الناتو. كل ذلك دفع بقيادة الناتو لعقد اجتماع أمس وذلك لدراسة التطورات والتداعيات بسبب عضوية تركيا بالناتو إلى ذلك نجد الأفريكوم تكتفي بمراقبة الوضع وترصد كل التحركات العسكرية، ولم يصدر عن البيت الأبيض أو البنتاغون وزارة الدفاع الأمريكية أي موقف جديد بعد التحذير الوحيد الصادر عن الرئيس دونالد ترامب لنظيره التركي من تداعيات إرسال قوات إلى ليبيا ،الشيء الذي اعتبره المراقبون موافقة أمريكية لأردوغان للتدخل في ليبيا.

الولايات المتحدة قلقة جدا من نفوذ روسيا المتصاعد في ليبيا وتدرك واشنطن أن التوازن في القوة على الميدان لم يعد موجودا تماما ،وأن حكومة الوفاق توشك أن تسقط وهذا السيناريو يلعب لصالح روسيا والأمريكان أيضا وهذا مهم ،لذلك منحوا الضوء الأخضر لأردوغان للتوقيع على مذكرتي التفاهم مع السراج ثم التسريع بتنفيذ المذكرة الأمنية العسكرية والأمريكان لديهم قلق فقط من نفوذ المتطرفين في ليبيا ومهمة استهداف الجماعات المتطرفة موكولة للافريكوم.

إلى ذلك وعسكريا دوما هددت عدة مجموعات مسلحة موالية للوفاق بالإنسحاب من محاور القتال ضد حفتر في حال أرسلت تركيا عسكريين. تهديدات جاءت بعد بيانات رفض الوجود العسكري التركي أو أي قوات أجنبية في ليبيا من جميع القبائل وأكدت تلك البيانات استعدادها لحمل السلاح والدفاع عن سيادة ليبيا.

المحصلة أنّ المشهد العسكري يتجه شيئا فشيئا نحو تصعيد غير مسبوق وحرب مدمرة تتعدى حدود ليبيا بمعنى أنّ الأزمة الليبية لن تكون كما كانت قبل تنفيذ مذكرة التفاهم التركية الليبية حيث كانت الأزمة تحت السيطرة مثلما أكدت واشنطن بإستمرار، فمن خلال إرسال تركيا لقواتها إلى ليبيا تندلع الحرب الإقليمية بين محورين محور دعم الإخوان بقيادة تركيا ومحور حفتر بقيادة الجارة مصر وحلفائها من الدول العربية والأوروبية.

السؤال المطروح في هكذا حرب يتعلق بالحلف الأطلسي والإتحاد الأوروبي إلى أي محور سينحاز لتركيا العضو أم لإيطاليا واليونان وفرنسا ، المؤكد ان كيفية تعامل الناتو تمت مناقشتها في اجتماع قيادة الناتو الطارئ المنعقد أمس جلسة سرية .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115