فيما حفتر يعلن التعبئة لمواجهة أنقرة: البرلمان يلغي الاتفاقيتين بين تركيا وليبيا ويحيل السراج إلى القضاء

عقد مجلس النواب الليبي جلسة طارئة في بنغازي لمناقشة تداعيات التدخل التركي في الشؤون الليبية ومصادقة

البرلمان التركي على إرسال قوات إلى ليبيا.ونقلت «بوابة الوسط» الليبية أمس عن الناطق باسم مجلس النواب عبدالله بليحق إنّ المجلس «صوّت بالإجماع على إلغاء مذكرتي التفاهم الأمني والعسكري وترسيم الحدود البحرية الموقعة بين حكومة الوفاق غير الشرعية والنظام التركي». كما طالب مجلس النواب مجلس الأمن بسحب الاعتراف من حكومة فايز السراج.

وأضاف بليحق أن القرار قضى باعتبار وضع المذكرتين «كأن لم تكونا».وشمل قرار المجلس في جلسته الطارئة إلغاء جميع المذكرات التي وقعتها أو توقعها حكومة الوفاق «ما لم تصادق عليها السلطة التشريعية».وشهدت الجلسة خلافا في الرأي بين النواب، حول التصويت على محاكمة كل من وقع المذكرتين وساندهما بتهمة «الخيانة العظمى».

كما قرر البرلمان الليبي، أمس السبت، إلغاء مذكرتي التفاهم البحرية والأمنية الموقعتين بين فايز السراج ورجب طيب أردوغان، كما جرى التصويت على إحالة الموقعين عليهما على القضاء. وخلال جلسة مجلس النواب الطارئة لمناقشة التدخل التركي في ليبيا، صوت النواب بالإجماع على إلغاء مذكرتي التفاهم البحرية والأمنية الموقعتين بين حكومة طرابلس ونظيرتها التركية. ويعتبر مجلس النواب الليبي السلطة التشريعية المنتخبة في ليبيا بدأ من 4 أوت 2014 خلفاً للمؤتمر الوطني العام. ومقره مدينة بنغازي إلا أنه وحسب الإعلان الدستوري بإمكان النواب عقد جلساته في أي مدينة أخرى، حيث توافق غالبية النواب على اختيار مدينة طبرق التي تنعم بالهدوء النسبي لعقد جلساتهم عوضاً عن بنغازي أو طرابلس اللتين شهدتا في الأسابيع السابقة لتسلم مجلس النواب مهامه تدهوراً وانفلاتاً أمنياً غير مسبوقين.

حفتر يعلن النفير
وتتالت ردود الأفعال المنحدرة لتصعيد المشهد العسكري في ليبيا تلبية لطلب حكومة السراج .إذ حذرت مفوضية الاتحاد الإفريقي من تداعيات وعواقب إرسال قوات أجنبية إلى ليبيا في إشارة إلى التدخل التركي المرتقب. ودعت المفوضية الفرقاء الليبيين إلى إبعاد خيار الحسم العسكري والعودة للحوار عبر مبادرة الأمم المتحدة . وكان الاتحاد الأوروبي من جانبه دعا الى التهدئة وعدم إرسال قوات تركية إلى غرب ليبيا .

محليا شهدت مناطق شرقي البلاد وجنوبها وغربها عدة مظاهرات منددة بالتدخل التركي وكانت أكبرها باجدابيا مسقط رأس القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر بمشاركة كافة مكونات المجتمع المدني والأجهزة الأمنية وممثلي القبائل وعميد البلدية (المجلس التسييري) أمبارك المنفي وقد تميزت المظاهرة بحضور العنصر النسائي اللافت فتحية اشو يقي وسمية اشويب وفتحية الشبلي وفاطمة مسعود من الناشطات بالمجتمع المدني اللواتي كن ضمن المظاهرة .

إلى ذلك ألقى المشير حفتر خطابا موجها للداخل و الخارج ، الرسائل الموجهة للداخل سعى فيها حفتر إلى جمع كل الحساسيات السياسية بالتأكيد على أنّ ليبيا تشهد غزوا تركيا يتطلب توحيد الصف ودعم الجيش الليبي. ودوليا جدد حفتر حاجة بلاده للدول الشقيقة الداعمة لحفظ سيادة ليبيا كما جدد القائد العام للجيش التصميم على استكمال معركة تحرير طرابلس من المليشيات المسلحة ويبقى السؤال المطروح هل بلغت أزمة ليبيا نقطة اللاعودة للخيار السلمي ؟

ويرى مراقبون بان خطاب حفتر الأخير بمثابة إعلان التعبئة الشاملة بحديثه عن الجهاد بما للكلمة والعبارة من مدلول لدى القبائل الليبية، كذلك تصميم الجارة مصر على التدخل إذا ما غامرت تركيا بإرسال قوات إلى غرب ليبيا الأمر الذي لقي تنديدا وضامن كل القبائل بما فيها الرافضة لحفتر والمترددة في دعمه مثل القذاذفة وورفلة في حين نجد ان السراج تدعمه مصراتة فقط. وتبعا لذلك يؤكد المراقبون للمتغيرات الأخيرة بأنه من الصعب جدا العودة الى الحوار قريبا إلّا إذا ما أسفرت قمة بوتين – اردوغان على تسوية وتفاهمات .

ميدانيا واصل سلاح جو الكرامة استهداف تمركزات القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا مركزا في غاراته تلك على مدينتي سرت ومصراتة ونقاط عسكرية في طرابلس ،علما بان قوات الجيش تتمركز على مسافة قريبة من سرت و تهدد بدخولها تمهيدا للسيطرة على قاعدة القرضابية الإستراتيجية مقابل توقف سلاح جو الكرامة في استهداف قاعدة معيتيقة في طرابلس بسبب تركيز الوفاق لمدفع موجه هناك مضاد للطيران يشرف على تشغيله خبراء أتراك.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115