العراق: احتجاجات عنيفة في بغداد والبصرة رفضا لمرشحي لأحزاب لرئاسة الحكومة

قتل متظاهر في ساحة الوثبة بالعاصمة العراقية بغداد، أثناء مواجهات بين محتجين وقوات مكافحة الشغب خلال مظاهرات

خرجت ضد الأحزاب السياسية.وانطلق المتظاهرون من ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد باتجاه مقرات حزبية، تنديدا بدور الأحزاب المعطّل للمسار السياسي في البلاد.

ويواصل المتظاهرون احتجاجهم بساحة كهرمانة في منطقة الكرادة رافعين شعارات مناهضة لأحزاب البلاد السياسية، كما خرجت مظاهرات مناهضة للأحزاب في محافظة البصرة جنوبي العراق.وأغلق محتجون عراقيون الطريق المؤدية لميناء مدينة أم قصر في البصرة، مما تسبب في تعطيل حركة الشاحنات الناقلة للبضائع والمشتقات النفطية.
وكان الرئيس العراقي، برهم صالح، قد وضع استقالته، تحت تصرف البرلمان بعد تعثر مفاوضات تشكيل الحكومة، في ظل مطالبة الشارع باختيار مرشح مستقل نزيه لا يخضع للخارج وخاصة إيران، لكي يتولى إدارة البلد لمرحلة انتقالية تمهيدا لإجراء انتخابات مبكرة.وما يزال المتظاهرون في العراق يواصلون الاحتجاجات ويقطعون الطرق رفضا لترشيح شخصيات سياسية معينة لمنصب رئيس الحكومة الجديدة، خلفا لعادل عبد المهدي.

واستقال عبد المهدي مطلع ديسمبر الجاري تحت ضغط الاحتجاجات التي تجتاح العراق منذ أكتوبر الماضي.ويقول المحتجون إنهم يريدون مرشحا مستقلا وبعيدا عن الأحزاب السياسية لتولي الحكومة العراقية، التي ستدير شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية قبل الانتخابات المقبلة.

مقتل متعاقد أمريكي وجرح عسكريين
في الأثناء أسفر هجوم صاروخي في شمال العراق عن مقتل متعاقد أمريكي وإصابة العديد من العسكريين ، هم أول الضحايا الأمريكيين لسلسلة هجمات مماثلة وقعت مؤخراً، حسب ما أعلن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» الارهابي. بينما لم يحمّل التحالف أي جهة مسؤولية الهجوم، إلا أنه ينذر باحتمال ارتفاع منسوب التوتر بشكل إضافي بين واشنطن وطهران، التي تدعم مجموعات شيعية مسلحة موالية لها في العراق وسبق أن اتهمتها الولايات المتحدة بالوقوف وراء هجمات استهدفت مصالحها هناك.
وقال التحالف في بيان «قُتل متعاقد مدني أمريكي وأصيب العديد من العسكريين الأمريكيين وعناصر الخدمة العراقيين في هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية عراقية في كركوك» تضم قوات للتحالف.وتنشط قوات الأمن الحكومية وعناصر شيعية مسلحة إضافة إلى خلايا نائمة تابعة لتنظيم «داعش» الارهابي في محافظة كركوك، التي تطالب بها كل من الأقلية الكردية في العراق والأكثرية العربية.

وقال مسؤول أمريكي مطلع على التحقيق وفق وكالة «فرانس براس» مشترطا عدم كشف اسمه إن 30 صاروخًا على الأقل أصابوا القاعدة بما في ذلك مستودع ذخيرة، ما تسبّب في مزيد من الانفجارات، بينما عُثر على أربعة صواريخ أخرى في أنابيبها داخل شاحنة في النقطة التي تم منها إطلاق الصواريخ.ووصف المسؤول الهجوم بالأكبر بين سلسلة ضربات صاروخية طالت مصالح الولايات المتحدة في البلاد منذ نهاية أكتوبر أسفرت عن مقتل جندي عراقي وإصابة آخرين بجروح إضافة إلى الحاق الضرر بمحيط مقر السفارة الأمريكية بالمنطقة الخضراء في بغداد.وافاد مصدر أمريكي أن خطر الفصائل الموالية لإيران في العراق على الجنود الأمريكيين بات أكبر من التهديد الذي يشكّله تنظيم الدولة الإسلامية، والذي نشرت واشنطن على إثره آلاف الجنود في البلاد لمساعدة بغداد على مواجهة التنظيم المتطرف بعدما سيطر على مناطق واسعة في 2014.

خطوات «استباقية»
وتعرضت قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غرب البلاد في الثالث من ديسمبر الى هجوم بخمسة صواريخ بعد أربعة أيام من زيارة قام بها نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس لقوات بلاده هناك.
وأصيبت قاعدة القياره الجوية الواقعة في شمال العراق بأكثر من عشرة صواريخ في نوفمبر، في هجوم كان بين الأكبر خلال الأشهر الماضية ضد منطقة تتواجد فيها قوات أمريكية واعربت مصادر أمريكية دبلوماسية وعسكرية عدة عن تزايد امتعاضها من هذا النوع من الهجمات.
وتقول المصادر إن واشنطن تنتظر من شركائها العراقيين التحرّك «لفض النزاع» بين القوات الأمريكية وقوات الحشد الشعبي التي تضم فصائل مسلحة شيعية بعضها موال لإيران، لمنع وقوع مواجهات.لكن المهمة معقّدة، إذ أُمرت قوات الحشد الشعبي الانخراط بالقوات الأمنية الرسمية، لكن العديد من مقاتليها لا يزالون يتحركون بدرجة ما من الاستقلالية.
وصرّح وزير الدفاع الأمريكي مارك اسبر في وقت سابق هذا الشهر أنه عبّر لرئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي عن «قلقه مما يبدو أنها هجمات على قواعد في العراق يمكن ان تنتشر فيها قوات أو معدات أميركية».

وقال إسبر إن لدى الولايات المتحدة «الحق في الدفاع عن نفسها، لكننا نطلب من شركائنا العراقيين اتّخاذ اجراءات استباقية للسيطرة على الوضع الذي لا يناسب أي طرف».وطالب مكتب عبد المهدي حينها «ببذل مساعٍ جادة يشترك بها الجميع لمنع التصعيد الذي إنْ تطوّر سيهدد جميع الاطراف».واعتبر عبد المهدي أن «أي إضعاف للحكومة والدولة العراقية سيكون مشجعاً على التصعيد والفوضى»، منبها إلى أن «اتخاذ قرارات من جانب واحد سيكون له ردود فعل سلبية تصعب السيطرة عليها وتهدد أمن وسيادة واستقلال العراق».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115