معركة «إدلب» في سوريا: هل تكون بداية النهاية لجبهة النصرة في المنطقة ؟

يواصل الجيش السوري تقدمه في إدلب وخاصة في ريفيها الشرقي والجنوبي الشرقي لاستردادها من الفصائل والجماعات

المسلحة المدعومة من تركيا. يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه هذه الفصائل ومن بينها «فصائل درع الفرات السورية» عن ارسال تعزيزات عسكرية الى المحافظة .

ويمكن اعتبار ان ما يحصل في المنطقة احد اهم المعارك التي اطلقها الجيش السوري، لما تتمتع به إدلب من موقع جيوسياسي هام، فضلا عن ان المحافظة تعد معقلا هاما لعديد الجماعات المسلحة المدعومة من انقرة .

ثمن كبير
وقال الباحث والمحلل السياسي د. خيام الزعبي من جامعة الفرات لـ«المغرب» ان ادلب لا تزال تدفع ثمناً كبيراً وهي تواجه التنظيمات الإرهابية بكافة أصنافها والتي تحاصر هذه المدينة منذ سنوات بمختلف أنواع الأسلحة والقذائف في استهداف للمدنيين بصورة مباشرة، وقال ان هذه التنظيمات تذهب إلى الانتقام عبر أسلوبها الجبان بإطلاق القذائف العشوائية على الأحياء المدنية لإشباع رغبتها المتوحشة في القتل والخراب، وتتوارد أنباء عن تقدم متسارع يحققه الجيش السوري بتشكيلات متكاملة تؤمّن كل مقومات الانتصار».

وعما اذا كانت هذه المعركة بداية النهاية لجبهة النصرة في المنطقة؟ يجيب محدثنا بالقول :« كانت الجهة الجنوبية الشرقية لإدلب نقطة البداية، حيث تمكن الجيش السوري من تحرير مجموعة كبيرة من البلدات، التي كانت تشكل خط الدفاع الأساسي للمسلحين من هذا الاتجاه، ليفرض الجيش حسمه على تلك المجموعات الإرهابية حيث كانت تعتقد أن هذا الخط لن يتعرض للهجوم، وأن مقاتلي الجيش لن يتمكنوا من تحقيق إنجازات بسبب عمق الخط الدفاعي.

في هذا الإطار كانت إدلب خلال الأيام الفائتة في معركة مستمرة لم تتوقف في عديد الجبهات حول المدينة إذ استطاع الجيش التقدم في أكثر من جبهة وإيقاع الكثير من القتلى في صفوف التنظيمات المتطرفة وهكذا كانت الأيام الماضية ساخنة ومع مواجهات قوية وانتصارات للجيش السوري في مواقع مختلفة» .

تغيّر خارطة التسلح
وقال الزعبي ان التقدم السريع للجيش السوري يغّير خارطة التواجد المسلح في إدلب بشكل ملحوظ ومتسارع، حيث تابع الجيش عملياته العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية التابعة لتنظيم «جبهة النصرة» في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وطهر قرى جديدة «أم التينة والمديرسة وبرنان» بعد تدمير مقراتها وتحصيناتها، وفي الوقت نفسه أعلن الجيش عن استعادة السيطرة على قرية «تل دم» الاستراتيجية من مسلحي «أجناد القوقاز» بريف إدلب الشمالي.

وقال محدثنا ان مع استكمال المراحل الهامة في معركة تحرير إدلب، والتي بدأت منذ عدة أسابيع والاستعداد للمرحلة النهائية والحاسمة، ثمة مسار جديد ستدخله سوريا باتجاه إنهاء الجماعات المتطرفة في البلاد، بعد أن ظلت تهيمن على مساحات شاسعة في أنحاء مختلفة من الأراضي السورية».

ويضيف :«ان الانتصار في معركة إدلب التي تعتبر معقل جبهة النصرة الإرهابية ، سيشكل البداية الحقيقية لطرد التنظيمات الإرهابية بكافة أصنافها من كل المدن السورية ،وهو الهدف الاستراتيجي للجيش السوري والذي يواصل استعداداته اللوجستية والتكتيكية لإنهاء هذا التنظيمات ومن وراءها مستفيداً من الإسناد الجوي الذي يقدمه حلفاؤه».

فزحف الجيش العربي السوري نحو ادلب واستراتيجيته في ادلب بشكل متتالي ومستمر سيفضي على ما يبدو إلى حشر جبهة النصرة ومن معها داخل إدلب المدينة، تمهيدا لتكرار نموذج حلب ، وبذلك يؤمن الجيش السوري بشكل كامل الطريق بين حلب ودمشق، وستثبت سوريا أنها مقبرة للتنظيمات المتطرفة ومن وراءها خصوصاً بعد التقدم الكبير للجيش السوري وحلفاؤه في مختلف الجبهات».

يشار الى ان جبهة النصرة أو جبهة فتح الشام تم تشكيلها في أواخر سنة 2011 وتبنت عدة هجمات انتحارية في حلب ودمشق. وقد كانت ذراعا لتنظيم القاعدة في سوريا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115