وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في حوار خاص لـ«المغرب»: «ننتظر دعما وإسنادا سياسيا وماليا عربيا في مواجهة التحديات التي تعصف بقضيتنا الفلسطينية»

قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في حوار خاص لـ«المغرب» فلسطين تأتي الى هذه القمة العربية الـ30 للحصول

على الدعم والإسناد لتعزيز صمود القيادة الفلسطينية في مواجهة التحديات الأمريكية الإسرائيلية على المستوى السياسي أو في ما يتعلق بتقديم الدعم المالي في مواجهة التضييق المالي الذي تنتهجه واشنطن ضد الفلسطينيين شعبا وقيادة.

• ماهي تطلّعاتكم من القمة العربية بشأن القضية الفلسطينية ؟
تطلعاتنا ان هذه القمة في مثل هذه الظروف الصعبة التي تواجه القضية الفلسطينية تفيد احتضان كامل دعم وإسناد لكل ماتقوم به القيادة الفلسطينية في مواجهة هذه التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية ان كان ذلك على المستوى السياسي او المالي .
نحن نواجه تحديات صعبة عصيبة بدءا بمحاولة الولايات المتحدة الأمريكية اضعافنا من خلال فرض وقائع على الأرض وإجراءات تحاول أن تضعف القيادة الفلسطينية عن التحرّك عبر خطوات قامت بها بدءا بإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن واعترافها بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة وقف دعم وكالة غوث اللاجئين «الاونروا» ، وقف الدعم المالي للحكومة الفلسطينية ، وقف التمويل للمستشفيات في القدس ، تمرير قرارات في الكونغرس تتّهم منظمة التحرير بأنها منظمة ارهابية ووقف تقديم المساعدات لها وأيضا ربط القنصلية الأمريكية التي تعمل في القدس مع الفلسطينيين منذ عام 1944 ربطها بالسفارة الأمريكية التي انتقلت الى القدس وكأن الشأن الفلسطيني هو شأن هامشي ضمن تعامل الدبلوماسية الامريكية مع دولة «اسرائيل».
في نفس الوقت «اسرائيل» تحاول تمرير العديد من القضايا على الارض عبر مصادرة الاراضي وبناء المستوطنات وهدم المنازل واعتقال المواطنين وتشريدهم واغتيالهم وأيضا في اقتطاع اموال المقاصة التي تجمعها دولة الاحتلال بالنيابة عن الفلسطينيين . بالإضافة الى بعض مشاريع القرارات التي مرت عبر الكنيست الاسرائيلي كل مايتعلّق بالقدس المقدسات الاسلامية والمسيحية. مايتعرّض له المسجد الاقصى من عملية تقسيم مكاني، اغلاق مسجد باب الرحمة تهديد بالحرب ضد غزة ، هذه اجراءات جميعها تهدف الى اضعاف القيادة الفلسطينية ومحاولة تغييب امكانية الحل بالنسبة للقضية الفلسطينية وإنهاء المشروع الوطني الفلسطيني .
نحن نأتي الى هذه القمة ونعمل على ان نحظى بالدعم والإسناد لتعزيز صمود القيادة الفلسطينية في مواجهة هذه التحديات على المستوى السياسي في التحرك العربي او فيما يتعلق بتقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية لمواجهة كل هذه الاجراءات المالية الامريكية بحق القيادة والشعب الفلسطيني
نأتي لكي نعزز مفهوم التضامن نأتي لكي نحصل على مثل الاسناد والدعم نأتي لكي تؤكد الدول العربية بأنها الحاضنة الرئيسية للقضية الفلسطينية بكل عناوينها ولكي تؤكد ان هذا البيت العربي هو الذي يوفّر مثل هذا الغطاء الداعم والمساند للفلسطينيين في كل المحافل الدولية

• بعد اطلاعكم على مشروع القرارات قبل رفعه الى القادة العرب اليوم ، هل هي في مستوى الحدث ؟
نحن نقرا الواقع الذي نعيشه نقرا تماما المحدّدات ونقرا الفرص التعقيدات والإمكانيات المتاحة نقرأ ان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية المحورية للدول العربية منذ نشأة هذه القضية الى الان لكن في المقابل هناك مشاكل وقضايا تأخذ الهم العربي بعيدا.
بالتالي نحن نشعر ونتعامل مع كل هذا الواقع ونتفهم مثل هذه الظروف فعندما قمنا بصياغة مشاريع القرارات في بدايتها تناقشنا مع ممثلي الدول العربية توصلنا الى تفاهمات ، وبالتالي عندما تم اعتمادها امس من قبل وزراء الخارجية كنا على قناعة تامة بأنّها تغطي كافة المجالات وضمن المطالب الفلسطينية بالتالي نحن لم نرد ان نرفع سقف مطالبنا لأننا ندرك تماما ماهي التوقعات وماهي الامكانيات في مثل هذه الظروف نحن نتعامل مع مثل هذا الواقع لكلي تحظى القضية الفلسطينية دائما بمثل هذا الاهتمام والتقدير .
سوف نغادر الشقيقة تونس بقناعة بان القضية الفلسطينية هي قضية اهتمام اساسي لكل الدول العربية وشعوبها، وان القضية الفلسطينية لاتزال هي القضية المحورية المركزية لكل الدول العربية وأن هذا الاهتمام انعكس ليس فقط في مشاريع القرارات التي اعتمدت بل وأيضا في المداخلات من قبل القادة وسوف يكون لخطاب الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي انعكاسا على الاجواء داخل القمة فيما يتعلّق بطبيعة الدعم للقضية الفلسطينية . نحن على ثقة بأن تعامل الرئيس التونسي مع القضية الفلسطينية من وحي القناعة التامة باعتماد القضية الفلسطينية كقضية اولى اساسية ليس فقط لتونس بل لكل الدول العربية وهو سيعكس هذه القناعة من خلال خطابه و من خلال مخرجات القمة . نحن لا نقلل من دور باقي الدول العربية وأيضا مداخلة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز مهمة جدا لأنه رفع من سقف المخرجات في الظهران واسماها قمة القدس وأيضا إشارته الى مدى اهتمام المملكة بفلسطين ورفعه من سقف التطلعات، فمنذ ان وطئت اقدامنا ارض تونس الحبيبة ونحن نشعر بهذا الحب والدعم .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115