معركة منبج السورية .. لعبة كسر القيود شارفت على نهايتها

مما لا شك فيه أن هناك تغييرات وإرادة دولية بدأت تتضح معالمها في الملف السوري، خاصة بعد دخول الجيش السوري

إلى مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي ورفعه العلم السوري فوقها، ويأتي دخول الجيش إلى منبج بعد مناشدة وحدات حماية الشعب الكردية دمشق ودعوتها إلى تأكيد السيطرة على المناطق التي انسحبت منها لحمايتها من الهجمات التركية، الذي من خلالها شارفت لعبة كسر القيود على نهايتها، فلا غريب أن يشهد السوريون نجاح عملية دخول منبج بعد أن وجه الجيش بشارة خير جديدة أكد من خلالها قرب الحسم ، مع مواصلته في التقدم نحو أجزاء من المدينة التي كان يسيطر عليها الأكراد، وبذلك بات الحسم أقرب من أي وقت مضى مع قرب السيطرة بشكل كامل على مدينة منبج شمالي البلاد قرب الحدود التركية، التي كانت خاضعة خلال السنوات الأخيرة لسيطرة الأكراد.

في هذا السياق يستعد كل من الميليشيات المسلحة المدعومة من نظام أردوغان وجيشه لمعركة مرتقبة ضد قسد في المنطقة الواقعة شرق الفرات،بالمحصلة يعرف الجيش السوري وحلفاؤه مدى أهمية هذه المعركة لذلك لن يبقيا مكتوفي الأيدي وستتصاعد العمليات العسكريه للجيش الهجوميه بصيغة الاقتحام والسيطرة والتوغل حتى تصل ذروتها لتحقيق الحسم ومن بشاراتها إسقاط كامل الشمال السوري بيد الجيش السوري، وبالتالي ما يحدث في الشمال ملحمة كبرى تترجم لمرحلة نصر كبيرة ، وبذلك يشكل إستسلام الجماعات المسلحة خطوة مؤلمة للإرهابيين وعملائهم لأنها أسقطت ورقة مهمة من يد رعاتهم الإقليميين والدوليين، سيبنى عليها في معادلة الميدان لما للشمال من رمز معنوي عند أردوغان وحلفائه.

في نفس السياق لجأ أردوغان وأعوانه إلى خطة جديدة رسموها في مخيلاتهم وهي الإستيلاء والسيطرة على حلب، لكن بعد تلك السنوات الطويلة من الحرب على سورية لم تأت النتيجة كما يريدونها، بل أصبحت محاولات بائسة و يائسة تعكس الخيبة وتعترف بالفشل وتعطي دلالات واضحة على أنهم باتوا يبحثون عن مخرج من المستنقع السوري الذي وقعوا فيه، بعد أن أحدثت سوريا خللاً كبيراً في موازين القوى الكبرى وأربكت معادلات وحسابات المنطقة بأكملها ، وهذا ما لم يكن ضمن حسابات التنظيمات المسلحة وأخواتها وعلى رأسها داعش المتطرفة.

في حين كان المتوقع في عقلية أعداء دمشق أن تنهار سوريا و تستسلم، كان الجيش السوري قد فتح الأبواب نحو مراحل إنتصارات كبيرة و فرض معادلات جديدة على جبهات القتال، وأصبحنا نشهد مع كل إنتصار سوري إرتباكاً وإنهياراً لمعنويات هذه التنظيمات يعكسها تخبط التصريحات السياسية والإعلامية المترافقة مع أي إنجاز جديد للجيش السوري التي يسطره في الميدان العسكري وخاصة في الشمال، لذلك تشير المعطيات الواردة من حلب وريفها إلى أن الأيام المقبلة لن تكون أقل سخونة على مختلف المحاور، فمع تثبيت الجيش لنقاطه داخل مدينة منبج، لم تتوقف عمليات الاستهداف المكثّفة على شرق الفرات، والتي ستكون لها تداعيات كبيرة على جميع ملفات الميدان العسكري في سوريا.

مجملاً ....نقول ونحن على يقين ثابت ومستقر إن تقدم الجيش السوري في الشمال، شكّل ضربة قوية للدور الغربي والإسرائيلي في سوريا، فهذه المعركة حاسمة بالنسبة للمنطقة وستشكل مستقبل العالم، وسترسم خطوط الحل السياسي في سوريا، وبإختصار شديد، إن الحرب السورية دخلت مرحلة جديدة ستكون دمشق هي بوابة النصر وما هي إلاّ محطة جديدة من محطات النصر السوري المستمر والذي يبعث برسائل ساخنة لأردوغان وكل من يقف وراءه بأن الإنتصار النهائي قاب قوسين أو ادنى يحققه الشعب السوري وجيشه، ذلك الشعب الذي اثبت أنه لا يُقهر ولا يستسلم للهزيمة أبداً، ولسان حاله يقول: سننتصر رُغماً عن النصر ذاته، والأكيد أنّ الأيّام المقبلة هي التي ستحدّد وجهة الحرب السورية وإحداث تغيير جذري في الخريطة العسكرية والذي سيكون من بوّابة معركة حلب و شرق الفرات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115