ليبيا: جدل وانتقادات بعد وصول رتل مسلح تابع لحفتر إلى أبو نجيم ما بين مصراته وسرت

طوى الاتفاق السياسي الموقع بين وفدي مجلس النواب والمؤتمر الوطني السابق عامه الثالث دون إحراز تقدم

على طريق إرساء التسوية السياسية فمنذ تاريخ 17 ديسمبر 2015 الذي شهد توقيع تلك الوثيقة بمدينة الصخيرات المغربية تتالت المؤتمرات والاجتماعات الدولية حول ليبيا دون تحقيق المطلوب، وربما كان النجاح الوحيد للاتفاق وقف إطلاق النار بين قوات الكرامة بقيادة حفتر من جهة ومليشيات محسوبة على الإسلام السياسي جماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة حيث حافظ كل طرف على مناطق نفوذه.

قوات حفتر سيطرت على إقليم برقة وجزء من إقليم فزان ومناطق صغيرة من غرب ليبيا بينما سيطرت مليشيات الإخوان والليبية المقاتلة على طرابلس ومصراته والزاوية.في الوقت الذي سعت فيه مليشيات الإخوان في صراعاتها المسلحة على المواقع في طرابلس الى ابتزاز لحكومة الوفاق للحصول على الأموال من خلال إعلان الولاء فيما ركز القائد العام للكرامة على بناء مؤسسة عسكرية وبفضلها تمكن من تحقيق نجاحات في الحرب على الإرهاب، إذ تمكنت قوات الكرامة بإمكانيات متواضعة من تحرير بنغازي ثم درنة نجاحات فرضت على المجتمع الدولي بدوله العظمى اعتبار حفتر جزءا محوريا وأساسيا في أية حلول سياسية فكانت دعوته لحضور مؤتمر باريس –مؤتمر باليرمو .

ما أنجزه حفتر على الأرض أربك جماعة الإخوان مما دفعهم وفي مناسبات عديدة لجمع قواتهم ومهاجمة الهلال النفطي وقد شهد الهلال النفطي خمس هجمات قادها ما يعرف بفجر ليبيا بالتعاون مع الجفران باءت بالفشل. مقابل نجاحات حفتر حقق الإخوان نجاحا وحيدا وبدعم ايطالي – أمريكي تمثل في تحرير مدينة سرت من تنظيم «داعش» الارهابي، وهو حدث ونجاح لم يعرف الإخوان استغلاله. أولا التحالف المليشياوي الذي حرر سرت أي البنيان المرصوص المتكون من مليشيات مصراته أساسا.

كما ثبت للجميع بان عددا من الكتائب المسلحة متطرفة و موالية لتنظيم القاعدة وكتيبة الفرقان واحدة من تلك الكتائب ثانيا إن حكومة الوفاق لم تنفذ تعهداتها سيما بدفع الرواتب للبنيان المرصوص – ثالث تذمر أهالي سرت من مضايقات وتصرفات مليشيات مصراته. رابعا عرقلة البنيان المرصوص عودة أهالي تاورغاء لديارهم الشيء الذي أحرج السراج محليا ودوليا.

لتكون المحصلة خيبة أمل السراج الذي راهن على المجموعات المسلحة الموالية والمحسوبة على الإسلام السياسي وبذل جهود لتفعيل الجيش في طرابلس وغرب البلاد، وجد السراج نفسه مجبرا مرة أخرى على التعامل مع تلك المجموعات المسلحة من خلال تنفيذ الترتيبات الأمنية بتكليف غنيوة والتاجوري. ومرة ثانية اندلعت حرب التصفيات الجسدية بين المليشيات في طرابلس إذ تعددت الاغتيالات وداخل قاعدة معيتيقة بالذات.لتتّضح من جديد حقيقة مفادها بان جماعة الإخوان هي رديف للعنف ولا يمكن الرهان عليها في بناء الدولة المدنية وأنّه من السذاجة الثقة في الجماعة وأخذ ما تلتزم به مأخذ الجد.

وسط هذا المشهد عرف رئيس المجلس الرئاسي حالة من الإحباط بسبب تهاون المجتمع الدولي الذي لم يحول بيانات الدعم للسراج إلى أفعال ملموسة وسلبية منتسبي الجيش في طرابلس الذين لم يلتحقوا بمواقع عملهم ، وفي النهاية وجد السراج نفسه مكرها على التعويل على جماعات مسلحة لا تؤمن أصلا بمدنية الدولة.في الطرف الثاني واصل حفتر رفضه وجود المليشيات، وهدد مرارا بالتقدم صوب طرابلس وحتى باتجاه الغرياني عبد الرحمان السويحلي- خالد المشري- عبد السلام كاجمان وجهوا اتهاماتهم لحفتر بارتكاب انتهاكات وجرائم...

ومع تواصل جمود العملية السياسية يخشى مراقبون حدوث صدام مسلح بين المجموعات المسلحة الاخوانية وقوات حفتر. مواجهة مسلحة قد تكون في مدينة سرت أو مابين مصراته وسرت، سيما بعد إرسال القائد العام للجيش خليفة حفتر لرتل مسلح قوامه 130 عربة وآلية مسلحة إلى منطقة أبو نجيم شرق مصراته وغرب سرت وقيام تلك القوة باستعراض اعتبره الإخوان عملا استفزازي ضدهم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115