ليبيا: المؤتمر الوطني الشامل .. بين تعقيدات السياسة وضغوطات الميدان

أعلنت البعثة الأممية لدى ليبيا تغيير وتحويل المؤتمر الوطني الجامع إلى ملتقى وطني شامل، وذلك بعد أن تأكدت من

عدم نجاح اللقاء المرتقب في الخروج بشيء يذكر والمتوافق مع خطة الأمم المتحدة لحل الأزمة. وتغيير المؤتمر الوطني الجامع إلى مجرد ملتقى يعني بأنّ مخرجات هذا الملتقى هي عبارة عن توصيات غير ملزمة للجميع.

خطوة اتخذتها البعثة بعد حضورها لسبع وسبعين ملتقى تحضيريا بمختلف مناطق ليبيا ونظرا لتمسك اغلب الأطراف الليبية بان يكون الحوار ليبي ليبي ودون حضور ومشاركة الأمم المتحدة ورفض التدخلات الخارجية فيما سوف يصدر من مخرجات وتوصيات .من جانب ثان تتكتم البعثة الأممية عن مكان انعقاد هذا الحدث الذي كانت وإلى وقت قريب تراهن على نجاحه وذلك بسبب تمسك ايطاليا بانجازه لديها بينما تدعم وتقترح الولايات المتحدة الأمريكية احتضان تونس لذلك الملتقى الوطني الجامع على ضوء ذلك اتضح بالكاشف استجابة عقد الملتقى الوطني داخل ليبيا لدواعي أمنية ورفض وفود هذا الإقليم أو ذاك الحضور في ملتقى يحتضنه إقليم ثان.

جدل وتنافس وعرقلة كل مبادرة يبدو أن الليبيين لم يتخلصوا منها بعد. جدل يتعلق بالجزئيات بما يؤكد أن الأطراف المتصارعة لا تفكر أبدا في التنازل لفائدة الوطن. وهذا الخلاف والجدل يعكس عمق الخلاف والحاجة لا جزء المصالحة الوطنية قبل كل خطوة أخرى وان الليبيين أو بالأحرى الأطراف المستفيدة من الوضع الراهن لا تريد تغيير الواقع و انفراج الأزمة وهذه مصيبة اكبر.مع أن الأغلب على الظن بان المخاوف من خسارة و فقدان المكاسب لدى شريحة واسعة من المسؤولين المتصدرين للمشهد في حل الأزمة هو الذي يسود الآن و يعرقل كل المفاوضات الجارية وهو ما افشل جميع الملتقيات الدولية و جهود دول الجوار الرامية لحلحلة الأزمة الليبية. شريحة واسعة داخل مجلس الدولة و مجلس النواب وحتى المجلس الرئاسي تنتهج هذا النهج الذي سبب طول الأزمة و جعلها تدور في حلقة مفرغة.

سفيرة فرنسا تزور الزنتان
بعيدا عن أجواء التحضيرات للمؤتمر والملتقى الجامع المقرر عقده مبدئيا مابين منتصف ديسمبر ومنتصف جانفي القادم تحولت السفيرة الفرنسية لدى ليبيا إلى مدينة الزنتان أين اجتمعت بالمجلس البلدي والمسؤولين المحليين واستعرضت معهم كيفية المساعدة لحل أزمات المنطقة وشملت المحادثات إنجاح محطات خارطة الطريق الأممية الملتقى الجامع الاستفتاء على مسودة الدستور وبلوغ الانتخابات سفيرة فرنسا لدى ليبيا ذكرت أنها تزور المدن الليبية بتعليمات من الرئيس ماكرون حتى تعاين الوضع على الميدان وتستمع لأكبر عدد ممكن من الليبيين لتكون الصورة واضحة لدى فرنسا وانطلاقا من ذلك يمكن إيجاد الإستراتجية وآليات المساعدة و الدعم.

مع بدء تسجيل بعض الانفراج والتقارب بين مجلسي الدولة والنواب وبلوغ التحضير للملتقى الوطني وإصدار البرلمان لقانون الاستفتاء وإجراء التعديل على إعلان الدستور ، كثفت البعثات الدبلوماسية لدى ليبيا من نشاطها بوسائل مختلفة فبينما تكتفي باريس بالاستماع لليبيين ومعاينة الأوضاع نجد البعثة الايطالية المعروفة بتنافسها مع الدبلوماسية الفرنسية تحاول كسب عطف الليبيين عبر تقديم مساعدات إنسانية ونتحدث هنا عن الجنوب الليبي وعدد من مدن الساحل مثل زوارة.

تنافس فرنسي- ايطالي لم يغب عن المشهد السياسي وحتى العسكري أحيانا يرى فيه شق كبير من الليبيين خطرا حقيقيا على سيادة وطنهم مع تأكيد هؤلاء بان فرنسا اقل تدخلا في شانهم الداخلي من ايطاليا، ففي الوقت الذي أكدت فيه باريس دعمها عسكريا لطرابلس وبرقة لمحاربة الإرهاب ذهبت ايطاليا إلى ابعد من ذلك بإرسالها قوة عسكرية إلى مصراته عندما كان البنيان المرصوص يخوض حرب تحرير سرت من الدواعش.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115