ليبيا: انقسام المؤسسات السيادية الليبية معضلة تؤرق المشهد السياسي

كشف الاتحاد الإفريقي بان احد أسباب عدم التحقيق في ملابسات وتفاصيل ما جرى تسريبه من مقاطع فيديو حول

تجارة الرق داخل احد مراكز احتجاز المهاجرين في طرابلس، هي بالأساس عوائق سياسية وأمنية ناتجة عن عدم توحيد الأجهزة الأمنية والأجسام السياسية و استمرار الانقسام.

انقسام المؤسسات السيادية وظهور مؤسسات اخرى موازية ادت الى انزلاق البلاد الى الفوضى وتكرس ذلك أكثر منذ مباشرة مجلس النواب لإعماله في طبرق مقابل انقلاب المؤتمر الوطني العام على نتائج انتخابات 2014. انقسام عمل المجتمع الدولي من خلال الأمم المتحدة على إنهائه عبر الحوار والمفاوضات.

حيث أخذت مصر على عاتقها ملف توحيد المؤسسة العسكرية فيما بذلت تونس –الجزائر و المغرب الأقصى جهودا كبيرة للتقريب بين الفرقاء السياسيين فجاء أولا اتفاق الصخيرات السياسي .ثم تتالت الاجتماعات الدولية وآخرها ملتقى باليرمو. ملف انقسام المؤسسات السيادية سجل أمس نقطة مضيئة عبر توصل لجنتي توحيد ديوان المحاسبة بطرابلس و البيضاء لاتفاق آلية إنهاء الانقسام.

إلى ذلك ذكرت مصادر من القاهرة قرب الإعلان النهائي عن توحيد الجيش دون إعطاء مزيد من المعطيات في الغرض. موضوع توحيد الجيش الليبي كان احد محاور لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء ايطاليا أين سجل تطابق الرؤى بين البلدين حيال الأزمة الليبية . ويرى مراقبون بان ايطاليا تراهن على الدورالمصري لتحقيق مخرجات مؤتمر باليرمو وترتب الحكومة الايطالية التعامل و التعاون مع لاعبين أساسيين في الملف الليبي، وعلى صلة مباشرة مع الأطراف المحلية القوية. تمش كهذا تجلى من خلال استجابة ايطاليا لطلب الرئيس المصري إقصاء تركيا من حضور قمة الرؤساء المصغرة في اليوم الختامي لمؤتمر باليرمو.

حيث تدرك ايطاليا بان تأثير تركيا محدود جدا إن لم يكن منعدما في المشهد الليبي .وان تركيا لم تنظم أي لقاء دولي أو حتى ليبي على أراضيها، وكانت خلال كل الاجتماعات والمؤتمرات الدولية ضيف شرف بينما مصر و بحكم علاقتها القوية و المباشرة مع الفرقاء المحليين يمكن الرهان عليها في أي حلول ويضيف المراقبون بان الأيام القادمة ستظهر مشاورات مابين روما والقاهرة لدفع مساعي الحل السياسي .

عودة السفير الأمريكي
بمعزل عن بداية ظهور انفراج في معضلة انقسام المؤسسات السيادية وتقدم مفاوضات توحيد مصرف ليبيا المركزي الدائرة خارج وداخل ليبيا . أعلنت الخارجية الأمريكية عودة السفير بيتر وليام بودي كقائم بالأعمال بمكتب ليبيا الخارجي في تونس، وكان بودي قبل ذلك التقى رئيس المجلس الرئاسي السراج ثم تحول إلى مدينة شتوتغارد أين اجتمع مع قيادة الافريكوم لبحث التطورات الأمنية و محاربة الإرهاب .

ويحظى السفير بيتر بودي بقبول لدى جميع أطراف الصراع المحلي وتمكن خلال فترة عمله في ليبيا من تكوين شبكة علاقات واسعة، وهذا ما سوف يساعده في الإسهام في توضيح سياسة بلاده من أزمة ليبيا.

ويعاب على الدبلوماسية الأمريكية عدم تولي زمام الأمور في ليبيا بسبب انغماسها في ملفات أخرى أكثر أهمية مثل الأزمة السورية - الأفغانية – اليمنية والملف النووي الإيراني، ولطالما طالب اغلب الفرقاء المحليين الليبيين إدارة البيت الأبيض بالتدخل وإن تكون واشنطن صاحبة المبادرة لثقتهم في الأمريكان غير إن الولايات المتحدة فضلت دوما تكليف وتفويض ايطاليا وحتى عندما طلبت ايطاليا من الرئيس ترامب التدخل رفض الأخير بطريقة غير مباشرة. محليا و على خلفية الوضع الكارثي جنوب البلاد وانطلاق احتجاجات شعبية في سبها.

اجتماع وزاري
على صعيد اخر اشرف فائز السراج على اجتماع للمجلس الرئاسي المصغر بحضور محمد حمزة و عبد السلام كاجمان ووزير الحكم المحلي بهدف إيجاد حلول لازمات المنطقة .السراج أعلن بالمناسبة تخصيص مبلغ مئة مليون دينار لتحسين الخدمات في إقليم فزان وجدد الدعوى لتفعيل الأجهزة الرسمية وتسخير كل الإمكانيات لرفع المعاناة عن أبناء الجنوب.

إلى ذلك تحوّل وفد من مدينة الفقهاء إلى الرجمة للقاء القائد العام للجيش لبحث موضوع فك اسر 10 من أبناء المدينة كان تنظيم «داعش» الإرهابي اختطفهم عند الهجوم على الفقهاء علما بأنّ قيادة «داعش» طالبت بمبادلة الأسرى بقيادي «داعشي» قبض عليه أهالي الفقهاء وسلموه إلى الجيش.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115