يوم اول امس. سيارة على متنها بريطاني من أصل سوداني دهست مواطنين يمتطون دراجات مخلفة جروحا متفاوتة الخطورة بدون تهديد أرواح الضحايا حسب المعلومات الرسمية. وهي المرة الثانية التي يستهدف فيها البرلمان بعد العملية الدامية المسجلة عام 2017.
وقامت قوات الشرطة المرابطة حول البرلمان بالتوجه إلى عين المكان و إلقاء القبض على المعتدي حيا. ولم تتمكن من الحصول على معلومات ضافية حول دوافعه بسبب صمته ورفضه التعاون مع المحققين. وأعلن المسؤول الأول عن مقاومة الإرهاب أن السيارة المستعملة من نوع فورد فياستا مسجلة في مدينة نوتينغهيل. وتم التعرف على هوية الإرهابي دون ذكر هويته، وذلك حفاظا على سير التحقيقات.
وعلمت الصحافة البريطانية أن عددا من المنازل تم اقتحامها من قبل أعوان الأمن و فرق مقاومة الإرهاب في مدينتي نوتينغهام وبيرمينغهام التي سبق و ذكرت في عدة عمليات إرهابية. وللتذكير فإن هذه المدينة تحتوي على جالية اسلامية ضخمة وأن مجموعات إرهابية سبق و أن استخدمت المدينة كقاعدة خلفية لعمليات نفذت في لندن. ولم يتبن إلى حد الآن أي طرف هذه العملية التي صنفت من النوع «الإرهابي» من قبل الشرطة البريطانية.
تنديدات عالمية
ونددت جل عواصم العالم بالعملية الإرهابية الجديدة. و كان أول من أطلق تغريدة في المجال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اعتبر أنها من فعل «حيوانات غبية» في حين لم تسجل قوات الأمن البريطانية أي مشارك في العملية. ولم تعثر على أي سلاح في السيارة. وقالت رئيسة الوزراء تريزا ماي «هذه ثاني مرة يستهدف فيها بيتنا للديمقراطية والذي هو رمز قوي لقيمنا في التسامح و الحرية». وأضافت «لن ينجح الإرهاب» في زعزعة وحدة البريطانيين. وقال صادق خان عمدة لندن «كل اللندنيين مثلي ينددون بقوة بكل العمليات الإرهابية في مدينتنا. رد اللندنيين اليوم يبرز أننا لن نستسلم ولن نخاف و لن ننقسم في وجه الهجمات الإرهابية» مقدما بذلك مساندة واضحة للحكومة في إجراءاتها ضد المجموعات الإرهابية.
حصيلة ضخمة
وأعلن الناطق الرسمي باسم رئيسة الوزراء للصحافة في ندوة صحفية عاجلة أمام «ويست مينستر» أن قوات مقاومة الإرهاب البريطانية أفشلت 13 عملية إرهابية من قبل مجموعات إسلامية و 4 من قبل مجموعات يمينية متطرفة منذ العملية الأولى ضد البرلمان في مارس 2017. وأوضح أن عدد التحقيقات الجارية إلى موفى شهر جوان 2018 من قبل مختلف الأجهزة وصلت إلى 676 قضية إرهابية. وقامت الشرطة البريطانية باعتقال 2029 شخصا بتهم تتعلق بالإرهاب ما بين 2000 و2017.
وكانت أجهزة مقاومة الإرهاب قد جهزت نفسها للتصدي لمثل هذه العمليات التي يقوم بها افراد غير مسجلين في قائمات المشتبه فيهم. ونجح إلى حد الآن في تفادي العمليات الدامية بعد تلك التي خلفت 23 قتيلا في منشستر يوم 22 ماي 2017 و 8 قتلى في جسر لندن يوم 3 جوان 2017 والعملية الإرهابية ضد جامع يوم 19 جوان 2017 التي خلفت قتيلا في صفوف المصلين عند خروجهم في الشارع. وتعتبر العملية الإرهابية الجديدة تحديا إضافيا لتريزا ماي التي تعاني منذ مدة من انقسامات في صلب حزبها ومعارضة من قبل المدافعين على الخروج من الإتحاد الأوروبي والذين يتهمونها بلين الموقف وتوخي سياسات غير حازمة. لكن في مثل هذه الظروف، أظهرت الطبقة السياسية تضامنا ووحدة واضحة في مساندتها للحكومات المتعاقبة ضد الإرهاب ولن تشكل هذه العملية الإرهابية خطرا حقيقيا على الحكومة البريطانية.