مساء امس وشهدت مختلف مدن اقليم برقة امس الخميس احتفالات كبيرة بعد اعلان وصول المشير حفتر لليبيا بعد تداول اخبار اصابته بجلطة دماغية و خضوعه للعلاج في فرنسا، رافقتها اشاعات بتدهور صحته و دخوله في غيبوبة
ذكر عمدة قبيلة البراغثة عبد السلام البرغثي اتجاه الالاف من المواطنين الى مطار ليبيا الدولي ببنغازي لتحية القائد العام ، فيما مازلت بعض المصادر المحسوبة على عملية الكرامة ترفض خبر مرض حفتر و تؤكد انه سافر للخارج – مصر الاردن و فرنسا لاجراء اتصالات و مشاورات ذات طبيعة عسكرية سرية . واكدت ذات المصادر ان حرب الاشاعة
والاساءة للقائد وزرع الفتنة بين صفوف الجيش يقف خلفها تيار الاسلام السياسي المتشدد بعد اصدار حفتر القرار بارسال 3500 عسكري الى تخوم درنة وتحريرها من الجماعات الارهابية .
وفد من مجلس النواب في لندن
الى ذلك، تحول المتحدث الرسمي للقيادة العامة للجيش العميد احمد المسماري الى القاهرة في زيارة غير معلنة. و كشف المسماري عقب عودته لبنغازي بان الزيارة كانت تهدف الى مزيد التعاون العسكري في محاربة الارهاب العدو المشترك للبلدين.
و على خلفية اعلان قوات حفتر بداية العد التنازلي لبدء تحرير مدينة درنة من الجماعات الارهابية قامت مصر بغلق حدودها الغربية مع ليبيا خشية تسلل عناصر ارهابية عبر الشريط الحدودي في اتجاه الاراضي المصرية . كما كثف سلاح الجو المصري من قاعدة البراني طلعات المراقبة على طول الحدود بين البلدين . من جانبها اعلنت غرفة عمليات المختار المتمركزة في عين مارة القبض على عدد من الارهابيين الفارين من درنة بعد تضييق الخناق عليهم من طرف قوات الكرامة و الحصار المفروض على درنة الذي دخل عامه الثالث.
وفي سياق غير ذي صلة اكد مكتب رئاسة مجلس النواب تحول وفد برلماني برئاسة النائب الاول لرئيس المجلس فوزي النويري الى المملكة المتحدة بدعوة من البرلمان البريطاني و ذلك من اجل دفع و تفعيل التعاون السياسي والاقتصادي بين ليبيا و المملكة المتحدة. وكانت بريطانيا عينت منذ اشهر قليلة سفيرها لدى ليبيا فرانك بيكر ليحل محل بيتر مليت و قد زار السفير الجديد المنطقة الشرقية في اكثر من مناسبة واجرى مشاورات مع عقيلة صالح و حفتر . معلوم بان التنافس على اشده ما بين ايطاليا و بريطانيا في ربط علاقات جيدة مع سلطات طبرق و ليبيا عموما . مع ان ايطاليا تدرك بانه لا نفوذ لديها في اقليم برقة و ان كفة الميزان تلعب لصالح بريطانيا لاسباب تاريخية. فالقوات الايطالية الغازية لليبيا عام 1911 لم تتمكن من احتلال برقة الا عام 1932و يمتد و جودها العسكري الى سنة 1940 لتحل محلها القوات البريطانية. اما بعد اسقاط نظام القذافي ورغم محاولات الحكومة الايطالية تدارك الموقف وايجاد موطئ قدم في برقة عبر بوابة مجلس النواب و القيادة العامة للجيش الا انها فشلت في ذلك . من اسباب ذلك الفشل انحياز ايطاليا لسلطات طرابلس ، ومما عقد الخلاف بين ايطاليا و برقة قرار الحكومة الايطالية ارسال قوة عسكرية الى مصراتة تحت غطاء محاربة داعش سرت. تراجع الدور الايطالي احسنت استغلاله بريطانيا و هذا ما تعكسه زيارات الوفود بين الطرفين.
ردود افعال وتخوفات
تضاربت المواقف حول لقاء رئيسي البرلمان و مجلس الدولة في الرباط المغربية وعن مضمون اللقاء الذي دعت اليه رئاسة مجلس النواب المغربي بحضور وزير الخارجية المغربي. اذ ايد الشق الداعم لرئيس البرلمان تلبية عقيلة صالح للدعوة و المقترح باجراء الاجتماع في حين انتقد المعارضون لسياسات عقيلة صالح تاكيده بعد اللقاء بان الاتفاق السياسي هو الاطار الوحيد لحل الازمة و تساءل هؤلاء عن اسباب عرقلة رئاسة البرلمان تنفيذ ذلك الاتفاق .
الجدير بالاشارة الى ان رئيس البرلمان قدم حزمة شروط للتعاون مع مجلس الدولة و قبل بلوغ الانتخابات و الاتفاق على اختيار رئيس للحكومة القادمة ومن تلك الشروط . قبول مجلس الدولة بتعيين محمد الشكري محافظا للمصرف المركزي وتنظيم حمل السلاح و اخلاء طرابلس من المليشيات... شروط التزم حيالها مجلس الدولة الصمت الى الان ولم يصدر بشأنها اي موقف.
للتنويه مرة ثانية فان مسألة الاتفاق على توحيد مصرف ليبيا المركزي تكتسي اهمية بالغة لانعكاسها المباشر على الاحوال المعيشية للمواطن، كما ان المبعوث الاممي ذاته سبق ان طالب بضرورة تحسين الوضع المعيشي لليبيين.