ليبيا: رئاسة أركان الوفاق تطلق عملية «بشائر الأمان» لتأمين الجنوب

عاد الهدوء نسبيا الي مدينة سبها عاصمة الجنوب بعد مواجهات مسلحة عنيفة وبالاسلحة الثقيلة والمتوسطة،

اسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بين مجموعات مسلحة مجهولة وليست من المدينة .ويعتقد انها تابعة للحركات المعارضة التشادية والسودانية. وقال شهود عيان من سبها ان سيطرة تلك المجموعات المسلحة على مقرات امنية وعسكرية دفع بالقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر الى تعيين آمر جديد للمنطقة السادسة في سبها .
وعلى خلفية تلك الاحداث الاخيرة حذرت مختلف منظمات المجتمع المدني والحساسيات السياسية من احتلال الجنوب من قبل المجموعات المسلحة القادمة من وراء الحدود. واقع مكن المجموعات المسلحة غير الليبية من بناء قوة مسلحة لتحتل مناطق باكملها ،كما سمح هذا الواقع بازدهار نشاط عصابات تهريب البشر والمخدرات والاتجار بالسلاح وتعقد المشهد الامني اكثر بالتحالف مع مقاتلي وقيادات ‘’داعش’’ بالجنوب.

تطورات ومستجدات تنذر بخلق واقع جديد في اقليم فزان تغذيها المعطيات الخاصة بمسالك الهجرة غير الشرعية المنطلقة من دول المصدر لتبقى كلها في مدينة سبها الاستراتيجية . يشار الى ان 170 ألف مهاجر غير شرعي يتواجدون في ليبيا منهم 130 الف مهاجر يتواجدون في الجنوب.
جميع هذه الحقائق والمعطيات والتطورات اخذتها حكومة الوفاق ماخذ الجد وذلك ماترجمه قرار رئاسة الاركان التابعة لها القاضي باطلاق عملية عسكرية امنية عاجلة تحت شعار «بشائر الامل» في الجنوب .

تحديات وعراقيل
على صلة بذلك يرى متابعون للشان العسكري الامني في الغرب الليبي وشرقه بانه لا قوات الكرامة نجحت في تامين الجنوب ولا قوات حكومة الوفاق تمكنت من بسط الامن في تلك المناطق ، وكما هو معلوم الى وقت قريب كانت القوة الثالثة من مصراته الموالية للوفاق تسيطر على الجفرة وسبها، ثم قدمت قوات الكرامة وحلت مكانها وتتواجد قوات الكرامة في مدن عديدة لكنها تفتقر للامكانيات في حين تمكنت المجموعات المسلحة الاخرى من تحقيق التفوق .

ويضيف المتابعون بانه في ظل ضعف الامكانيات العسكرية سواء القادمة من طرابلس او طبرق نحو الجنوب فانه يصعب عليها تنفيذ ما جاءت من اجله .

والحل والمنطق يفرض توحيد الجيش الليبي لمواجهة هكذا تحديات، وطالما ان التوحيد لم يحدث لاسباب يطول شرحها فان الجنوب الليبي سيبقى مهددا من طرف المجموعات المسلحة المجهولة في اغلبها .مخاطر سبق ان حذر منها المبعوث الاممي غسان سلامة ،وطالب بتدارك اخطاء الماضي وضرورة معالجة ازمات الجنوب وتفعيل المصالحة المحلية باسرع ما يمكن.

البعثة الامميّة لم تنتظر تفاعل حكومة الوفاق والحكومة الموازية في برقة وانما بادرت بارسال المساعدات الى مناطق الجنوب. كما التقى غسان سلامة مع ممثلين عن المجتمع المدني وعمداء بلديات الجنوب في محاولة لتشخيص الازمة وطرح الحلول لكن يبدو ان التحديات اكبر من ذلك الجهد.
قدر حكومة الوفاق والمجلس الرئاسي هو التخبط في الازمات والتعايش مع التحديات، فهي ما ان يتحقق انفراج في ازمة حتى تتعقد ازمة اخرى والصورة تنطبق على معضلة عودة اهالي تورغاء المنكوبة ففي الوقت الذي بدات فيه دائرة الرفض في مصراته تضيق بفضل العقلاء والحكماء، اذ كشفت مصادر موثوقة من منطقة بوهادي قرب سرت عن تهديد البنيان المرصوص لسكان بوهادي بخلق تورغاء ثانية في بلدتهم اذا لم يتوقف بعض شبابها المعارضين لثورة فبراير عن كتابة شعارات داعمة للنظام السابق و تعليق الرايات الخضراء.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115