ردا على اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب «القدس’’ عاصمة لـ«اسرائيل» .ويتزامن المؤتمر -الذي ينعقد على امتداد يومين- مع قرار اخر لا يقلّ أهمية عن القرار الاول وهو اعلان الولايات المتحدة تجميد عشرات ملايين الدولارات المخصصة لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا)، وهي خطوة انتقدها وندد بها المجتمع الدولي لما تمثله من أسلوب ضغط جديد تمارسه ادارة ترامب ضد الجانب الفلسطيني ودعما للكيان الصهيوني .
وفي اطار مؤتمر نصرة القدس الذي نظمه الازهر الشريف بمشاركة مسؤولين وسياسيين عرب ، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس المسلمين والمسيحيين ، إلى زيارة القدس دعما لأهلها ولهويتها العربية والإسلامية.وقال عباس إن الجولة الأخيرة من المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين «أكدت لنا صواب دعوتنا لأبناء أمتنا العربية والإسلامية من المسلمين والمسيحيين على السواء من أجل شد الرحال إلى المدينة المقدسة نصرة لأهلها المرابطين فيها وفى أكنافها ورفعا لروحهم المعنوية وهم يواجهون أعتى المؤامرات التي تستهدف وجودهم».
وأضاف «إن التواصل العربي والإسلامي مع فلسطين والفلسطينيين ومع مدينة القدس وأهلها على وجه الخصوص هو دعم لهويتها العربية والإسلامية وليس تطبيعا مع الاحتلال أو اعترافا بشرعيته...»إن الدعوات لعدم زيارة القدس بدعوى أنها أرض محتلة لا تصب إلافي خدمة الاحتلال ومؤامراته الرامية إلى فرض العزلة على المدينة.. فزيارة السجين ليست تطبيعا مع السجان».وجدد عباس رفضه واستنكاره لقرار ترامب «المشؤوم» بشأن القدس.
وقال «نتمسك بالسلام كخيار لشعبنا ولكن سلامنا لن يكون بأي ثمن.. سلامنا يستند إلى القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة وبما يضمن إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 67’’.
تجميد معونات ‘’الانروا’’
وعلى صعيد القرارات المتتالية التي تتخذها إدارة ترامب كورقة ضغط على الجانب الفلسطيني للرضوخ والقبول باعلان «القدس’’ عاصمة لدولة الاحتلال ، يأتي قرار واشنطن تجميد مبلغ للأمم المتحدة مخصص للفلسطينيين وبالتحديد موجه للاونروا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وهو ما اثار تحذيرات دولية واسعة النطاق مما قد تؤول اليه الامور في حال تم تفعيل هذا القرار خاصة وان الوكالة تعتمد في اغلب تمويلاتها على الدعم الامريكي. ومن جهتها حذرت اونروا من ان القرار الاميركي سيؤدي الى اسوأ ازمة تمويل لها منذ تأسيسها وذلك بعد ان قررت الولايات المتحدة «تجميد» نصف الاموال المخصصة في خطوة جديدة تحاول ادارة البيت الابيض من خلالها تحدي المجتمع الدولي واغلب حلفائها الغربيين بالإضافة الى الدول العربية الرافضة لقرار ترامب حول القدس .
ويرى متابعون للشأن الدولي ان هذا الضغط الامريكي والقرارات الجائرة التي تتخذها الادارة البيضاوية في حق الفلسطينيين ستزيد من عزلة واشنطن على المستوى السياسي العالمي مع العلم ان قرار ترامب حول القدس يواجه رفضا دوليّا واستنكارا عربيا وغربيا بحكم ان واشنطن تخطت – وفق كثير من الاراء- دورها كعرّاب لعمليّة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مما يفقدها شرعية قيادة أي مسار تفاوضي مُستقبلي بين الطرفين. كما يرى متابعون للشأن الدولي أن سياسة الرئيس الأمريكي الجديد تجاه القضية الفلسطينية تعد عدولا واضحا عن السياسة الأمريكية المتبعة منذ عقود وانحيازا واضحا لصالح اسرائيل بعيدا عن الإجماع الدولي المتوافق حول ضرورة تقرير وضع القدس كنتاج لعملية تفاوض متكافئة بين الجانبين.
يشار الى ان الانروا هي الوكالة الاولى على الصعيد الدولي المختصة في تقديم مساعدات للاجئين الفلسطينيين والمتواجدين منهم في انحاء الشرق الاوسط والذين يبلغ عددهم 5 ملايين لاجئ وفق اخر الإحصائيات من خلال تقديم خدمات تتضمن التعليم والرعاية الطبية لهم . تأسست بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، وأدت الى تشريد اكثر من 700 ألف فلسطيني.
وأعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية ان واشنطن اعلنت في وقت سابق دفع قسط اول من المساعدات بقيمة 60 مليون دولار خصوصا لدفع الرواتب في المدارس والمرافق الصحية في الاردن والضفة الغربية وقطاع غزة ، وذلك من اصل 125 مليون دولار قيمة المساهمات الطوعية الخارجية المقدمة لوكالة غوث اللاجئين وهو مايعني ان ميزانية الوكالة وخدماتها ستتأثر لا محالة بهذه الخطوة الامريكية الجائرة.