قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب المتعلق باعلان ‘’القدس’’ عاصمة للكيان الصّهيوني، وأضاف براهمة ان الخطاب اكد في جوهرة وتفاصيله حرص القيادة على الانسجام مع الموقف الشعبي الوطني اتجاه التحديات الناجمة عن استمرار الاحتلال وتداعيات اعلان القدس عاصمة لإسرائيل وانعكاساته على حل الدولتين.
واكد محدثنا ان الرئيس عباس اراد ان يوصل رسائل كثيرة لحكومة الاحتلال وللإدارة الامريكية وبعض الاطراف مفادها ان الموقف الفلسطيني لايزال متماسكا وقويا ، وان القيادة لديها جملة خيارات لمقاومة الاحتلال بشتى الوسائل وأبرزها المقاومة الشعبية. «واضاف براهمة ان الخطاب اكد على تمسك الشعب والقيادة بعدم تكرار اية اخطاء ماضية وان البقاء في الارض والتشبث بها عنصران هامان لمواصلة التصدي والصمود في وجه المحتلين».
وعن الخيارات المطروحة اليوم امام السلطة الفلسطينية لمواجهة الموقف الامريكي الداعم للكيان الصهيوني اجاب محدّثنا ان «الصحيح في ظل المرحلة الحالية مرحلة المقاومة ضد الاحتلال والصراع من اجل تنفيذ حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، ترى ان لابد من عمق دولي لإحراج الادارة الامريكية وسلطات الاحتلال الرافضة لأي جهود للوصول الى تسوية سياسية تقوم على مبدإ حلّ الدّولتين».
«تراجع الدعم العربي»
وأشار الكاتب الفلسطيني الى ان الرئيس عباس ربما اراد ان يقول بخطابه لبعض الاطراف العربية الاقليمية بان لدى الفلسطينيين القدرة على قول كلمة لا لأي مشروع يمس المطالب الثابتة بدولة فلسطينية على حدود الرابع من جوان 1967 وعاصمتها القدس ، وذلك بعد ان لمس الفلسطينيون تراجعا كبيرا في مواقف بعض الدول العربية وابتعادها عن جوهر الصراع لأسباب اقليمية او صراعات جانبية او مصالح معينة وفق تعبيره.
وبخصوص الخطاب العربي المتعلق بإعلان القدس عاصمة لسلطات الاحتلال اكد محدثنا ان الشعب الفلسطيني يلتمس الكثير من الترهل في مواقف بعض الدول العربية ويطالبها بمزيد من الثبات والجدية وعدم استبدال القضية الفلسطينية بأية قضايا او صراعات اقليمية لما تمثله من جوهر لوحدة الامة العربية وثباتها ووحدة قراراتها المصيرية.
«موقف انعزالي»
وفيما يتعلق بالموقف الامريكي في ظل الرفض الدولي لقرار ترامب اجاب براهمة «منذ اعلان ترامب الموقف الامريكي موقف انعزالي وفيه نبرة تحدي للموقف الدولي القائم على ان القدس جزء من الاراضي الفلسطينية المحتلة وانه لا يجوز لأي طرف بشكل منفرد او احادي تحديد مصير القدس ،كما ان الموقف الامريكي شكل خرقا فاضحا لقرارات الهيئات الدولية التي اعترفت بان القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية ، ورغم ذلك ذهب ترامب من اجل ارضاء اسرائيل واللوبي اليهود الى زاوية ضيقة حشر فيها نفسه وبين بوضوح انحياز ادارته لإسرائيل ومعاداتها لحقوق الشعب الفلسطيني’’.
وتابع ‘’اعتقد ان الادارة الامريكية والرئيس ترامب في ظل معاداته للكثير من الشعوب والقيم والأعراف الدولية سيجلب الكوارث والعداء لأمريكا التي ترى نفسها اعظم دول العالم ، وهي لن تغير موقفها تجاه القضية الفلسطينية مقتنعة برؤيا الاحتلال التي تقوم على سياسة فرض الامر الواقع اتخاذ الاجراءات الاحادية لإنهاء الصراع وهذا بالطبع غير منطقي وبعيد عن النزاهة التي طالما دعت اليها امريكا كدولة محايدة وليست طرف في الصراع’’.