في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: استقلال فلسطين هو أساس الأمن الإقليمي

اجمع مختصون وخبراء فاعلون في الشأن الفلسطيني على ضرورة قراءة المتغيرات الإقليمية وانعكاساتها على فلسطين والأمن القومي العربي

وذلك من اجل اعادة فلسطين الى سلم الاولويات وذلك في ندوة دولية بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني نظمتها التنسيقية التونسية لدعم فلسطين بالشراكة مع سفارة دولة في فلسطين في تونس ومنظمات من المجتمع المدني التونسي امس وبحضور شخصيات تونسية وعربية وفلسطينية .. وشدد المجتمعون على ضرورة اعتماد سياسات وطنية وإقليمية

ودولية تعطي أولوية لخيار تقاطع المصالح الاقتصادية ولتشريك الشباب والمثقفين والإعلاميين المبدعين في تحقيق بناء الامن القومي العربي الجديد وفق مجموعة من الأسس على رأسها استقلال فلسطين واجهاض سياسات الاحتلال بكل ألوانه في كامل المنطقة .

وقال سفير دولة فلسطين في تونس هايل الفاهوم ان تونس كانت دوما حاضنة للقضية الفلسطينية ومساندة لأبنائها، واكد ان قراءة المتغيرات الإقليمية وانعكاساتها على فلسطين والأمن القومي العربي هو موضوع في غاية الأهمية كونه يسلط الضوء على ما يشهده وطننا العربي من مستجدات سريعة ومربكة زعزعت استقرار دول وشعوب هذه المنطقة وما فرضته من تحديات جديدة على القضية المركزية ألا وهي القضية الفلسطينية.

واستذكر الفاهوم الإطار التاريخي الذي انطلقت منه الاستراتيجيات الاستعمارية المستهدفة لدول الجنوب بصفة عامّة ومنها دول الوطن العربي، فمنذ نهاية القرن السابع عشر شهد العالم بداية المشروع الاستعماري للقوى الكبرى المبني على نظرتها الفوقيّة والسّلبية لدول المنطقة العربية ونزعتها الوحشية للهيمنة عليها اعتمادا على دراسة أرضيتها الرّخوة ونقاط ضعفها وكيفية التسلل من خلالها لإدارتها بما يخدم مصالحها حتى ولو كان ذلك على حساب مصالح شعوب هذه المنطقة لاسيما في ظل الأبعاد الاستراتيجية للإقليم العربي. وتجلى ذلك بحملة نابليون بونابرت على بلاد الشام وما أعقبها من تنامي للظاهرة الاستعمارية وولادة المشروع الصّهيوني. واكد ان هذا الفكر الفوقي كان منذ ذاك العصر ولا يزال حتى اليوم، متداولا بين الدول الاستعمارية وهي عليه تطور قراءاتها ورؤاها بما يخدم مصالحها فقط، وتنسج خططا واستراتيجيات مبنية على بث بذور الفرقة والانقسام وتحديد ادوات إقليمية لها وقواعد ثابتة تتحكم بها بشكل مباشر وخلق رأي عام داخلي لديها من خلال الكتابات أو وسائل الإعلام لتزوير الحقائق وخلق الحجج المناسبة للتدخل المباشر وغير المباشر بهدف الهيمنة على مصادر هذه الدول.

وقد اكد البيان الختامي للندوة على ضرورة ان يشكل اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، مناسبة للوقوف صفا واحدا مع مئات الملايين من أنصار التحرر والكرامة في غالبية دول العالم التي اعترفت حكوماتها أو برلماناتها ومجتمعها المدني بدولة فلسطين المستقلة ، وأعلنت أنه لا أمن ولا استقرار ولا تنمية ناجحة في كامل الوطن العربي والعالم الإسلامي والفضاء الأورو متوسطي ، بل في العالم أجمع ، دون وقف الحروب بالوكالة التي تشهدها دولنا وانهاء احتلال فلسطين واستكمال بناء الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي المحتلة وعاصمتها القدس العربي الشريف .

واشار البيان الى ان الحكماء وصناع القرار في المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية في كبرى العواصم العالمية اعترفوا أن الامن القومي العربي والأمن الإقليمي فيما يسمى الشرق الأوسط الكبير والمنطقة الأورو متوسطية لا يزال رهين انهاء احتلال فلسطين والسياسات الاستعمارية التقليدية والجديدة ووقف مسلسلات الحروب بالوكالة التي فرضت على شعوب المنطقة منذ الحربين العالميتين ، بل منذ اتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية البريطانية الفرنسية في 1916 ووعد وزير خارجية الإمبراطورية الاستعمارية العجوز، بريطانيا ، في نوفمبر 2017 اتر جيمس بلفور، اللذين شرعا الى احتلال فلسطين وتقسيم دول المنطقة .

واكد ان الغلطات الاستراتيجية المتعاقبة للإدارات الامريكية منذ انهيار جدار برلين والمعسكر الاشتراكي قبل 30 عاما أقحمت العالم والوطن العربي والدول الإسلامية والاورو متوسطية التي تشكل عمقه الاستراتيجي في سلسلة من الازمات السياسية والإعلامية النزاعات الهامشية وحروب الاستنزاف الباهظة الثمن ، كانت حروب الخليح من بين اهم مظاهرها.
وجاء في البيان بان هذه النزاعات والحروب تسببت في انكسار الادراك العربي الموحد او المتجانس لمفهوم الامن القومي العربي، واستبداله بأجندات وشعارات قطرية وإقليمية غريبة لا تخدم الاجندات القومية والوحدوية ولا أولويات التحرر السياسي والاجتماعي والوطني ، بل تكرس افتعال أعداء ثانويين من الداخل وتناقضات وصراعات هامشية عوض توحيد كل الطاقات من أجل البناء وانهاء الاحتلال .واضاف :« أدت المتغيرات الإقليمية والدولية منذ تفجير حروب لبنان والخليج إلى تورط جانب من النخب السياسية والإعلامية العربية والإسلامية والإقليمية في الترويج الى مقولات استعمارية للامن القومي تورطت في تضخيم مخاطر ثانوية محلية وإقليمية وتخلت عن اعتبار سياسات الاستعمار عموما والاحتلال الإسرائيلي خاصة أكبر خطر يهدد الامن القومي العربي ».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115