وتركيا للبحث عن حل سياسي للازمة السورية . وتأتي زيارة الأسد المفاجئة في وقت تعيش فيه المنطقة تطورات ميدانية عسكرية وسياسية هامة على الصعيدين المحلي والإقليمي .
فعلى الصعيد المحلّي تأتي زيارة الرّئيس السوري بشّار الأسد – الثانية منذ اندلاع الازمة السورية – تأتي عقب موجة الاستقالات التي هزت صفوف الهيئة العليا للمفاوضات (المعارضة) من بينهم رئيسها رياض حجاب ، وبالتزامن ايضا مع سعي حثيث من نظام الاسد وحلفائه في روسيا وايران لإرساء تسوية سياسية شاملة في سوريا. وقالت وسائل اعلام إن استقالة حجاب جاءت نتيجة إصرار روسيا على فرض مشاركة منصة موسكو، المحسوبة على النظام السوري في مؤتمر موسع هو مؤتمر الرياض للمعارضة السورية المقرر عقده بين 22 و24 من الشهر الجاري، من أجل محاولة التوصل إلى اتفاق على تشكيل وفد موحد للمعارضة إلى الدورة الثامنة من مفاوضات جنيف التي تبدأ في الـ28 من هذا الشهر.
هذا ويشار الى انّ زيارة الاسد هي الثانية التي يؤديها الى روسيا منذ اندلاع الازمة في 2011 ، اذ كانت اول زيارة خارجية للأسد الى روسيا والخارج في اكتوبر 2015 مباشرة بعد التدخل العسكري الروسي الذي شكل منعطفا حاسما في النزاع السوري. والتقى بوتين انذاك الأسد بعد أسابيع قليلة من إطلاق موسكو عملية عسكرية في سوريا استهدفت مقاتلي المعارضة المناهضين للأسد ودعمت القوات الحكومية التي شهدت تراجعا واضحا في ذلك الوقت على حساب تقدم المعارضة من جهة وتنامي نفوذ الجماعات الارهابية من جهة اخرى.
رسائل واضحة
وتمثل زيارة يوم امس رسالة واضحة لباقي الاطراف الفاعلة في المعادلة السورية خاصة لتزامنها مع القمة الثلاثية التي من المقرر انعقادها اليوم الاربعاء في سوتشي وستجمع روسيا ايران وتركيا ، مما يعني ان زيارة الاسد هي بالفعل رسالة بان القمة تنعقد بموافقة سورية ستكون لدمشق دور فيها حتى وان لم يحضر الاسد في الاجتماع . ويشارك في القمة التي ستحتضنها مدينة سوتشي الروسية ، الرئيس الايراني حسن روحاني ونظيره التركي رجب طيب اردوغان. وتمثل روسيا الحليف الرئيسي لنظام بشار الاسد الى جانب الدعم الايراني ، اذ رفعت روسيا الاسبوع المنقضي مرتين فيتو حاسم لعرقلة مشروع قانون يجرم النظام السوري ويحمله مسؤولية الهجوم الكيميائي بخان شيخون في افريل 2016.
الانتقال الى العملية السياسية
وحسب لقطات بثها التلفزيون، «هنأ» الرئيس الروسي الرئيس الاسد على النتائج التي حققها في مكافحة الارهاب القريب من هزيمة «نهائية»، ورأى انه يجب «الانتقال الى العملية السياسية».
وقال بوتين «اريد ان اهنئكم على النتائج التي تحققت في سوريا في مجال مكافحة الارهاب»، مؤكدا ان «هزيمة نهائية وحتمية للارهابيين» باتت قريبة في سوريا. وأضاف «حان الوقت للانتقال الى العملية السياسية».من جهته قال الرئيس السوري «نحن مهتمون في دفع العملية السياسية قدما ،لا نريد ان ننظر الى الوراء ونحن مستعدون لحوار مع كل الراغبين فعلا في حل سياسي»وقال فلاديمير بوتين «في ما يتعلق بعملنا المشترك في مكافحة الارهاب في سوريا، هذه العملية تشارف على الانتهاء’’.
مباحثاث روسية امريكية سعودية
وعقب اللقاء المثير للجدل الذي جمع بوتين والأسد ، أجرى الرّئيس السوري مباحثات هاتفية مع نظيره الامريكي والعاهل السعودي .
وقال الكرملين عقب المكالمة إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى مكالمة هاتفية مع العاهل السعودي الملك سلمان والرئيس الامريكي دونالد ترامب امس الثلاثاء لإطلاعهما على اجتماعه مع الرئيس السوري بشّار الأسد.