أردوغان في جولة.. بدأت في روسيا ثم الكويت وتنتهي في قطر: تركيا تبحث الأزمة السعودية اللبنانية والصراع الخليجي الخليجي

يقوم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بجولة خارجية بدأها امس الاول بزيارة روسيا ، اما زيارة الكويت امس فهي ثاني محطة من

جولة الرئيس التركي ،التي سيختتمها اليوم الأربعاء بزيارة قطر. وتأتي هذه الزّيارات التي يؤديها اردوغان في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية المتسارعة ولعل اهمها الازمة الخليجية والملف السوري .

اذ تأتي الزيارة في توقيت هام نظراً للتطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة سواء على صعيد الأزمة الخليجية، أو تصاعد التوتر في المنطقة بين السعودية من جانب ولبنان وإيران من جانب آخر.

وتلعب تركيا دورا هاما في ملفات الشرق الأوسط بدءا بالأزمة السوريّة والحضور الميداني الذي تسجله القوات التركية في الميدان السوري بالإضافة الى الضغط الكبير الذي تفرضه تركيا لتكون شريكا في أي مستقبل لتسوية سياسية تتعلق بسوريا. ولعلّ زيارة أردوغان امس الاول الى روسيا تندرج صلب مساعيها للضغط على الاطراف الفاعلة في المعادلة السورية وفرض نفسها كشريك على طاولة التفاوض.

اما بالنسبة لزيارة الكويت امس ويؤكد متابعون ان محور هذه الزيارة هو متابعة الجهود التركية الكويتية المبذولة لحل الازمة الخليجية، خاصة وان انقرة دعمت في وقت سابق المبادرة التي اطلقتها الكويت ابان تصاعد حدّة التوتر بين دول الخليج العربي في مواجهة قطر . اذ تحاول تركيا منذ بداية الازمة الخليجية لعب دور الوسيط بين الدول الخليجية المتخاصمة فيما بينها علما وان الموقف التّركي كان داعما منذ البداية لقطر حيث اعربت انقرة في بيان رسمي عن اسفها لحملة المقاطعة التي شنتهاالسعودية والإمارات وعدد من الدّول العربية الاخرى ضد الدّوحة واصفة ذلك بالعمل اللاانساني والمخالف للإسلام.

إلاّ ان السلطات الرسمية التركية سرعان ماتداركت موقفها الواضح مؤكدة انها لم تستهدف السعودية وأنها تنظر الى «الاشقاء الخليجيين» على حد سواء. وتحاول تركيا من خلال تصريحاتها اولا وزيارة وزير خارجيتها مولود تشاووش اوغلو امس الاول الى قطر وتوجهه يوم امس الى الكويت في انتظار مروره يوم الجمعة الى المملكة العربية السعودية ، تحاول لعب دور الوسيط في خطوة لتبديد التوتر بين طرفي الصراع ومحاولة تقريب وجهات النظر بين اشقاء الأمس.

تركيا والخليج
ولطالما عرفت تركيا بتحالفها مع دول الخليج إلا ان التوتر الخفي شاب نوعا ما علاقتها مع السعودية بعد تصنيف الاخيرة لجماعة الاخوان المسلمين على قائمة الارهاب بالإضافة الى ترحيب الرياض بإسقاط نظام الرئيس الاخواني محمد مرسي في مصر. واصطفت تركيا انذاك الى جانب دولة قطر التي واصلت دعمها لجماعة الاخوان واحتضنت كل من الدوحة وانقرة قادة الجماعة واجتماعاتهم ايضا.

وكان أردوغان هو أول رئيس دولة يقوم بجولة خليجية لدعم وساطة أمير الكويت، والسعي لحل الأزمة الخليجية وذلك في جويلية المنقضي مباشرة عقب قطع الدول الخليجية ومصر علاقتهم الاقتصادية والسياسية بالدوحة في الخامس من جوان الماضي وسط اتهامات لنظامها الحاكم بدعم الارهاب من جهة و دعم طهران من جهة اخرى .

ويرى مراقبون ان محاولات تركيا النأي بنفسها عن الازمة والوقوف بنفس المسافة من كل الاطراف لن يكون ناجحا نتيجة عدة اسباب منها المعلن ومنها الخفي اهمها تضارب السياسات الخارجية لكل من تركيا والسعودية ازاء ملفات المنطقة وأهمها الازمة السورية .

بالإضافة الى التقارب الاخير بين واشنطن والرياض في ظل توتر العلاقات التركية الامريكية. ويرى متابعون ان تركيا اليوم تجد نفسها امام ضرورة الناي بنفسها والتوسط لحل الازمة بين دول الخليج سلميا قبل ان تجد نفسها في موقع يفرض عليها ضرورة اختيار طرف على حساب الاخر .

ويرى متابعون جولة أردوغان حاليا والتي سيتوجه خلالها اليوم الاربعاء الى قطر ، كخطوة جديدة لدفع جهود حل الازمة المتفاقمة بين دول الخليج والدوحة ، خاصة بعد رفض الدول المعنية للمبادرة الكويتية في وقت سابق ، وأيضا قبيل القمة الخليجية المرتقب أن تستضيفها الكويت الشهر القادم والتي دخلت هي الأخرى في شكوك حول امكانية انعقادها من عدمه في ظل تعنت الاطراف المعنية.

لبنان وايران
على صعيد اخر تتزامن جولة اردوغان مع التوتر والاستنفار الذي تعيشه المنطقة نتيجة الصدام السعودي اللبناني الايراني ، والتطوّرات التي شهدها كل من البيت السعودي الداخلي والبيت اللبناني الداخلي .

كما تأتي الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً كبيراً بين السعودية من جانب ولبنان وإيران من جانب آخر، الأمر الذي يزيد الحاجة لبحث قضايا المنطقة في ظل تلك الظروف الحرجة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115