في معركة استقلال كتالونيا: الحكومة الإسبانية تقطع تمويل حكومة كتالونيا

في خطوة مثيرة للجدل، قررت الحكومة الإسبانية عدم تحويل الميزانية الأسبوعية لحكومة كتالونيا الإقليمية و ذلك بعد أن رفض وزير مالية الجهة تقديم الكشف الأسبوعي القانوني لمصاريف الجهة.

و تخشى مدريد، حسب ما صرح به الوزير الأول ماريانو راخوي، أن تمول الحكومة الإقليمية الاستفتاء حول استقلال الإقليم المبرمج لغرة أكتوبر و الذي رفضته المحكمة الدستورية الإسبانية.

هذه الخطوة الجريئة من قبل الحكومة الإسبانية صاحبها قرار بصرف رواتب و مستحقات إقليم كتالونيا مباشرة من قبل مدريد . و تقدر المصاريف ب 4،1 مليار يورو شهريا.و طالبت كذلك الحكومة الإقليمية ببرشلونة بتحويل الضرائب الجهوية، و قيمتها 240 مليون يورو شهريا، إلى الخزينة العامة كما ينص عليه قانون المملكة. و كان الوزير الأول ماريانو راخوي قد تحول إلى برشلونة الأسبوع الماضي لملاقاة أنصار حزبه ، حزب الشعب، على هامش اجتماع إدارة الحزب في برشلونة في نزل بالمدينة.

حزم و سكينة
و حذر راخوي السلطات المحلية في الكلمة التي ألقاها من مغبة الإقبال على تنظيم الإستفتاء الذي تعارضه الحكومة مكررا «لن يكون هنالك استفتاء». و أكد على حزم الحكومة وعزمها استعمال كل الوسائل المتاحة لمنع الاستفتاء قائلا. «سوف يجبروننا على اتخاذ إجراءات لا نحبذها. كلما تأخروا في تصويب الوضع أضروا بالكتالونيين والإسبان. عليهم ألا يسيئوا تقدير قوة الديمقراطية الإسبانية».

وأعلن أمام الحضور أن أجهزة الأمن قد «صادرت 100 ألف معلقة دعائية» و أعطى السلطات المحلية 48 ساعة لاحترام التراتيب القانونية و في صورة تخلي الحكومة الإقليمية عن واجباتها القانونية «سوف تأخذ حكومة الدولة قرار إدارة مالية الإقليم». وكان نائب رئيس الحكومة الكتالونية، أوريول خونكيراس، وزعيم اليسار التحرري في برشلونة، قد أعلن يوم 14 سبتمبر الجاري نيته عدم تقديم مستندات التمويل الأسبوعية لحكومة مدريد.

مساندة شعبية
في الصراع الدائر بين الأحزاب المنادية باستقلال كتالونيا والحكومة المركزية في مدريد أكد رئيس إقليم كتالونيا، كارل بيغدومون، يوم الخميس 14 سبتمبر بمدينة طراغون بمناسبة انطلاق الحملة الانتخابية، أن برشلونة سوف تنظم الاستفتاء بالرغم من قرار المحكمة الدستورية. و صرح للصحافة أن الحكومة الإقليمية قد اقتنت 60 ألف صندوق اقتراع دون أن يوضح إن كان قد استعمل الأموال العمومية لذلك الغرض. و قال إن «750 عمدة من جملة 948 يساندون الإستفتاء» وأن «47 ألف متطوع» جاهزون لتنظيم العملية الإنتخابية.

و بالرغم من تأكيده أن «هنا نحن ديمقراطيون» فإن الوزير الأول الإسباني ماريانو راخوي اعتبر أن رؤساء البلديات المساندين للإستفتاء يخرقون القانون . وقد أخذ المدعي العام الملكي قرار تتبعهم عدليا في صورة أقدموا على تنظيم اٌستفتاء. وذلك بالرغم من المظاهرة العارمة التي نظمت يوم 11 سبتمبر في برشلونة بمناسبة الاحتفال ب «لا ديادا» التي تحيي ذكرى الدفاع عن برشلونة عام 1714 قبل أن تسترجعها قوات الملك فيليبي الخامس. وتظاهر في المدينة عشرات الآلاف من الأشخاص ، قدروا بالمليون، مطالبين باستقلال كتالونيا.

ولا يعرف إلى أي حد سوف تصل عملية لي الذراع بين الحكومة الإسبانية والأحزاب المنادية باستقلال كتالونيا والذين يتمتعون بأغلبية في حكومة الإقليم في حين يأتي حزب الشعب الذي يتزعمه ماريانو راخوي في المرتبة العاشرة بين أحزاب الإقليم. على مستوى الرأي العام الإسباني تشير استطلاعات الرأي إلى أن الإستقلاليين لا يتمتعون بأغلبية على المستوى الوطني. بل أن عدد المتظاهرين و المساندين للإنفصال عن اسبانيا لا يمثل أغلبية الناخبين في إقليم كتالونيا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115