وحقيقة الحال فإن تغيرات عديدة حصلت مؤخرا من شأنها ان تسهم في اعادة خلط الاوراق ليس في ليبيا فحسب بل في المنطقة برمتها، منها الازمة الخليجية وما قد تحمله من تداعيات على ادوار بعض الدول المؤثرة في الازمة الليبية وكذلك مصير الحركات والميليشيات المسلحة ،علاوة على لقاء رئيس الحكومة فائز السراج بخليفة حفتر.وتزامن ذلك مع انتهاء مهام المبعوث الاممي مارتن كوبلر الذي شهد عهده جدلا واسعا حول مدى فعالية دور البعثة الاممية في بلد المختار. ومن المتوقع ان يتم اختيار وزير الثقافة اللبناني الاسبق غسان سلامة ليحل مكانه وسط آمال بان يتمكن من اعادة قطار السلام والحل السياسي الى سكته الصحيحة...
الصراع الخليجي
وبحسب الكاتب والباحث الليبي عز الدين عقيل فان المشهد صار أشد تعقيدا .مع عودة العلاقة بين السراج وحفتر الى المربع الاول في ظل جريمة قاعدة اوباري وسيطرة حفتر على منطقة الحفرة الاستراتيجيه. الى جانب دخول موضوع سيف الاسلام على الخط. وتابع بالقول :«وقبل كل هذا انطلاق الصراع بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الذي ستكون له انعكاساته الخطيرة على التسوية . مضيفا إلى كل هذا تفجر الصراع بالخليج .. الذي يتوقع أن يلقي بظلال خطيرة على حرب الوكالة التي تشهدها ليبيا .»
معادلة جديدة
ورأى محدثنا انه قد يكون لسيف القذافي دور تحريضي على العنف نحو أنصاره فقط بحال اختار السير بهذا الطريق . واضاف :«اما على صعيد الحكم فلا اظن ان له حظوظا بهذه المرحلة التي عليه أن يسوى فيها مشكلته مع محكمة الجنايات الدولية . حيث لا يمكنه المشاركه باي شيء قبل تسوية هذا الأمر الذى قد ينتهي إلى القضاء على مستقبله السياسي كليا». في المقابل ، يرى انصار النظام السابق ان عودة سيف الاسلام تمهد الطريق لدخول البلاد في مرحلة جديدة معتبرين ان الليبيين غير معنيين بمحكمة الجنايات الدولية وقد سبق للاتحاد الافريقي ان طالب الدول الافريقية بفك ارتباطها بمحكمة الجنايات الدولية . وقد تحدثت انباء ليبية عن محاولات لتقريب وجهات النظر بين حفتر وسيف الاسلام ، بمعية مجلس قبائل الشرق ..
وعن ابرز نتائج لقاء حفتر السراج قال عقيل :«انه فشل حتى في الحفاظ على الزخم الاعلامي الذي نتج عنه فما بالك بتحقيق تغييرات على الارض وبخصوص خروج تيار الإسلام السياسي من ليبيا اعتبر انه .. قائم على خروج قوات مصراته من طرابلس فصار هؤلاء هدفا سهلا للمليشيات المحليه .
ومع ذلك فقد عاد هؤلاء و التحقوا بتجمع مليشيات مصراته الذي التأم بوسط البلاد لمواجهة حفتر بعد هزيمتهم بالجنوب والجفره .. مشيرا الى ان هناك دولة مغاربية واخرى خليجية متورطتان بهذا التحشيد . كون الطرفين يرفضان اقتراب حفتر من العاصمة . على حد قوله.
المسار الانتخابي
يشار الى انه سبق للجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس نواب طبرق برئاسة طلال الميهوب ان اصدرت قائمة بـ75 اسما و12 كيانا تعدها ارهابية ومنها ..سرايا الدفاع عن بنغازي ، مجلس شورى مجاهدي درنة ، مجالس الشورى في كل المدن الليبية، كتيبة الفرقان، كتيبة الحلبوص وغيرها ..وقد جاء هذا القرار اياما بعد الازمة الخليجية وما تبعها من حصار عالمي لحركات الاسلام السياسي سواء المرتبطة بقطر او الموضوعة في قائمة الحركات التكفيرية.
وبرزت في الاونة الآخيرة دعوات من قبل اطراف خارجية على غرار بريطانيا ممثلة بسفيرها بيتر مليت الى انتخابات جديدة بداية 2018 مثلما نص على ذلك اعلان الاربعين في القاهرة وذلك من اجل انطلاقة جديدة للمشهد السياسي الليبي تفعل مسار الانتقال الديمقراطي وتنقذ البلاد من دوامة الحرب والفوضى.