إيمانويل مكرون ينتصر على العنصرية و التطرف: بداية «صفحة جديدة» أم انطلاق عهد جديد؟

نجح الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل مكرون في رهانه بالفوز بالضربة القاضية على مارين لوبان في الدورة الثانية للرئاسية. و يبدأ ، كما صرح به إثر الإعلان عن الإنتخابات، «صفحة جديدة» في تاريخ الجمهورية الخامسة. ويكون بذلك أصغر رئيس في

تاريخ فرنسا و أصغر رئيس دولة في المجتمعات الديمقراطية الحالية. نسبة 1، 66 % التي حصل عليها لا تخفي تقدم اليمين المتطرف بنسبة 9 ،33 % الذي يعتبر رقما قياسيا يمثل أكثر من 10 ملايين صوت.

إيمانويل مكرون، هو وجه جديد دخل معترك السياسة منذ ثلاث سنوات ، أسس حزبه «إلى الأمام» في ربيع 2016 بضعة أشهر قبل أن يقدم استقالته من حكومة مانويل فالس. نجح في تجنيد 250 ألف منخرط في حزبه نصفهم من الوجوه الجديدة التي تنتمي إلى المجتمع المدني . أعلن ترشحه في نوفمبر 2016 وتمكن خلال سبعة أشهر أن يقضي بصفة مذهلة على كل منافسيه. بذلك قرر الناخب الفرنسي اختيار تجديد المشهد السياسي بداية بإسناد قصر الإيليزي إلى شاب بلغ 39 عاما من العمر و مرورا بتقليص نفوذ الأحزاب التقليدية. و قد أعلن مكرون مسبقا، في نفس الإتجاه، نيته إعطاء فرصة لوجوه جديدة من السياسيين و المجتمع المدني لقيادة الشأن العام.

يبقى أن هذا التوجه الإصلاحي يواجه معارضة من شتى القوى السياسية تجسمت في عدد الممتنعين عن التصويت الذين بلغ عددهم 12 مليون شخص إضافة إلى 4 ملايين من البطاقات البيض. ولقد صرح زعماء اليسار الراديكالي بقيادة جون لوك ميلونشن عدم قبولهم بالتوجه اللبرالي لمكرون. وذهب بعضهم إلى التشكيك في «شرعية» انتخابه بحجة أن 40 % من الناخبين لم يصوتوا لفائدة الرئيس المنتحب بل ضد مارين لوبان. زد على ذلك موقف زعماء اليمين الجمهوري الذين اقروا بالانتخاب و ركزوا على دخولهم في حملة انتخابية ضد الرئيس الجديد. مع 10 ملايين من الأصوات لصالح مارين لوبان يجد مكرون نفسه أمام تحد جديد: الحصول على أغلبية في البرلمان في الانتخابات التشريعية القادمة و ذلك ضد الأحزاب التاريخية الفرنسية. و اندلعت إثر الإعلان عن النتائج أعمال شغب في عديد المدن منها باريس و ليون و سترازبورغ ونانت من قبل شباب ينتمون لحركة «ضد الرأسمالية» رافعين شعار «لا لوبان و لا مكرون».

رموز الرئاسة الجديدة
نجاح مكرون في رهانه يتماشى مع «ثورة»، عنوان الكتاب الذي نشره السنة الماضية أين عدد الخطوات الثورية التي لا بد للدولة أن تقوم بها على كل الأصعدة لتطوير هياكلها وتحسين مردودها وتفعيل اقتصادها. وقرر ماكرون ، خلافا لسابقيه الذين اختاروا ساحة الباسطي أو ساحة الجمهورية أو ساحة لا كونكورد ، الاحتفال بانتصاره في ساحة قصر اللوفر أمام الهرم الذي غرسه فرنسوا ميتران في معقل السلطة الملكية الفرنسية. اختيار المكان يعبر عن النهج الذي سوف يتخذه ماكرون انطلاقا من الحفاظ على الثقافة الفرنسية العريقة وامتدادا.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115