ليبيا: لجنة الأمن القومي و الدفاع بمجلس النواب ترفض قرار الرئاسي تشكيل قوة لتأمين مدينة سرت

عقدت لجنة الامن القومي والدفاع بمجلس النواب المعترف به دوليا جلسة طارئة لاستعراض آخر التطورات الأمنية بمختلف المناطق كما تناولت الجلسة كيفية التصدي لتنفيذ قرار المجلس الرئاسي القاضي

ببعث قوة عسكرية وامنية قوامها 3 آلاف عنصر لتأمين وحماية مدينة سرت بعد تحريرها من تنظيم «داعش» الارهابي، معلوم ان قرار المجلس الرئاسي بإنشاء تلك القوة تزامن مع تأكيد الافريكوم وجود ما بين 100 و 200 من مقاتلي «داعش» بمناطق مختلفة من ليبيا بما فيها مدينة سرت ولفت قائد الافريكوم ان هؤلاء الدواعش يتحركون ضمن مجموعات صغيرة ولا يتواصلون مع بعضهم تحاشيا لاكتشافهم .

وأضاف قائد الافريكوم بان خطر تنظيم «داعش» الارهابي مازال قائما وان الافريكوم جاهزة للتدخل والمساعدة متى طلب منها ذلك .

وكانت القيادة العامة للكرامة وبعد استعادة الموانئ النفطية للمرة الثانية من سرايا الدفاع عن بنغازي اصدرت تعليمات لقواتها بمواصلة التقدم غربا ،إذ بلغت طلائع قوات الكرامة بوابة الخمسين. الجدير بالملاحظة بان المتحدث العسكري التابع للكرامة اعلن امس إجراء تغييرات على أمراء غرف العمليات تعلقت بأعضاء العميد محمد احمودة آمر غرفة عمليات سرت الكبرى على خلفية الاخلالات المسجلة خلال هجوم سرايا الدفاع عن بنغازي الأخير،وعدم امتثال قادة المحاور لتعليمات العميد احمودة كما كشف المتحدث العسكري عن بعث غرفة عمليات جديدة وهي غرفة عمليات الجفرة .

ويرى متابعون للشأن الليبي في جانبه العسكري بان قيام القيادة العامة للجيش بتلك التغييرات بالمنطقة الوسطى و اضافة غرفة عمليات في الجفرة يكتسي العديد من الدلالات بينها ماهو على علاقة بقرار المجلس الرئاسي الأخير القاضي بتشكيل قوة لتامين مدينة سرت، ومنها هو متعلق بسعي الجيش للسيطرة على الجنوب بأكمله سيما بعد الانباء المتواترة عن انسحاب القوة الثالثة المتحركة التابعة للرئاسي ضد قاعدة تمنهنت لكن دون توفر أي معلومات من مصدر رسمي عن دخول قوات الكرامة للقاعدة من عدمه. حيث أن البلاغات الصادرة عن قيادة اللواء 12 اكتفت بتأكيد سيطرتها على بوابة بويرة المال ومنطقة اسنو ومحاصرة اللواء لقاعدة تمنهنت الاستراتيجية .

والسؤال المطروح في هكذا مستجدات بالمنطقة الوسطى والجفرة هو هل تشهد الايام القادمة صداما مسلحا بين قوات الكرامة والقوات الموالية للرئاسي ؟

وما مدى جاهزية تلك الأطراف لخوض صدام و حرب سوف لن تقف عند حدود الجفرة أو سرت .وللإجابة ننوه الى أن كلا الطرفان أي الجيش بقيادة حفتر والمجلس الرئاسي يدرك مسبقا عدم قدرة قواته على خوض تلك الحرب التي هي في حقيقة الامر ليست الا حربا اهلية و لا رابح فيها اطلاقا ، ورغم ذلك اليقين والإدراك فالصدام قادم سواء كان في الجفرة أو سرت او طرابلس .ولان الحرب قادمة و التوافق بين حفتر والسراج مستبعد فإن السيناريو الأقرب حدوثه هو طلب مجلس النواب تدخل ودعم روسيا التي طالما اكدت استعدادها للنظر في هكذا طلب ودعوة من حلفائها في طبرق.

ونفس الخطوة لن يتأخر المجلس الرئاسي في اتخاذها ولئن كان الطرف الداعم لحفتر واضح ومحدد وهو روسيا فإن الوضع مختلف لدى الرئاسي فالافريكوم وإن تدخلت فذلك سيكون لمحاربة الدواعش، ومن غير المتوقع أن تتدخل الأفريكوم لدعم الرئاسي في حال حصول مواجهات بين المجموعات المسلحة الموالية له وقوات المشير حفتر خلال هجوم سرايا الدفاع عن بنغازي المدعومة من الرئاسي انجزت خلية الاتصال بالخارجية الامريكية تقريرا اشارت فيه الى ان 25 من مكونات سرايا الدفاع عن بنغازي التي هاجمت الهلال النفطي تابعة لتنظيم القاعدة الارهابي.

كما كشفت مصادر غربية أخرى عن وجود اتصالات بإحدى الدول المغاربية المجاورة لليبيا بين رئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمان السويحلي وقيادات من تنظيم القاعدة و ذلك قبيل هجوم الهلال النفطي ،ومعنى هذا أن الإدارة الأمريكية بحوزتها دلائل و مؤيدات تؤكد تواصل الرئاسي و الأعلى للدولة مع تنظيمات مثل تنظيم القاعدة لهذا من غير المنتظر ان تدعم طلبه

انس الطيرة الطفل الذي جنده «داعش» الإرهابي
بعيدا عن توقعات اندلاع حرب جديدة في سرت او الجفرة بين قوات الكرامة وقوات المجلس الرئاسي ،كشفت اعترافات مثيرة للطفل أنس الطيرة ابن 17 ربيعا ما يتعرض له أطفال ليبيا من انتهاكات تعدت مجرد تجنيد التنظيمات الارهابية للاطفال وإنما القيام باغتصابهم داخل المساجد ثم ابتزازهم والضغط عليهم بنشر تلك التسجيلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعندها يجد هؤلاء الأطفال انفسهم مجبرين على الانخراط في تلك التنظيمات .

إذ جاء في اعترافات الطفل انس الطيرة والذي بثته احدى الفضائيات المحلية انه في سنة 2012 قام شقيقه سالم بتدريبه على الرماية وشقيقه ينتمي لأنصار الشريعة الارهابي .ثم اصبح ذلك الطفل وهو في عمر 14 ربيعا يعطي المعلومات على تحركات الجيش و الامن ،وفي 2015 وبعد أداء انس الطيرة صلاة العصر في احد المساجد قام 3 من داعش باغتصابه مثل أطفال آخرين وقاموا بعد ذلك بتصوير العملية الوحشية لابتزاز الضحايا . واردف انس الطيرة في سياق اعترافاته أنه نفذ عديد العمليات الارهابية وروى انه ذات مرة كان رفقة دواعش على متن سيارة وعندما تفطنت اليهم إحدى طائرات الجيش تركوا السيارة واختفوا تحت الاشجار ،وتم قصف السيارة . مارواه انس الطيرة ابن 17 ربيعا ليس الا عينة من صور ما تتعرض له الطفولة في ليبيا وبؤر التوتر لكن ربما ما يثير الانتباه في قصة انس ان كل أفراد العائلة منتمون لتنظيم «داعش» ووالدته الداعشية كانت لا تتأخر في تكليف فلذة كبدها بحمل المؤونة الى مقاتلي الدواعش .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115