قرارات تم تحضيرها من قبل فريق الإدارة الأمريكية الجديدة في فترة نقل السلطة مع إدارة باراك أوباما. هذه القرارات جاءت لتجسم محتوى الخطاب الذي ألقاه ترامب عقب مراسم تنصيبه. وكان الرئيس الأمريكي الجديد قد أكد في أول خطابه للشعب الأمريكي و للعالم كل ما رسمه من اتجاهات في حملته الانتخابية. فأعطى بأسلوب حازم وعبارات غير معهودة دبلوماسيا الخطوط العريضة لسياساته في الداخل والخارج ، اتسمت بتغيير جذري لما قامت عليه سياسة الولايات المتحدة الأمريكية منذ عهد الرئيس رونالد ريغن.
مواجهة الصين و الإتحاد الأوروبي
اتخاذه مبدأ «أمريكا أولا» ، وشروعه في التخلي عن اتفاقيات التبادل الحر، يعني أن السياسات الجديدة سوف تأخذ منهجا قوميا يتعارض مع - أو يصحح في أحسن سيناريو - ما قررته الولايات المتحدة للعالم منذ ولايتي الرئيس رونالد ريغن من انفتاح اقتصادي و سياسات تخصيص الشركات و عدول الدول عن إدارة الإقتصاد وفتح الحدود أمام التبادل الحر وفرض «أمركنة» النمو و الإنتاج والتطور التكنولوجي ومحاولة فرض «الأنموذج الأمريكي للحياة» على شعوب العالم. وهو ما يشكل قطيعة مع ماضي الولايات المتحدة الأمريكية و تحديا للنخبة السياسية الأمريكية (المؤسسة) في واشنطن التي اتهمها ترامب بخدمة مصالحها الضيقة على حساب الشعب الأمريكي.
حماية السوق الداخلية و إعادة تصنيع الولايات المتحدة التي تشكو من «المجزرة الأمريكية»، حسب عبارة دونالد ترامب، التي جعلت الولايات المتحدة تفقد ريادتها الصناعية على حساب الصين والإتحاد الأوروبي هي من أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة. توطين الاستثمارات وتوفير المصانع ومواطن الشغل لا يكون إلا على حساب الآخرين. أصبح من الواضح الآن أن النظام الاقتصادي الحالي بين الولايات المتحدة وأوروبا في طريقه إلى التغيير بعد أن هدد ترامب في حملته الانتخابية هذه الأخيرة بالانحلال و شجع بعض دولها للسير في طريق بريطانيا. نفس التوجه القومي سوف يطال الصين التي لا تزال متمسكة بنظام العولمة كما أكده الرئيس الصيني في منتدى دافوس.
الحرب على الإرهاب الإسلامي الراديكالي
التغيير الجذري الآخر يشمل منطقة الشرق الأوسط بالأساس بعد أن جاء في خطاب الرئيس الأمريكي ما يلي: «سوف نعزز....