تركيا وتحديات الارهاب: بدء أولى الغارات المشتركة بين روسيا وتركيا ضد داعش الإرهابي

بالدماء والقتل بدأت السنة الجديدة في تركيا مع العملية الارهابية التي ضربت ليلة راس السنة الادارية مطعما شهيرا في اسطنبول وأدت الى سقوط 39 قتيلا من جنسيات مختلفة بينهم عرب ..وقد اعلن تنظيم داعش الارهابي مسؤوليته عن الهجوم الذي وضع السلطات التركية

امام تحديات صعبة في ظل هشاشة الوضع الامني ..
وتجدر الاشارة الى ان عام 2016 كان سنة العمليات الارهابية في تركيا دون منازع، اذ باتت البلاد مسرحا لهذه الاعتداءات التي تبنى بعضها تنظيم داعش الارهابي في حين نسبت السلطات المحلية بعضها الآخر الى من تسميهم «المتمردين الأكراد

الحرب ضد داعش الارهابي
منذ اربعة اشهر شنت القوات التركية عملياتها العسكرية ضد داعش الارهابي في شمال سوريا ولكن اللافت هو انطلاق اولى الغارات التركية الروسية المشتركة امس على مواقع هذا التنظيم الارهابي في الجوار السوري..
اذ أعلنت القوات المسلحة التركية امس أن طائرات حربية تركية وروسية شنت غارات جوية على مواقع وأهداف لتنظيم داعش في مدينة الباب ومحيطها بريف محافظة حلب شمالي سوريا. ويعد ذلك تطورا مهما يجسد تحسن العلاقات بين الطرفين ..كما مثلت هذه الغارات

ردة فعل اولى على العمليات الارهابية التي طالت الاراضي التركية وأخطرها كان استهداف السفير الروسي في انقرة الشهر الماضي، ويتوقع بعض المراقبين ان ينتقل التعاون الى مرحلة اعلى وأدق ، في اطار حرب شاملة على الارهاب مع اتخاذ اجراءات امنية متكاملة..
في هذا السياق يقول الكاتب والباحث اللبناني قاسم قصير لـ«المغرب» ان الارهاب الذي ضرب تركيا هو نفسه الذي يضرب سوريا والعراق ومصر والصومال وليبيا ولبنان وتونس وكل عواصم ومدن العالم . ولذا فان ذلك يحتم على الجميع التعاون لمواجهته من خلال مواجهة ثقافة العنف والتطرف والفكر الديني الذي يدعو للقتل ومن خلال اقامة انظمة العدالة والديمقراطية وحقوق الانسان . ورفض التسلط والعمل لإقامة دولة المواطنة في كل مكان ونشر ثقافة قبول الاخر. ورأى ان ذلك يستوجب عدم تسهيل انتقال المجموعات الارهابية او الارهابيين لخدمة اجهزة المخابرات والمسارعة بالحلول السياسية لازمات المنطقة وبحسب محدثنا فان مواجهة العنف والتطرف لا تكون فقط من خلال البيانات او الكلمات المستنكرة، بل المطلوب تحالف حقيقي ودولي وشامل لمواجهة الارهاب في كل الميادين.

التحدي الأكبر
وأضاف ان هذه الاعتداءات تؤكد ان الارهاب سيبقى هو التحدي الاكبر للعالم هذا العام وان مواجهته تكون بعمل مشترك دولي واقليمي ومن خلال الاسراع بحل ازمات المنطقة ولا سيما سوريا والعراق وليبيا واليمن. وذلك من خلال وضع استراتيجيات دولية تقوم على حل النزاعات والعمل لتعزيز الديمقراطية وحقوق الانسان ومواجهة الاحتلال الصهيوني والحل العادل للقضية الفلسطينية
اضافة الى التعاون الامني والعسكري الدولي.

ورأى محدثنا ان تركيا تواجه تحديات كبرى لأنها كانت الممر والحاضن للمجموعات المسلحة في سوريا والعراق وهي معنية اليوم بالتعاون مع بقية الدول وخصوصا روسيا وايران للإسراع بحل الازمة السورية وشن حرب شاملة ضد داعش الارهابي في سوريا والعراق مع تهدئة المواجهة ضد الاكراد وبذلك تتفرغ للحرب ضد الارهاب.

اما عن تأثير اية تسوية مقبلة في الملف السوري على ملف الارهاب اجاب بالقول :»العمل لحل الازمة السورية يساعد في ايجاد الاجواء لمواجهة الارهاب لكن هذه المجموعات ستعمل في هذه المرحلة والفترة المقبلة لتعزيز نشاطاتها الامنية والارهابية ولذا المطلوب تعزيز التحركات الامنية والاستنفار والتعاون بين كل دول المنطقة ووضع استراتيجيات مستقبلية والمزيد من الحذر والانتباه».

فيما يتبنى «داعش» الارهابي الهجوم
تركيا تعتقل 8 متهمين على خلفية «هجوم الملهى»
اعتقلت قوات الأمن التركية، 8 أشخاص، على خلفية الهجوم الدامي الذي استهدف ملهى ليليا في إسطنبول ليلة رأس السنة، حسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية، امس الاثنين. وكان تنظيم «داعش» أعلن مسؤوليته عن الهجوم، الذي أدى إلى مقتل 39 شخصا، وإصابة أكثر من 60 آخرين.وفي وقت سابق، أعلنت وكالة أنباء الأناضول التركية تحديد هوية 38 من إجمالي 39 قتيلا، جراء الهجوم.ونقلت الوكالة عن مسؤولين في وزارة العدل، قولهم إن بين القتلى 11 تركيا، وشخصا واحدا يحمل الجنسيتين التركية والبلجيكية، والباقين من 11 جنسية. ونقلت تقارير لصحيفتي «حرييت» و»كرار»، امس الاثنين، عن مسؤولين أمنيين، قولهم إن السلطات حددت أن الإرهابيين الذين يتحملون مسؤولية العملية «جاؤوا من دولة بآسيا الوسطى»، وتعتقد أنهم إما من أوزبكستان أو قرغيزستان.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115