سفير دولة فلسطين في تونس هايل الفاهوم لـ «المغرب»: تصويت مجلس الأمن لوقف الاستيطان هو نقطة تحول تاريخية في مواقف المجتمع الدولي

اعتبر سفير دولة فلسطين في تونس هايل الفاهوم أن تصويت مجلس الامن على قرار وقف الاستيطان هو قرار تاريخي سيعيد «اسرائيل» الى حجمها الحقيقي ..مشيرا في حديثه لـ «المغرب» الى ان « اسرائيل» حاولت من خلال لوبياتها داخل وخارج امريكا ان تسحب

القرار ولكنها فشلت فشلا ذريعا ..وشدّد على ان الصراع ليس فلسطينيا -اسرائيليا بل هو يأتي في اطار استراتيجية شاملة هدفها السيطرة على المنطقة الحيوية وفق مصالح الاطراف ...وأوضح ان عملية اغتيال الشهيد محمد الزواري اكدت ان المستهدف هي كامل شعوب المنطقة العربية وانها في خندق واحد في مواجهة المحتل.

• ما تعليقكم على القرار التاريخي الصادر عن مجلس الأمن للمرة الأولى والذي يطالب «إسرائيل» بوقف الاستيطان؟
انه نقطة تحول في مواقف المجتمع الدولي ..»فاسرائيل» تعيش على تحالف استراتيجي بين الاقطاب الكبرى في الساحة الدولية وتعتبر نفسها فوق القانون والمواثيق الدولية وتتصرف كما تشاء وتغطي نفسها بدعم لا محدود تتلقاه من اقطاب مؤثرة وحاكمة في المجتمع الدولي ..لذلك اهمية القرار تكمن في انه جاء بإجماع اوروبي والجميع لاحظ ان الدولتين الاوروبيتين اللتين صنعتا في بداية القرن التاسع الشروط لزرع «اسرائيل» في المنطقة في اطار استراتيجية شاملة للسيطرة على مصادر هذه المنطقة .. كانتا من اوائل الدول التي صوتت لصالح القرار ..لذلك نعتبر ان ذلك بداية فشل لهذه الاستراتيجية الشاملة ووليد اجماع دولي بالعودة الى الشرعية الدولية. و»اسرائيل» حاولت من خلال لوبياتها داخل وخارج امريكا ان تسحب القرار واستخدمت كل امكانياتها المهددة والمحفزة لمنع حتى طرح مشروع القرار على مجلس الامن وكان فشلا ذريعا لها.. اربعة من الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن ايدت ودعمت القرار ..وهذا يؤشر الى ان المجتمع الدولي سئم هذه العنجهية الاسرائيلية التي تعتبر نفسها فوق القانون الدولي وبإمكانها التصرف

كيفما تشاء .. وهنا الفت النظر الى ان هناك عددا لا باس به من احبائنا واشقائنا كانوا يعتقدون ان الدبلوماسية الفلسطينية مدعومة باشقائها واصدقائها عاجزة عن ان تطرح هذا المشروع باعتبار ان هناك محاولات كبيرة تمت في السابق وكانت تصطدم بالفيتو الامريكي و نتنياهو بعنجهيته كان يعتقد انه صاحب الامر واعلن في تصريح بعد سحب القرار لأول مرة قبل ان تتم اعادته انه تحدث عن ترامب لكي يضغط من اجل استخدام حق الفيتو وهذا يمثل مستوى العنجهية التي ادت الى عمى سياسي لا محدود لهذا الرجل ... وعدم استخدام الفيتو الامريكي هو قرار تاريخي سيعيد اسرائيل الى حجمها الطبيعي ..علينا ان نتصرف بهدوء فهذا القرار يمثل مرجعيات دولية لا بد على العالم ان يحترمها . وانا اردد دائما ان الصراع ليس فلسطينيا اسرائيليا بل هو في اطار استراتيجية شاملة هدفها السيطرة على المنطقة الحيوية وفق مصالح الاطراف سواء من الشرق او الغرب وفلسطين كانت ضحيتها الوحيدة .

• عدم استخدام الفيتو من قبل الولايات المتحدة هل يؤشر الى بداية تحول في الموقف الامريكي ام ان اوباما اراد تسجيل موقف قبل انتهاء ولايته ؟
يجب ان نوضح ان الاستراتيجية الامريكية يتم طبخها من خلال مؤسسات الدولة باختلاف توجهاتها وليست في اطار شخص او ادارة واحدة محددة ..فقيام الرئيس اوباما بالايعاز الى مندوب بلاده في مجلس الامن بعدم استخدام الفيتو هو في اطار استنتاج شامل ليس في اطار الادارة..لذلك اعتبر ان القرار هو بداية تحول ايجابي من استراتيجية -كانت مبنية على مراكمة الازمات والمشاكل والحروب في اطار مصالح محددة استعمارية مباشرة او غير مباشرة -الى بداية التفكير في اعتماد استراتيجية اخرى قد تكون مبنية على مراكمة الحلول . وإذا دخلنا في هذا الاطار الفكري سيكون ذلك مفتاح هذه الاستراتيجية ويجب ان يكون على رأسها حل القضية الفلسطينية .

• كيف تفسرون الضغوطات التي مورست على مصر من اجل سحب مشروع القرار ؟
المشكلة اننا لا نريد ان نقرأ الواقع كما هو ..فهذه الممارسات والضغوطات استمرت لأكثر من سبعين سنة بشكل مباشر وكانت تؤثر في جوهر القرارات ..لو تجمع العرب في ارادة سياسية حقيقية للتدخل لتم حل المسألة الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية منذ اكثر من اربعين سنة ..ولكن كنا دائما نغطي انفسنا في اطار خطابات وشعارات ليست مبينة على وقائع موضوعية ..يعني اشقاؤنا في مصر مورس الضغط عليهم والتهديد ايضا وكذلك الحال بالنسبة للدول الاخرى ..لذلك اقول ان المستهدف ليس الشعب الفلسطيني وحده بل هي كانت الضحية المباشرة لاستهداف مجتمعاتنا العربية مجتمعة واضيف لها المجتمعات الافريقية والدول الاسلامية الشقيقة ..هذه الممارسات الضاغطة مورست لأكثر من سبعين سنة في اطار التهديد والوعيد وخلق الازمات والمشاكل الداخلية وتختلف القدرة على مواجهتها بين طرف وآخر.. ومصر بالنهاية صوتت على هذا القرار بالرغم من الضغوطات .
..وهنا اريد ان الفت الى دعم اشقاءنا وخاصة في تونس فقد اعلن وزير الخارجية خميس جهيناوي اول امس ان تونس لعبت دورا هاما في صياغة وتقديم القرار وهذا افرحنا كثيرا..

• كيف يمكن ان تستثمر فلسطين هذا القرار على ارض الواقع؟
يجب ان نكون هادئين وان نفكر بموضوعية وان نطور استراتيجية فعل وليس ردة فعل ، مبينة على الفكر والانجاز وعلى التواصل مع المجتمع الدولي في اطار الحقائق التاريخية والقانونية ..على الاقل اذا لم نحقق فيها تقدم لكن يمكن ان نكشف عن الزيف في التوجهات والخطابات . يجب ان نكشف كافة الحقائق الموضوعية وذلك لا يتحقق من خلال شعارات وبيانات يمكن ان يتسلح بها العدو ويجعل من نفسه ضحية بينما نحن الضحية ...وانتم عليكم رجال ونساء الاعلام ان توضحوا هذه الامور ويجب ان نخرج من استراتيجية رد الفعل التي تأتي في اطار تسييرنا كما يريد من لا يحب الخير لنا ويودّ سقوطنا في مطباته ويتسلح بها لكي يذبح ابناءنا وشيوخنا واطفالنا...

• ما قراءتكم لعملية اغتيال الشهيد محمد الزواري ولهذا التغلغل الاسرائيلي في تونس؟
المستهدف هي بلادنا بمجموعها شعوبا بمجموعها قضيتنا واحدة نحن في خندق واحد في مواجهة استراتيجية واحدة ..الغرب او بعض القوى العظمى في بداية القرن السابع عشر عندما وضعت استراتيجية الاستعمار غير المباشر ، كانت تركز بشكل دائم على ان شعوبنا ليست على قدر من الثقافة والعلم وانه يمكن ان يسيطروا علينا من خلال جهلنا للمعطيات ..وبالنسبة لهم العلم والتكنولوجيا اساسي ويجب منعها عن هذه الدول لكي لا ترتقي الى مستوى الشريك الذي يفرض نفسه ..العلم اي نوع منه يشكل باعتقادهم تهديد لاستراتيجيتهم ايا كان من ومن طرف كان...وانه يجب ان تكون الاكتشافات العلمية خاصية لهم. ومن المعلوم ان «اسرائيل» اغتالت العلماء لمنع استفادة بلادهم من علمهم ..وكل هذا متوقع والشهيد محمد زواري لن يكون الاخير .وعلينا ان نكون واعيين ..لأننا شعوب مثقفة لها تاريخ وحضارة ...لكن اين نحن في الميزان الدولي في اطار كل هذه الطاقات الكامنة ولماذا لا نحاول استخراج كل هذه الطاقات وهي ايجابية لصالح البشرية جمعاء..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115