الخاطفان على الهبوط لساعات في مطار «فاليتا» بمالطا. ولاقت الحادثة ردود فعل متباينة وانتقادات محلية للتدابير المتبعة في المطارات الليبية والوضع الامني المتردي في لييبا والذي لم يبارح مكانه رغم تسلم حكومة فايز السراج زمام الامور منذ مايفوق الـ12 شهرا.
وطالب الخاطفان الليبيان وهما شابان في الثلاثين من عمرهما ( «موسى شها»، و«أحمد علي») بالحصول على لجوء في ليبيا وتأسيس حزب سياسي جديد باسم «الفاتح الجديد»، مؤيد للرئيس الليبي السابق معمر القذافي. يشار الى انّ الخاطفين اكدا موالاتهما للنظام السابق في ليبيا وهو ما اكده خروجهما من الطائرة لتسليم نفسيهما وهما يحملان العلم الليبي الأخضر في عهد القذافي.
وكانت الطائرة وهي من طراز ايرباص «اي 320» تابعة لشركة الطيران «الافريقية» تقوم برحلة داخلية من سبها في الجنوب الى العاصمة طرابلس تمّ تحويل مسارها باتجاه مدينة فاليتا المالطية قبل ان يتم تجاوز الازمة بعد ساعات طويلة من المفاوضات بين الخاطفين والسلطات المالطية والليبية على حدّ سواء. يشار الى انّ المشهد الامني في ليبيا مازال هشا في ظل استمرار الاقتتال بين اطراف الصراع علاوة على تنامي الخلافات السياسية والتي عمقها انتهاء الاثر الدستوري لاتفاق الصخيرات ودخول حكومة الوحدة الوطنية في التحدي والاستمرار ولاثبات الشرعية في وقت فشل فيه السراج في الحصول على صك شرعيته من البرلمان مما يطرح الى الواجهة فرضيات عدة لعل من بينها امكانية الاستغناء عنه. ولا تعمل في ليبيا سوى شركات الطيران الليبية وهي ممنوعة من دخول الاجواء الاوروبية منذ سنوات وتقتصر رحلات تلك الشركات على تونس والقاهرة وعمان واسطنبول والخرطوم، نتيجة مخاوف غربية من انعدام ابسط مقومات الامن في البلاد التي عانت طوال 6 سنوات من فوضى سياسية واخرى امنية جعلت من ليبيا عرضة للتنظيمات الارهابية والاحتراب الاهلي.
«مسرحية هزيلة»
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي الليبي عيسى عبد القيوم في تصريح لـ»المغرب» على خلفية اختطاف طائرة «إيرباص» تابعة للخطوط الجوية الافريقية خلال رحلة داخلية في ليبيا وعلى متنها 118 شخصا ، انّ العملية بمثابة مسرحية هزيلة الاخراج ، مضيفا ان الطائرة تم اختطافها بعد صعود شخصين على متنها من مطار سبها دليل على انّ المشهد الامني في ليبيا لم يراوح مكانه رغم مرور اكثر من عام على دخول حكومة الوفاق الى العاصمة طرابلس .
وتابع عبد القيوم أنّ اجراءات الامن في مطارات ليبيا ضعيفة جدا ، مضيفا انّ هذا يزيد من تأكيد فشل حكومة فايز السراج في فرض ابسط مقومات الامن في ليبيا بالإضافة الى اعادته تدوير المليشيات وهي مخترقة من التيار المتطرف وفق تعبيره.
وبخصوص نشاط حكومة الوفاق بعد اكثر من عام على دخولها الى العاصمة طرابلس اجاب الكاتب الليبي أنّ الوضع الامني والسياسي في ليبيا شهد انحدارا كبيرا مشيرا الى تزايد عمليات الخطف والسرقة وانفجر صراع المليشيات بشكل دموي ، بالإضافة الى مغادرة بعثة الامم المتحدة طرابلس وصولا الى خطف الطائرات وهو مايشير الى مرحلة خطيرة وفق تعبيره.
«محاولة يائسة»
من جهته قال الكاتب عبيد احمد الرقي لـ«المغرب» انّ ماحدث «هو محاولة شباب بسطاء يحملون افكارا بسيطة ارادوا من خلالها التعبير عن تمسكهم بالنظام السابق، حاولوا من خلال اختطاف الطائرة الحصول على شهرة اعلامية مؤكّدين على الواقع الليبي وثورة فبراير من خلال جلب الانظار اليهم . واضاف محدّثنا انّ الخاطفين لا يملكان طموحات سياسية وهو مادل عليه تخبطهما في الاعلان عن دوافعهما الحقيقية واضطراب تصرفاتهما»، مضيفا ان الخاطفين يعرفان هشاشة الوضع اﻻمني في ليبيا وسهولة اختراقه وهذا ما دفعهما الى القيام بالعملية دون عناء للحصول على لجوء انساني ولا سياسي ».
وعن تأثيرات الحادثة على واقع الوضع الامني في ليبيا رغم مرور عام على تسلم حكومة السراج زمام الامور ، أجاب الكاتب الليبي «بالتأكيد وهذا واضح فاﻻمن في ليبيا يمشي بقدرة قادر ، لكن المؤكد الان هو ان المجتمع الدولي سيعيد بعد هذه الحادثة النظر الى الواقع الليبي».
وعن تداعيات الحادثة على حكومة السراج وما يمكن ان يمثله ذلك من تحد جديد امام حكومة الوفاق وهو تحدي الاستمرار ، قال عبيد احمد الرقيق «كما قلت اﻻمر محسوم منذ مدة وحكومة السراج جزء من لعبة الحسم ، وهي في الصورة وستمتثل لما يتفق عليه اﻻطراف ولو بإزاحتها..المسألة مرهونة بالوقت فقط».