وأقرت الجمعية العامة مشروع القرار لتشكيل الفريق المستقل بتأييد 105 أعضاء واعتراض 15 عضواً وامتناع 52 عن التصويت. وسيعمل الفريق بالتنسيق مع لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا وفق بيان صادر عن الجمعية .
وفي البداية لقي مشروع القرار دعم 54 دولة بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والسعودية.وتتمثل مهمة فريق العمل في العمل على جمع أدلة، تظهر ارتكاب جرائم حرب في سوريا بما يدين النظام السوري او باقي اطراف الصراع هناك . وقوبل مشروع القرار برفض روسي صيني كما هو الحال سنة 2011 حين حاولت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة احالة العديد من التقارير المفصلة بانتهاكات مرتكبة منذ بداية النزاع في سوريا الذي أوقع أكثر من 310 آلاف قتيل.
مشهد انساني كارثي
ويعتبر متابعون للشأن السوري انّ القرار يأتي متأخرا في وقت وصل فيه المشهد الانساني في مدينة حلب اشد درجات الكارثية .مع العلم انّ اعداد القتلى والجرحى من عملية استعادة المدينة قد وصلت الى مستوى قياسي دون النظر الى الخسائر المادية . كما يشار الى انّ اتفاقا لوقف اطلاق النار وإجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق حلب، برعاية روسية- تركية، قد تم التوافق حوله بين الاطراف المعنية ، الا انّ التعثر ساد عمليات الاجلاء التي توقفت اكثر من مرّة . وأفادت مصادر اممية ان عمليات الاجلاء طالت اكثر من 34 الف شخص . ونص الاتفاق على ان «المغادرين سيختارون وجهتهم بين ريف حلب الغربي او في اتجاه محافظة ادلب».
المشهد الانساني في مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة والتنظيمات المتطرفة منذ سنة 2012 ، جعل المنظمات الدولية تدق نواقيس الخطر على المستوى الدولي حيث اعتبرتهم الاغلبية وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي عجز عن منع كارثة الانتهاكات والممارسات اللاانسانية التي عاشها المدنيّون في حلب من اطفال ونساء ومسنين.
ويفتح تقدم القوات السورية في مدينة حلب وسيطرتها على مساحات واسعة من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في أحياء المدينة الشرقية في الآونة الأخيرة، الابواب امام معارك اخرى وجبهات قتالية أخرى لاسترجاع الرقة مثلا او ادلب في وقت تتزايد فيه الاصوات الدولية المنادية بضرورة اعطاء الاولوية للوضع الانساني في مناطق النزاع والذي يشهد منذ بداية الازمة السورية تناميا في اعداد القتلى من المدنيين والمشردين والجرحى والنازحين.
وصمة عار
من جهته قال الباحث في الاستراتيجيات الدولية د. عامر السبايلة لـ»المغرب» ان الوضع الانساني في حلب يبقى وصمة عار على مؤسسات المجتمع الدولية نظرا لطبيعة تعاطيها مع مايحصل في حلب، مشيرا الى انّ معظم هذه الدول ارادت استثمار المشهد سياسيا اذ لم يكن على اجندتها الحقيقية الجانب الانساني بل كان الجانب السياسي وفق قوله.
وتابع محدّثنا «ان ماجرى في حلب سيبقى نقطة سوداء في تاريخ هذه الدول مجتمعة خاصة انها لم تجد صيغة سياسية مناسبة لتجنب الوصول الى هذه الحالة».
الانسانية الكارثية
واعتبر السبايلة انّ «التداعيات الطبيعية لمعركة حلب ستأتي تباعا ،باعتبارها من اهم المحطات في تاريخ الازمة السورية ، واضاف انّ انهاء المعركة يعني الانتقال الى محطة اخرى قد تكون الجنوب السوري وبالتالي الاستعداد لاحقا لمعركة الرقة ».