الكاتب والمحلل السياسي العراقي منتظر ناصر لـ«المغرب»: «معركة حلب ستفرض على أمريكا إعادة حساباتها بالنّسبة لإسقاط الأسد »

قال الكاتب والمحلّل السّياسي العراقي منتظر ناصر في حديثه لـ»المغرب» أنّ معركة حلب ونتائجها التي تخدم النّظام ستفرض على الإدارة الأمريكيّة إعادة النّظر في استراتيجيّتها إزاء الازمة السوريّة . وأكّد ناصر ان الدول الداعمة لإسقاط الاسد سوف لن تكون افضل حالا من الولايات المتّحدة

مضيفا ان المشهد الراهن في سوريا يفرض على الجميع التعامل على اساس وجود نظام بشار الاسد كنظام قائم لا يمكن تخطيه.

• لو تقدمون لنا قراءتكم للمشهد الراهن في مدينة حلب السورية وأبعاد سيطرة نظام بشار الاسد عليها؟
سيطرة الجيش السوري النظامي على حلب يعني فشل المشروع التركي القطري في سوريا بعد محاولات ومساع لتغيير في تكتيك المشروع من اجل البقاء على قيد الحياة والنجاح مجددا بدءا من المطالبة بمنطقة عازلة وليس انتهاء باستبدال ثياب المعارضين، وهو نجاح لمحور روسيا وإيران اللتين ساعدتا نظام الأسد بالجو والبر. هذا الامر سيعيد حسابات أمريكا وخططها بالنسبة لإسقاط بشار الأسد على الأقلّ في الوقت الحاضر خصوصا مع التوجه الجديد لإدارة البيت الأبيض في عهد دونالد ترامب.

• اذن كيف ترون تأثير معركة حلب على المعادلة السورية ككل ؟
معركة حلب حسمت لصالح النظام ومن ورائه روسيا وإيران وهذا يعني بقاء الحال على ماهو عليه من بقاء الأسد وفشل المعارضة في اسقاطه أو حتى إقامة منطقة عازلة وهذا ما انعكس في الاتفاق الذي جرى بين المعارضة والحكومة والذي ضمن للمسلحين الخروج من ممرات آمنة مقابل عدم حمل السلاح في وجهها وهنا علينا ان ننتظر ما سيتمخض عنه اجتماع تركيا مع ايران وروسيا الذي سيطول وقته للخروج بنتائج مرضية لكل الأطراف.
كما انّ هذا يعني ان الوضع سيظل على هذا الحال حتى تحسم جميع الملفات الساخنة في المنطقة.

• هناك اجتماع للأمم المتحدة حول ارسال مراقبين دوليين الى حلب برأيكم هل هذه الخطوة كافية لضمان تجاوز الكارثة الانسانية هناك؟
نحن نعرف ان هناك انقساما في الآراء فروسيا والصين لن يمررا قوانين أو مشاريع تؤثر على النظام السوري وسوف يتم الاتجاه الى تسوية بين الدول الاعضاء لكن لن تتمخض الجلسة عن قرارات مؤثرة.

• لو تقيمون لنا الادوار الخارجية في معركة حلب وتأثيرها على ارض الميدان ؟
خيارات الأمريكان أصبحت محدودة جدا في ظل استعادة نظام الاسد السيطرة على كبريات المدن السورية باستثناء جيوب هنا او هناك، ما عكس فشلا ذريعا لسياسة اوباما التي اخذ عليها ترددها وعدم جديتها في انهاء الازمة السورية تحت ذريعة دعم ما يُسمى بفصائل المعارضة المعتدلة.
بالتأكيد ان الدول الداعمة لإسقاط الاسد سوف لن تكون افضل حالا من الولايات المتحدة، الامر الذي سيظهر روسيا وإيران في موقف المنتصر وان على الجميع التعامل على اساس وجود نظام بشار الاسد كنظام قائم لا يمكن تخطيه.

• برأيكم هل اقتربت الازمة السورية من الحل؟
لا أظن ذلك لأنّ وجود الأسد على رأس النّظام سيظلّ مسألة مرفوضة من قبل قطاعات واسعة من الفصائل المعارضة السورية وفي نفس الوقت لن يقبل النظام لاسيما بعد اعلان الانتصار في حلب باحتواء فصائل يعتبرها عميلة وخائنة لتعاملها مع تركيا وقطر.
من وجهة نظري ان القضية لن تحل بصفقة داخلية رغم وجود رعاية أجنبية وانما يكمن الحل في تفاهم الدول الكبرى لاسيما امريكا وروسيا، ووصولها الى حل شامل لجميع الملفات العالقة في المنطقة عن طريق التأثير على اللاعبين الاقليميين الصغار من داعمي ومناهضي الأسد وهذا يتطلب حوارات عميقة وجادة ومسؤولة وهو مالا يلوح في الافق للأسف الشديد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115