تقلبات سياسية في أوروبا: صعود تنظيمات اليمين الراديكالي في عدة إنتخابات

شهدت عدة عواصم أوروبية تغيرات سياسية على رأس هرم السلطة أسابيع بعد خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي وكأنها هزات عقبت الزلزال البريطاني. بدأت موجات التغييرات بقرار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عدم الترشح لولاية ثانية إثر فوز فرنسوا

فيون الساحق بترشيح حزب الجمهوريين المنافس للاشتراكيين في فرنسا. وتوالت الأحداث باستقالة الوزير الأول الفرنسي منويل فالس و تعويضه ببرنار كازنوف وباستقالة ماتيو رانزي رئيس الوزراء الإيطالي بعد هزيمته في الاستفتاء حول تنقيح الدستور. لندن، باريس وروما، من العواصم المؤسسة للإتحاد الأوروبي تدخل في دوامة سياسية لن يتبين مستقبلها. وهي بذلك تؤثر على مسار الإتحاد الأوروبي.

التقلبات في الساحة السياسية الأوروبية شملت كذلك النمسا بانتخاب ألكسندر فان در بيلان رئيسا للدولة أمام منافسه من اليمين المتطرف نوربار هوفر. أما في رومانيا فقد تمكن الحزب الاشتراكي الديمقراطي من الرجوع إلى السلطة بعد هزيمة الليبراليين في انتخابات الأحد 11 ديسمبر. كل هذه الانتخابات سجلت صعود الحركات اليمينية الراديكالية والمتطرفة التي أصبحت سمة واضحة لمسار الانتخابات في أوروبا. فبعد صعود اليمين الراديكالي في بولونيا وفي المجر وتجذر سياساته اليمينية المعادية لمبادئ الإتحاد و المخلة ببعض الحقوق المدنية خاصة منها المتعلقة بحرية الصحافة والتعبير وبحقوق المرأة، دخلت أوروبا في موجة يمينية تبشر بهزات إضافية في الأشهر القادمة مع الانتخابات في فرنسا وألمانيا وإيطاليا.

تهديدات للإتحاد الأوروبي
هزيمة ماتيو رانزي و استقالته من الحكومة الإيطالية هي أول ناقوس للخطر القادم في أوروبا. فبالرغم من تعيين حليفه باولو جانتيلوني على رأس الحكومة الجديدة، فذلك لن يخفي صعود حركة 5 نجوم الشعبوية بقيادة الكوميدي بيبي غريلو التي أصبحت تهدد الحزب الديمقراطي الحاكم. غريلو من المدافعين الشرسين منذ بداية تأسيس حزبه على فكرة الخروج من منطقة اليورو و إعادة النظر في وضع إيطاليا في الإتحاد الأوروبي. وقد أعلن بعد الاستفتاء الذي هزم خلاله رانزي أن حركة 5 نجوم مستعدة للتحالف مع رابطة الشمال المتطرفة و حزب فورسا إيطاليا المعارضين لتكوين حكومة ائتلافية هدفها استعادة سيادة إيطاليا.

هذا التمشي ينذر بخطر خروج إيطاليا من الإتحاد الأوروبي إذا ما قرر الناخب الإيطالي ، خلال عام 2017، منح أحزاب المعارضة السلطة. و لو أن الملاحظين لا يعتقدون في عزم سيلفيو برلسكوني ،رئيس الوزراء الأسبق و الشريك الثالث في التحالف، الموافقة على عزل إيطاليا من أوروبا، لكن عمليات سبر الآراء المتتالية في روما تشير إلى إمكانية فوز حركة 5 نجوم بالأغلبية في صورة نجح جانتيلوني في تنقيح القانون الانتخابي لإعطاء ايطاليا فرصة أوفر للاستقرار الحكومي.

نفس هذه الموجة تهدد فرنسا التي تشهد هذه الأسابيع تقلبات سياسية استفاد من جرائها مباشرة حزب الجبهة الوطنية لمارين.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115