التقلبات في الساحة السياسية الأوروبية شملت كذلك النمسا بانتخاب ألكسندر فان در بيلان رئيسا للدولة أمام منافسه من اليمين المتطرف نوربار هوفر. أما في رومانيا فقد تمكن الحزب الاشتراكي الديمقراطي من الرجوع إلى السلطة بعد هزيمة الليبراليين في انتخابات الأحد 11 ديسمبر. كل هذه الانتخابات سجلت صعود الحركات اليمينية الراديكالية والمتطرفة التي أصبحت سمة واضحة لمسار الانتخابات في أوروبا. فبعد صعود اليمين الراديكالي في بولونيا وفي المجر وتجذر سياساته اليمينية المعادية لمبادئ الإتحاد و المخلة ببعض الحقوق المدنية خاصة منها المتعلقة بحرية الصحافة والتعبير وبحقوق المرأة، دخلت أوروبا في موجة يمينية تبشر بهزات إضافية في الأشهر القادمة مع الانتخابات في فرنسا وألمانيا وإيطاليا.
تهديدات للإتحاد الأوروبي
هزيمة ماتيو رانزي و استقالته من الحكومة الإيطالية هي أول ناقوس للخطر القادم في أوروبا. فبالرغم من تعيين حليفه باولو جانتيلوني على رأس الحكومة الجديدة، فذلك لن يخفي صعود حركة 5 نجوم الشعبوية بقيادة الكوميدي بيبي غريلو التي أصبحت تهدد الحزب الديمقراطي الحاكم. غريلو من المدافعين الشرسين منذ بداية تأسيس حزبه على فكرة الخروج من منطقة اليورو و إعادة النظر في وضع إيطاليا في الإتحاد الأوروبي. وقد أعلن بعد الاستفتاء الذي هزم خلاله رانزي أن حركة 5 نجوم مستعدة للتحالف مع رابطة الشمال المتطرفة و حزب فورسا إيطاليا المعارضين لتكوين حكومة ائتلافية هدفها استعادة سيادة إيطاليا.
هذا التمشي ينذر بخطر خروج إيطاليا من الإتحاد الأوروبي إذا ما قرر الناخب الإيطالي ، خلال عام 2017، منح أحزاب المعارضة السلطة. و لو أن الملاحظين لا يعتقدون في عزم سيلفيو برلسكوني ،رئيس الوزراء الأسبق و الشريك الثالث في التحالف، الموافقة على عزل إيطاليا من أوروبا، لكن عمليات سبر الآراء المتتالية في روما تشير إلى إمكانية فوز حركة 5 نجوم بالأغلبية في صورة نجح جانتيلوني في تنقيح القانون الانتخابي لإعطاء ايطاليا فرصة أوفر للاستقرار الحكومي.
نفس هذه الموجة تهدد فرنسا التي تشهد هذه الأسابيع تقلبات سياسية استفاد من جرائها مباشرة حزب الجبهة الوطنية لمارين.....