يواصل عقد هياكل تسييره العليا بالتوازي مع الدعوات المتكررة للرئيس لحوار وطني: اتحاد الشغل نحو طرح بديل لـ«إنقاذ ما يُمكن إنقاذه..»

أصبح من الواضح أن الاتحاد العام التونسي للشغل سيعمل خلال الفترة المقبلة على محورين رئيسيين، الأول كلاسيكي ويتمثل في التواصل المباشر مع النقابيين

وتنظيم اجتماعات وتجمعات للهياكل النقابية القطاعية والجهوية تمهيدا لعقد الهيئة الإدارية الوطنية، فيما سيكون المحور أو التحدي الثاني بلورة خطة للإنقاذ وخارطة طريق لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه من البلاد مع القوى الوطنية وإيجاد إطار لذلك، بالتوازي مع دعوات الطبوبي المتكررة للرئيس قيس سعيد لحوار وطني.
في أحد أهم التمظهرات والانعكاسات لما أعلنه الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، خلال إحياء ذكرى إغتيال الشهيد النقابي والوطني فرحات حشاد، من فقدان المنظمة لأي أمل في إصلاح وضع البلاد وتغييرها لموقفها من مسار 25 جويلية، يواصل الاتحاد مسار العودة لهياكل تسييره ومؤسسات قراراه العليا لمحاولة الخروج بصيغة أو الضغط «للإنقاذ».
فبعد الإجتماع الذي عقده أول امس الاربعاء، المكتب التنفيذي الوطني لاتحاد الشغل مع الكتاب العامين للاتحادات الجهوية للشغل في كل البلاد والاتفاق على تنظيم إجتماعات في الجهات وحشد بها، مرّت المركزية النقابية والأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي إلى القطاعات دون استثناء، ليتداخل الجهوي بالقطاعي في مسار رسم ملامح التحركات التي ستقوم بها المنظمة وصيغة الدور الذي ستلعبه خلال المرحلة المقبلة.
مرحلة مقبلة يبدو أن عنوانها سيكون، بالنسبة للاتحاد العام التونسي للشغل على الأقلّ، «بلورة تصوّر وخطة للإنقاذ» أو «إنقاذ ما يُمكن إنقاذه» بكل الصيغ والآليات القانونية والنقابية والمدنية المتاحة مع رفض قطعي للعودة للوراء وقناعة بأن مسار 25 جويلية أضاع فرصة الإصلاح والمسار السياسي الذي تم انتهاجه لا ولن يؤدي إلى إصلاح البلاد. مما يجعل المنظمة تدور حول فلك بلورة تصوّر أو خطة للإنقاذ وفق أهداف وخارطة طريق واضحة ومضبوطة في آجالها، يُمكن ان تكون نابعة في بعض جزئيّاتها من الهياكل النقابية القطاعية والجهوية، وتُطرح على القوى الوطنية والمدنية لـ»إنقاذ البلاد قبل فوات الأوان»، والتي كانت كلمة مفتاح ولا تغيب عن دعوات الطبوبي التي لا تنتهي للرئيس قيس سعيد بتنظيم حوار وطني قبل فوات الأوان.
الطبوبي للنقابيّين: يجب ان نتحرّك
الامين العام للإتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي أكّد، خلال كلمته التي ألقاها أمام الكتاب العامين للجامعات القطاعية في الوظيفة العمومية والقطاع العام والقطاع الخاصّ وكذلك الكتاب العامون للنقابات الخصوصيّة، أن المسار السياسي الذي تم انتهاجه لن يؤدي إلى أي إصلاح والوضع الخطير الذي تعيشه البلاد والأزمة التي شملت كل المجالات تستوجب من إتحاد الشغل التحرّك.
تحرك لم تتضح صيغته أو أشكاله لكنه من الأكيد سيشمل كل الجهات والقطاعات، حيث أعاد امين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي نفس الدعوة التي وجهها للكتاب العامين للاتحادات الجهوية للكتاب العامين للقطاعات، والمتمثلة في «ضرورة تكثيف العمل الميداني من اجل الاستعداد للعب الدور الوطني المحمول على منظمة في حجم الاتحاد»، وفق ما نقله عنه موقع الشعب نيوز الناطق بلسان الاتحاد العام التونسي للشغل.
ويتركب مجلس الهياكل القطاعية الوطنية، من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني لاتحاد الشغل بطبيعة الحال والكتاب العامين للجامعات القطاعية سواء في القطاع العام أو الوظيفة العمومية أو القطاع الخاصّ وكذلك الكتاب العامين للنّقابات الخصوصيّة.
موقف الاتحاد متناغم ولكن..
الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، أكد أن موقف المنظمة منسجم ومتناغم، حيث ذكّر أعضاء مجلس القطاعات أو مجلس الهياكل القطاعية كما يُسميه القانون الأساسي للمنظمة، بمسار وتطوّر موقف المنظمة بداية من اعتبار «فترة الحكم خلال السنوات العشر ما بعد الثورة بلغت منتهاها ولم تعد قادرة على ان تقدم بالبلاد مرورا بالموقف الذي كان ايجابيّا من إجراءات 25 جويلية والذي مثل فرصة لاصلاح واقع البلاد»، وفق ما صدر عن الطبوبي في سياق توضيحه وتذكيره بمسار موقف الاتحاد من المسار السياسي في البلاد.
ولكن اليوم وبعد قرابة السنة والنصف على إطلاق الرئيس قيس سعيد لمسار 25 جويلية، لم يعد للاتحاد العام التونسي للشغل نفس الموقف الإيجابي من 25 جويلية بعد ان تأكدت المنظمة وقياداتها من أن المسار السياسي الذي تم انتهاجه لن يؤدي إلى أي إصلاح، ليكون موقف المنظمة كما لخّصه أمينها العام نور الدين الطبوبي متمثّلا في «رفض قطعي للعودة الى الوراء بالتوازي مع قناعة بان المسار السياسي الذي تم انتهاجه لا ولن يؤدي إلى إصلاح البلاد»، وفق ما نقله عنه الشعب نيوز.
خيار الإنقاذ والإصلاح
الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي أكد كذلك، أن الاتحاد ليس من طلاب السلطة ولكنه سيقوم بدوره للدفع في اتجاه الاصلاح الشامل للبلاد، في إشارة لما أعلنه لأول مرة في بداية ديسمبر الجاري خلال إحياء ذكرى إغتيال الشهيد الوطني فرحات حشاد من توجه المنظمة لفعل ما يُمكن القيام به ومع من يُمكن من مجتمع مدني وكوادر الدولة لـ»إنقاذ ما يُمكن إنقاذه»، كما قال الطبوبي يومها.
أو كما أوردت المنظمة في البيان الصادر عن مكتبها التنفيذي الموسع أول امس الاربعاء، من تأكيد مما «بلغه الوضع من درجة قابلة للتفجّر لم يعد ممكنا السكوت عنه، و يستدعي تحمّل الاتحاد مسؤوليته الوطنية والمساهمة مع القوى الوطنية في إنقاذ البلاد وفق أهداف وطنية واضحة وخارطة طريق مضبوطة»، أو ربمّا تشكيل خيار أو خطّ ثالث كما ورد على لسان الطبوبي في أحدى تصريحاته أو كلماته التي لم يغب عنها تقريبا دعواته المتكررة لرئيس الجمهورية قيس سعيد لحوار وطني وإنقاذ ما يُمكن إنقاذه من بلد لن يقف إتحاد الشغل مكتوف الأيدي يُشاهده يغرق.
هذا وبعد عقد المكتب التنفيذي الموسع أول امس الاربعاء 21 ديسمبر ومن ثم عقد مجلس الهياكل القطاعية الوطنية أمس الخميس 22 ديسمبر، ستعود المنظمة إلى الجهات والهياكل والإطارات النقابية بها لعقد إجتماعات ماراطونية، تنتهي، كما هو مُعلن من طرف امين عام الاتحاد، بعقد اجتماع يظمّ المكتب التنفيذي الموسع والكتاب العامين للجامعات في كل القطاعات في إطار الهيئة الإدارية الوطنية والتي ستتولى «اتخاذ القرار المناسبة لتعديل البوصلة بخصوص المسائل الوطنية المطروحة»، كما قال الطبوبي وأعاد في كل خطاباته وتصريحاته مؤخّرا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115