لا احد يعلم ما ستؤول إليه الامور في المؤتمر الـ23 للاتحاد العام التونسي للشغل وتحديدا المكتب التنفيذي الوطني المقبل للمنظمة فالمفاوضات بخصوص القائمة التوافقية او الرسميّة واستكمالها تأخذ نسقا أعلى واتجاهات متعاكسة كلما اقترب يوم 22 جانفي، تاريخ افتتاح المؤتمر الـ23 لاتحاد الشغل والتكّهن بما يمكن ان تُفضي إليه تلك المفاوضات صعب الى الساعة.
ولكن مقارنة بالايام المنقضية تتجه الصورة للتوضح ولو قليلا فبعد ان كان الثابت فقط ان 9 اعضاء من المكتب التنفيذي الوطني الحالي سيدخلون انتخابات المؤتمر لولاية ثانية في قائمة رسميّة يترأسها المكلّف بالنظام الداخلي نور الدين الطبوبي تقترب شخصيتان من ايجاد مكان لهما في تلك القائمة التي ينقصها 4 اسماء، ولكن تواجدهما ليس مؤكّدا فالمفاوضات التي يقودها الامين العام للمنظمة يمكن ان تُسفر عمّا لا يتوقّعه اي كان ومنها فرضيّة التحاق قاسم عفيّة بالقائمة الرسميّة.
المرأة وصورة اتحاد الشغل...
اوّل هذين النقابيين اللذين أصبحت نسبة تواجدهما في القائمة الرسمية وفق ما بلغ لـ«المغرب» من معطيات هي نعيمة الهمامي وهي من أبرز النقابيات وتشغل حاليا عضوية المكتب التنفيذي للنقابة العامة للتعليم الثانوي وهي زوجة الفقيد النقابي والسياسي رئيس حزب العمل الوطني الديمقراطي عبد الرزاق الهمامي وقد ترشّحت خلال مؤتمر طبرقة 2011 وحظيت آنذاك بـ63 صوتا من جملة حوالي 518 نائبا شاركوا في المؤتمر الـ22 لاتحاد الشغل.
وتواجد نعيمة الهمامي في القائمة الرسميّة او التوافقية شبه مؤكّد فالامين العام للمنظمة الشغيلة حسين العباسي اكد اكثر من مرّة ان المكتب التنفيذي المقبل سيكون من ضمنه امرأة، وتاكيد العباسي لا يعني ضرورة انها ستكون موجودة فعلا ولكن حرص العباسي على تواجدها جعل النقابية الهمامي هي إمرأة القائمة التوافقية نظرا لكونها النقابية الاكثر حظوظا لنيل ما يكفي من الاصوات لتكون عضوا في المكتب التنفيذي الوطني المقبل.
ولكن صعود الهمامي ليس مؤكّدا والمركزيّة النقابية تعي ذلك جيّدا فجزء من الهياكل يعتبر ان التمييز الايجابي لا يستوي فقط تساوي الحظوظ هو المبدأ في حين ينظر العباسي الى المجتمع الدولي والاتحاد الدولي للنقابات المنبهر بالدور الذي يلعبه الاتحاد في تونس ولكن له تحفّظ بسيط وهو عدم تواجد قيادة نسائية في الهيكل الاعلى لاتحاد الشغل ولكن على كل حال تبقى الاوفر حظا بين النقابيات الموجودات على الساحة حاليّا.
بقيّة الاسماء المطروحة...
اما الشخصيّة النقابية الثانية التي اصبحت قريبة من دخول المؤتمر الـ23 لاتحاد الشغل في القائمة التوافقية او الرسميّة فهو الكاتب العام للاتحاد الجهوي بالقيروان صلاح الدين السالمي لتبقى تلك القائمة المثيرة لخلاف عميق داخل المنظمة الشغيلة منقوصة من إسمين يمثّلان هامشا لاستمرار المفاوضات مع الجميع ومنهم قاسم عفيّة الذي يطرح نفسه كمنافس مباشر للطبوبي وهو ما لخّصه الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي لـ«المغرب» بقوله «الحديث عن القائمتين المتنافستين رسميا لا يستوي وان كان هو الارجح الى الساعة ولكن باستمرار المفاوضات بخصوص القائمة الوفاقيّة يمكن ان يجعل الامور تتجه الى ما لا يتوقّعه اي كان».
و بالتوازي مع النقاشات مع قاسم عفية للعدول عن توجهه الحالي والانضمام للقائمة الرسمية، احد الاسماء المطروحة لتكون ضمن القائمة الرسميّة الكاتب العام لجامعة المعادن والالكترونيك بالاتحاد العام التونسي للشغل الطاهر البرباري ليخلف بلقاسم العياري في القطاع الخاصّ وقد حظي خلال مؤتمر طبرقة بـ145 صوتا من جملة 518 نائبا بالاضافة الى محمد علي بوغدير الكاتب العام الجهوي للشغل ببن عروس بالاضافة إلى الكاتب العام للجامعة العامة للصحة عثمان جلولي وهو المقابل لقاسم عفية في قطاع الصحّة ومنعم عميرة الكاتب العام للنقابة العامة للتجهيز والاسكان الذي كان له خلال المؤتمر 22 للاتحاد 168 صوتا.
ولكن كل تلك الاسماء وان كانت مطروحة فليس من الثابت ان تكون صلب القائمة التوافقيّة التي يسعى الامين العام للاتحاد لاستكمالها ويقود مفاوضات شاقّة بخصوصها خاصة انه اكثر العالمين بصعوبة التكهّن وتوقّع اتجاهات التصويت خلال المؤتمر في علاقة بالمكتب التنفيذي المقبل وبالتالي يجب ان تكون الاسماء التي سيضيفها لقائمته التوافقية لها اكثر حظوظ لنيل ثقة نواب المؤتمر الـ550 وتساهم من جهة اخرى في دعم حظوظ اعضاء المكتب التنفيذي الـ9 المترشحين لعضوية المكتب التنفيذي المقبل في تلك القائمة.
نواب المؤتمر ومحدّدات التصويت
تحديد نواب المؤتمر الـ23 للاتحاد العام التونسي للشغل فيه نوعيّا بعض التعقيد فإن كان عددهم ظاهريا يخضع لتوزيع الجهات بمعنى ان حوالي 550 نائبا في توزيعهم وما يُعلن يكون وفق الجهات فمثلا ولاية تونس سيكون لها 120 نائبا في المؤتمر ولكن عدد نواب كل جهة ذلك يخضع تحديده للمعطى القطاعي فكل نقابة اساسية لها نائب في المؤتمر على كل 1190 منخرطا ويقع انتخاب هذا النائب من طرف أعضاء المكتب التنفيذي للنقابة الاساسية.
ومن تلك العملية الحسابية تعرف كل نقابة عامة او جامعة عامة او قطاع ما له من نواب داخل المؤتمر الـ23 لاتحاد الشغل فمثلا نقابة التعليم الاساسي لها حوالي 45 نائبا فيما ستدخل نظيرتها في التعليم الثانوي بحوالي 55 نائبا، ولكن عدد نواب كل قطاع ليس محدّدا في ذاته لاتجاهات تصويت نواب المؤتمر او التكهّن به، فهؤلاء الـ550 نائبا وان كان صعودهم كان على اساس قطاعي فتصويتهم يخضع لمحدّدين آخرين بخلاف ذلك القطاعي وهما المعطى الجهوي وخاصة المعطى السياسي او الايديولوجي.
وهو ما يجعل المفاوضات بخصوص القائمة التوافقية او الرسمية صعبة وضمان اكثر ما يمكن من الحظوظ لصعود اكبر عدد من جملة الـ13 مترشحا ليس بالامر الهيّن او بالامر الذي يمكن التكهّن به مسبّقا فقط المؤتمر هو الذي سيكشف عن هذا الغموض أو أي توافق طرأ بين المتخالفين خلال الايام المقبلة وهو امر مستبعد نسبيّا.
أهم الاسماء المترشحة لعضوية المكتب التنفيذي الوطني لاتحاد الشغل:
• سامي الطاهري: 263 صوت في مؤتمر طبرقة
• بوعلي المباركي: 287 صوت في مؤتمر طبرقة
• نورالدين الطبوبي: 284 صوت في مؤتمر طبرقة
• حفيظ حفيظ: 255 صوت في مؤتمر طبرقة
• كمال سعد: 297 صوت في مؤتمر طبرقة
• سمير الشفي: 264 صوت في مؤتمر طبرقة
• محمد المسلمي:265 صوت في مؤتمر طبرقة
• عبد الكريم جراد: 264 صوت في مؤتمر طبرقة
• أنور بن قدور: 307 صوت في مؤتمر طبرقة
• قاسم عفية: 221 صوت في مؤتمر طبرقة
• نعيمة الهمامي: 63 صوت في مؤتمر طبرقة
• زهير النصري: 104 صوت في مؤتمر طبرقة
• حبيبة السليتي: 18 صوت في مؤتمر طبرقة
• وسيلة العياشي: 85 صوت في مؤتمر طبرقة
• منعم عميرة:168 صوت في مؤتمر طبرقة
• فوزي الشيباني: 161 صوت في مؤتمر طبرقة
• طاهر برباري: 145 صوت في مؤتمر طبرقة
• منجي بن مبارك
• مستوري القمودي
• عثمان الجلولي
• لسعد اليعقوبي
• سامية لطيف
• فضيلة المليتي
• صلاح الدين السالمي
• الحبيب جرجير
• محمد علي البوغديري