لكن المتوفّر في الوقت الحالي هو تشكيل لجنة برلمانية سيكون محركها قلب تونس وائتلاف الكرامة فيما ستراقب النهضة مآلاتها علّها تكون فرصة للاجهاز على الفخفاخ سياسيّا بعد اكتفائها امس بالضغط واظهار عدم الرضا.
فامس وخلال جلسة الحوار مع الحكومة كانت مواقف اغلب الكتل البرلمانية اظهار عدم الرضا على مردود حكومة الياس الفخفاخ وانتقادها، لكن وراء الكم الهائل من الانتقادات التي تلقاها الفخفاخ مواقف سياسية مختلفة ومتضاربة في بعض الاحيان.
قلب تونس: ضغط واحراج
الكتلة البرلمانية لحزب قلب تونس او الحزب كان موقفه واضحا من خلال تصريح رئيس الحزب نبيل قروي قبيل الجلسة العامة عبر تلميحه باندثار الحزام السياسي لحكومة الفخفاخ وضرورة تنحيتها، لكن كان القروي يعلم ان الاشكال يكمن في الـ109 صوت غير الموجودة ليعقب تصريح القروي اعلان القيادي في الحزب عياض اللومي عن تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في تضارب مصالح يُشتبه في تورط الفخفاخ فيه.
وفي تشكيل تلك اللجنة البرلمانية التي سيترأسها حزب قلب تونس باعتباره الكتلة المعارضة الاكبر عدديّا بطبيعة الحال احراج لرئيس الحكومة الياس الفخفاخ ووسيلة ضغط عليه باعتبار استحالة سحب الثقة منه في الوقت الحالي ، ضغط واحراج وانتقاد صبت في خانتها مداخلات كل نواب كتلة قلب تونس تقريبا.
النهضة: عدم الرضا والضغط لتحسين الموقع
موقف حركة النهضة من حكومة الياس الفخفاخ او الفخفاخ نفسه هو ذاته المُعلن حتى قبل حصول الحكومة على ثقة البرلمان، اي تشريك قلب تونس وما يخفيه من ادخال حليف في الحكومة للخروج من عزلتها صلبها وامس خلال الجلسة العامة للحوار مع الحكومة حول 100 يوم من العمل كان موقف حركة النهضة واضحا من مداخلات نواب كتلتها البرلمانية وموقفها المتحمّس لتشكيل اللجنة البرلمانة في مقابل رفض نوعي للائحة سحب الثقة.
فحركة النهضة عبّرت على لسان نوابها عن موقفها بعدم الرضا على حكومة الياس الفخفاخ في علاقة بتعاطيها مع عدد من الملفات الاجتماعية والاقتصادية او بالاحرى عدم رضاها على موقعها في الحكومة وعدم امساكها بكل خيوط اللعبة داخلها باعتبار ان الكفة داخلها تميل للكتلة الديمقراطية المتكونة من حزبي التيار الديمقراطي وحركة الشعب، وينضاف الى ذلك موقفها المتحمّس لتشكيل لجنة تحقيق برلمانية يترأسها قلب تونس التي يُمكن ان تكون فرصة للاطاحة بحكومة الياس الفخفاخ اذا كان السياق والظروف مواتيان.
كتلة الدستوري الحرّ: تجاوز معارضة الفخفاخ
كتلة الحزب الدستوري الحرّ ورئيستها عبير موسى كما مواقفها في علاقة بكل الملفات تتجه عكس ما تريده او تضمره حركة النهضة وبدرجة اقلّ ائتلاف الكرمة، كما ان موسي تتجاوز معارضة حكومة الياس الفخفاخ بل تعارض منظومة الحكم ما بعد سقوط نظام بن علي مما جعلها امس غير معنية نوعيّا بالصراعات والتموقعات وتحسين شروط التفاوض اذ قالت في مداخلتها «فسادكم لا يعنينا لأننا متأكدون منه وهذه الحكومة فيها فساد أكثر بكثير من الصفقة التي قام بها رئيس الحكومة...المنظومة فاسدة ونحن نعلم ذلك ولم نمنحكم ثقتنا».
ائتلاف الكرامة: الهجوم
كتلة ائتلاف الكرامة بالبرلمان حاولت منذ بداية الجلسة العامة التصعيد عبر الانسحاب بتعلّة استهجانها لما قاله رئيس الحكومة الياس الفخفاخ بخصوص ضرب مصداقيّته وان ذلك «يبطى شوية»، فالائتلاف الذي يصدر عن نوابه خلال الجلسات العامة او ف برامج حوارية اذاعية او تلفزية ما هو اسوء من لفظ «يبطى شوية» لعبت امس دور الضاغط على رئيس الحكومة الياس مع كتلة قلب تونس.
فبعد انسحابها من الجلسة العامة عقدت كتلة ائتلاف الكرامة بالبرلمان ندوة صحفية مشتركة مع كتلة قلب تونس للاعلان عن تشكيل لجنة تحقيق برلمانية بخصوص ملفّ تضارب المصالح لرئيس الحكومة بالتوازي مع تاكيد القيادي في حزب قلب تونس على اعداد لائحة لوم لسحب الثقة من رئيس الحكومة الياس الفخفاخ، وبعد انهاء رئيس الحكومة لمداخلته عادت كتلة ائتلاف الكرامة للجلسة العامة، وبطبيعة الحال كانت مداخلات كل نوابها في اتجاه توجيه انتقادات لرئيس الحكومة واعتبار حكومته عنوانا للفشل والفساد.
الاصلاح الوطني: ضبابية في الموقف السياسي
كتلة الاصلاح الوطني باعتبارها كتلة تقنية تتكون من عدد من الأحزاب، حركة مشروع تونس والبديل وآفاق، فان موقفها السياسي من الحكومة لم يكن واضحا لكن اغلب مداخلات نواب الكتلة كانت في اتجاه انتقاد رئيس الحكومة الياس الفخفاخ وتعاطيه مع الملفات المطروحة على رأسها التعاطي الامني مع الاحتجاجات في الجهات كما ورد مثلا على لسان النائب عنها طارق براهمي الذي تحدّث على تحسين الوضع التنموي في الجهات المحرومة في مقابل نفي الكتلة على لسان رئيسها حسونة الناصفي لـ»المغرب» تاكيده موافقة الكتلة على سحب الثقة من الفخفاخ.
الكتلة الديمقراطية: سند الفخفاخ الوحيد
الكتلة الديمقراطية التي تتكون اساسا من حركة الشعب وحزب التيار الديمقراطي مثلت امس خط دفاع حكومة الياس الفخفاخ والسند السياسي الوحيد خلال الجلسة العامة للحوار مع الحكومة امس، فمثلا هيكل المكي اعتبر في مداخلته ان الحكومة عاشت مائة يوم من العزلة ومن الحرب ومن الانتصار على الجائحة ومن المحافظة على أرواح التونسيين ورغم ذلك اظهرت اغلب مكونات البرلمان جحودا (...)
سند لم يمنع نواب الكتلة الديمقراطية من الحديث عن اشكاليات متنوعة ومطروحة يجب ان تواجهها حكومة الياس الفخفاخ بداية من التونسيين العالقين في الخارج والبطالة والتعاطي مع الاحتجاجات في تطاوين وغيرها من الملفات التي تركتها الحكومات السابقة مفتوحة.