الذي مثّل منعرجا حاسما في تاريخ تونس، مبينة أنها فرصة لاستحضار ما قدّمته أجيال الحركة الوطنيّة من تضحيات نفيسة لمقاومة الاحتلال الفرنسي في مختلف مراحله، وللترحم على أرواح الشهداء الأبرار الذين ضحّوا بدمائهم وبأرواحهم فداء للوطن.
وقالت في بلاغ أصدرته اليوم الأحد بمناسبة الذكرى 60 لعيد الجلاء، " نستلهم القيم والعبر من مثل هذه البطولات العظيمة للشعب التونسي الأبي، التي نجعل منها منطلقا ومرجعا لمواصلة التضحية في سبيل الوطن والمضي قدما على درب بناء تونس الحديثة والإسهام الفاعل في مواجهة مختلف التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها بلادنا وما تتطلّبه من عمل جماعي ومجهود مشترك لتحقيق امال شعبنا".
وشددت على ضرورة مضاعفة الجهد من أجل تلبية طموحات الشعب بكل ثقة في النفس، وعلى أساس رؤية استشرافية تفاؤلية ترتكز على زرع ثقافة الأمل، وعلى الإيمان العميق بأن تونس جديرة بأن تكون أفضل، وهو مطمح جماعي يجب أن العمل سويا على تحقيقه.
وتحيي تونس اليوم الأحد 15 أكتوبر 2023 الذكرى الستين لعيد الجلاء. ويقترن هذا التاريخ بدحر اخر جندي فرنسي من الأراضي التونسية، وتحديدا من مدينة بنزرت الابية في الخامس عشر من أكتوبر سنة 1963.
وتعدّ هذه الذكرى المجيدة محطّة هامة في تاريخ تونس وفي مسار إكمال السيادة الوطنية بعد حصول البلاد على استقلالها في 20 مارس 1956، فبعد أحداث ساقية سيدي يوسف في فيفري 1958، ومعركة رمادة التي اندلعت في شهر ماي من السنة نفسها، جاءت معركة بنزرت سنة 1961 مخلّفة مئات الشهداء والجرحى من مدنيين وعسكريين. ثم تواصلت النضالات الرامية الى تحقيق السيادة التامة عبر المفاوضات والمطالبة بجلاء قوات الاستعمار من بنزرت، ليتوج ذلك يوم 15 أكتوبر 1963 بخروج اخر جندي فرنسي من التراب التونسي.