في الدورة الثامنة عشرة الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة، عن بٌعد، مساء يوم 31 جويلية 2023، لبحث تكرار حوادث تدنيس وحرق نسخ من المصحف الشريف في السويد والدنمارك وتطورات الأوضاع في فلسطين والقدس المحتلة.
وفي كلمة تونس بهذه المناسبة، جدّد كاتب الدولة إدانة تونس الشديدة لتواتر هذه العمليات وتعمد الإساءة والاستفزاز، معتبرا إياها اعتداء همجيا على مقدسات الشعوب الإسلامية ومساسا بهويتها وضربا لروح التفاهم والتسامح، وتعديا فاضحا على مبدإ احترام التنوع والخصوصية الدينية والثقافية.
ودعا منير بن رجيبة إلى تحرك عاجل باتجاه الدول المعنية والمؤسسات الأوروبية، لمزيد تحسيسها بخطورة هذه الاعتداءات غير المسؤولة، وضرورة اضطلاعها بمسؤولياتها الأخلاقية والقانونية في التصدي لهذه الأعمال المغذية للتطرف ولجميع مظاهر الكراهية والعنف القائم على أساس ديني.
وثمّن القرارات التي تم اتخاذها مؤخرا في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان حول مكافحة خطاب الكراهية والمس من المقدسات، داعيا إلى وضع خطة تحرك على المستوى الدولي من أجل سن قوانين لتجريم مرتكبي هذه الاعتداءات وملاحقتهم ومقاضاتهم، وإلى تضافر الجهود للحد من مظاهر الإسلاموفوبيا والكراهية والتعصب والعنصرية، انسجاما مع مبادئ ميثاق منظمة التعاون الإسلامي، وفي كنف احترام المواثيق الدولية وإعلاء المبادئ الكونية للتسامح والتعايش السلمي بين الأمم.
وشدّد كاتب الدولة على ضرورة ألا تحجب عنّا جهود درء الإساءة عن أمتنا، ما تمر به القضية الفلسطينية من تطورات خطيرة ولاسيما مدينة القدس. وفي هذا السياق، ذكر بموقف بلادنا الثابت في مناصرة حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مؤكدا أهمية جهود المصالحة الفلسطينية في تعزيز وحدة الصف والكلمة.
كما حث على التصدي إلى مختلف محاولات تغيير الوضع القائم في القدس المحتلة، مؤكدا ضرورة توفير الحماية لأشقائنا، كما يدعو إلى ذلك سيادة رئيس الجمهورية، حيث لا أمن وسلام في المنطقة إلا باستعادة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته في كنف الحرية والسيادة الكاملة على أراضيه.
هذا، واختتمت أشغال الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول الإسلامية، المنعقد برئاسة موريتانيا، باعتماد قرار حول جريمة تدنيس والحرق المتكرر لنسخة من المصحف الشريف، وإصدار بيان إدانة للاقتحام الأخير للمسجد الأقصى المبارك.