في حملات مؤمنة بوحدات الامن والحرس الوطنيين لاستخلاص الديون من المشتركين الرافضين للخلاص، والتصدي للربط العشوائي بشبكة الماء الصالح للشراب، وفق ما أفاد به، اليوم الجمعة، رئيس الإقليم حبيب العبدلي.
ويأتي ذلك ضمن الإجراءات المتخذة لمجابهة ذروة الاستهلاك خلال الصائفة الحالية، وتأمين التزود بمياه الشرب بالجهة، مع تحسين نسب استخلاص ديون الشركة لدى المشتركين الخواص والمجامع المائية، والتصدي لظاهرة الربط العشوائي التي تعد سببا رئيسيا في هدر المياه وفي الإضطرابات وفي الإنقطاعات في التزوّد بمياه الشرب وخاصة ببعض الاحياء السكنية الكبرى خلال ذروة الاستهلاك في الصيف.
من جهته، أكد الممثل القانوني للإقليم، وليد العلوي، أن الحملات المشتركة تأتي دعما لمجهودات الإقليم المتواصلة في هذا الجانب والتي ترصد بصفة دورية عديد التوصيلات العشوائية بقنوات التزوّد، وتتحرى حول العدادات الممسوحة بكامل معتمديات الولاية.
وأشار إلى أنّه تم رفع 120 عريضة الى مصالح وكالة الجمهورية بمنوبة منذ بداية 2023، ضد مخالفين تعمدوا الرّبط المباشر بالقنوات الرئيسية لتوزيع المياه أو مسح العدّادات، مقترحا تركيز خلية جهوية في الغرض لمتابعة مثل هده القضايا، مع سرعة البت فيها قضائيا بما قد يضفي نجاعة عملية في القضاء على الظاهرة.
ويشمل الربط العشوائي أيضا المجامع المائية، وليس الظاهرة الوحيدة التي تستنزف الموارد المائية، بإجماع الكثيرين، حيث تتواصل ظاهرة بيع المياه بالصهاريج وارتفاع عدد الشاحنات الممارسة لهذا النشاط الممنوع، وتحلية الماء في بعض المستودعات العشوائية عبر آلات تحلية، وانتشار صنع الثلج الغذائي بمياه الشرب عشوائيا، فضلا عن تواصل نشاط وحدتين عشوائيتين مزودتين للشاحنات، الأولى بالسعيدة من معتمدية وادي الليل، والتي تم سجن صاحبها سابقا من أجل نشاطه غير القانوني، والثانية ببئر بن نجيمة بالمرناقية والتي تم اتخاذ إجراءات في حق صاحبها، لكن عادتا لسالف نشاطهما الممتد إلى ولايات مجاورة.
وإضافة الى التصدي لمثل هذه الظواهر المؤثرة في عملية تأمين مياه الشرب، أعدّ الإقليم خطّة تدخل خلال هذه الصائفة، تشمل توفير الموارد البشرية واللوجيستية من معدات صيانة وغيرها للقيام بالتدخلات المطلوبة بالسرعة القصوى لاصلاح الاعطاب وتلافي ضياع المياه، إلى جانب مراقبة محطات الضخ، والصيانة الوقائية اللازمة لتفادي الاعطاب الفجئية، وفق تأكيد رئيس الإقليم.
وأشار العبدلي إلى الانعكاس الإيجابي المنتظر لمختلف المشاريع المنجزة على التزود خلال هذه الصائفة، والمتمثلة في تدعيم شبكة الجلب، وتحسين التزويد بوادي الليل والجديدة والمرناقية منذ 2022 بقيمة 1,2 ملين دينار، وتدعيم شبكة التوزيع بالمرناقية واحوازها السنة الفارطة بقيمة 600 الف دينار.
وتوقع مزيد تحسن التزويد بمختلف معتمديات الولاية مع انتهاء اشغال المشاريع المبرمجة ضمن المشاريع الجهوية للتنمية لسنة 2023 والتي رصدت لها الولاية اعتمادات بـ1,343 مليون دينار، وفاقت نسبة الإنجاز بها 80 بالمائة، مشيرا الى القيام بين نهاية السنة الفارطة والنصف الأول من هذه السنة، بتجديد حوالي 20 كلم من الشبكات القديمة، وتغيير 4 آلاف عداد معطب، مع الصيانة الدورية للمعدات بمحطات الضخ والآبار العميقة وتنفيذ عديد الحملات التحسيسية للاقتصاد في الماء وترشيد استهلاكه منها حملات جهوية تحت إشراف الولاية.
ويواصل الإقليم حاليا هذه الحملات، وتحديد الأماكن التي يمكن من خلالها خفض ضغط المياه دون حصول اضطرابات للتقليص من استهلاك المياه على مسوى الحرفاء بتركيب مخفضات ضغط، او غلق جزئي لبعض الصمامات، والنظر في اعتماد إجراءات تشجع المواطنين على اقتناء صهاريج مياه منزلية للتقليص امن تبعات انقطاع الماء.
ولفت إلى أنه بالتوازي مع هذه الجهود يجري التنسيق حاليا مع معتمدي الجهة لتسوية وضعيات بعض المجامع المائية، تجنبا لقرار قطع الماء لاحقا بسبب ديونها والتي بلغت إلى الآن 350 الف دينار، ودعوة القائمين عليها إلى احترام الجدولة وآجال الخلاص.