دون الكثير من المواربة وبكلمات واضحة يقول عضو مجلس شورى حركة النهضة، جلال الورغي ومحمد محسن السوداني أنّ الحركة لم تنفصل عن الإخوان المسلمين، بل هي تفتخر وتعتزّ بأن يكون لها «روابط ثقافية وفكرية» تستلهمها من فكر الإخوان المسلمين، لما يتّسمون به من صمود وكرامة وانضباط تنظيمي.
هذه التصريحات التي أدلى بها قياديان في حركة النهضة، انتخبا في مجلس شورى النهضة في المؤتمر العاشر، في برنامج قضايا وأراء الذي بث يوم 27 ماي الجاري، تاتي لتنسف الصورة التي جاهدت حركة النهضة في رسمها لنفسها ، حركة وطنية وتناقض المفهوم الجديد الذي رفعه رئيسها راشد الغنوشي «ديمقراطيون مسلمون».
فالورغي والسوداني، لم يكتفيا بالإشارة لعلاقات فكرية وثقافية مع الإخوان المسلمين بل ذهبا ابعد من ذلك فمحسن السوداني أكد أن الحركة لم تكتب ولو حرفا واحدا يقرّ بانها انفصلت عن الإخوان، لا بالتلميح ولا بالتصريح كما انه لم يعرض في وثائق المؤتمر أو لوائحه.
هذه الإقرار الذي يأتي أول مرة من قبل قياديين فاعلين في مجلس شورى النهضة (كلاهما عضو في الشورى منذ 2011) بان الحركة لها علاقات وارتباط بالإخوان، علاقة وضعت في خانة الفكري وليس التنظيمي.
وهو يعيد جدل قراءة تاريخ الحركة ومشروع التونسة الذي تبنته، فتاريخ النهضة ومنذ انطلاقتها في سبعينات القرن الماضي، كان جزء من تاريخ تنظيم الإخوان، وفق ما يؤكدّه موقع «إخوان ويكي» موسوعة الاخوان المسلمين المعتمدة.
وهو ما تقره النهضة تلميحا حينما قال رئيسها راشد الغنوشي في 2014 أن النهضة أسست على قطيعة مع «الإسلام الزيتوني» وميل للمشرق ارض الإخوان. وهو ما جعل مشروعها السياسي في بدايته، يقوم على إقامة المجتمع المسلم على أنقاض الدولة الوطنية.
لكن النهضة وفي مؤتمرها العاشر حرصت على ان تقدم نفسها كحزب وطني مرتبط بقضايا محلية بعد تجربة الحكم وهي ستجد نفسها في حرج أمام تصريح قياديين احدهما وهو السودني نائب رئيس لجنة إعداد المضامين للمؤتمر العاشر، وعضو في مجلس نواب الشعب.
السوداني الذي كشف بقاء فكر الجماعة راسخا في الحركة لا بإقراره أن العلاقة قائمة وستظل بين النهضة والإخوان وإنما بتشديده .....