عقد اجتماع الهيئة السياسية الموسعة الذي كان من المفترض أن ينعقد يوم أمس بمدينة بنزرت، بعد الدعوات الموجهة للقائمين على إدارة الحركة من قبل أكثر من 20 عضوا بهيئتها السياسية، طالبوا بعدم عقد أي لقاءات لما يصطلح عليه «هيئة سياسية موسعة».
الاستجابة لهذا الطلب من قبل الإدارة التنفيذية للحركة، التي يشرف عليها حافظ قائد السبسي، في محاولة للوصول إلى حلّ لأزمة الحركة التي استؤنفت باستقالة رضا بلحاج من منصبه كرئيس للهيئة السياسية على خلفية أزمة الكتلة وانتخاب سفيان طوبال رئيسا جديدا لها.
تلك الازمة التي انطلقت بتلويح مجموعة من المحيطين برضا بلحاج بالاستقالة من الحزب وانقسام الكتلة في ما بينها على توجهات مختلفة بعد إزاحة محمد الفاضل عمران من رئاستها. هذه التطورات التي عبر عنها بمقاطعة أشغال الهيئة السياسية للحركة والتلويح بالتصعيد ان لم يقع التوجه للحل.
الحل لا احد من نداء تونس يعلم أركانه، فالكل يقرّ أن هناك أكثر من مبادرة، إحداها هي المبادرة التي ارتبطت بعودة الأزهر العكرمي لحركة نداء تونس بعد لقاء مع رئيس الجمهورية مطلع الأسبوع الجاري.
العكرمي وفي تصريح لـ«المغرب» حرص على القول انه لم يستقل من الحركة ليعود إليها ولكنه انسحب لمدة من الزمن وقرر اليوم العودة للمساهمة في الخروج من الأزمة، دون ان يتطرق لمشاركته في الاجتماعات التحضيرية لإطلاق حركة مشروع تونس ولا لانتقاداته للقائمين على حركة نداء تونس اليوم.
العكرمي الذي يتمسك بصفته كمؤسس من مؤسسي حركة نداء تونس يقول «نحن بصدد الإعداد لآليات حل الأزمة» ويشير إلى انّ عبارة نحن تعني هو ومجموعة أخرى من الندائيين، الذين يناقشون كيفية الخروج من الأزمة من مقاربة تقوم على «عدم الاستحواذ أو افتكاك الحزب». والمجموعة التي يشير اليها الازهر هي الـ21 قياديا الذين وقع الاتصال بهم للبحث عن كيفية عودتهم للحركة.
الحلّ ممكن عبارة كثيرا ما تكررت في كل ازمات النداء ولكن الحل ظلّ عصيا عليهم، لكن هذه المرة يتفاءل بوجمعة الرميلي عضو الهيئة السياسية للنداء (علق مشاركاته في اجتماعاتها) بوجود حلّ، فمحاولات الخروج من الازمة الحالية متواصلة واعتبر الرميلي ان المحاولات المقدمة غير سيئة.
ولكنه لم يحدد اي الحلول المقترحة يحظى بالقبول، فقد اكتفى بالقول ان الكل يناقش الحلول والمبادرات في «اجواء ايجابية» بعد ان شهدت الأوضاع تحسنا، هناك الكثير من الأفكار والمبادرات للخروج من الازمة.
ومن الحلول المقترحة يشير الرميلي الى الاستئناس بالهيئة التاسيسية التي قال انه لم يقع حلّها وان مؤتمر سوسة حافظ عليها كهيئة استشارية، وان الحل الاخر هو احداث قيادة جماعية تضم خمسة افراد من بينهم المدير التنفيذي للحزب ورئيس الكتلة وثلاثة اخرين يقع انتخاب رئيس منهم يشرف على هذا الهيكل.
كل الحلول التي تقترح اليوم تجد ثناء عليها من كل ابناء حركة نداء تونس ولكن لا حلّ منها وقع الحسم فيه لتظل اوراق اللعب كما هي عليه مفتوحة على كل الاحتمالات مع استبعاد احتمال نهاية الأزمة بصفة حاسمة.