مختلفة تؤدى إلى ذات النهاية مرة أخرى، ليحكم عليه بان يكون رهين واقعه المتأزم غير القادر على الفرار منه للمرة الألف.
لم يغفر أكثر من 20 عضوا في الهيئة السياسية لحركة نداء تونس لمن دعا لعقد اجتماع للهيئة السياسية الموسعة للحركة بطبرقة وقبلها بالقيروان، فهم يعتبرون ان من قام بذلك يضمر نوايا «غير حسنة» اقلها إخفاء غياب الغاضبين على الاجتماعات بسبب اعتراضهم على المنحى الذي اتجهت إليه الحركة في الأسابيع الأخيرة. فهي ومن وجهت نظرهم باتت حركة تخضع لسلطة حافظ قائد السبسي بمفرده.
هذا الخضوع يستشفونه من الاجتماعين اللذين عقدا في الأسابيع الثلاثة الأخيرة وجمعا عدد من أعضاء الهيئة السياسية والمنسقين الجهويين ونواب الحزب بالبرلمان، الذين حسموا امر قيادة الحزب بقبول استقالة رضا بلحاج وجعل المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي الرجل الأول.
ساسة فرض الأمر الواقع التي اتبعها القائمون اليوم على حركة نداء تونس دفعت بمجموعة تزيد عن العشرين عضوا في الهيئة السياسية بمن فيهم من شارك في اجتماع طبرقة إلى الإمضاء على دعوة لعقد اجتماع الهيئة السياسية خلال الأيام القليلة القادمة.
لكن هذه الدعوة تضمنت تشديدا على أن الاجتماع مخصص للأعضاء الـ30 للهيئة ولن يقبل فيه مشاركة المنسقيين الجهوين، كما أن اللقاء مخصص للنظر في مسألة القيادة الجماعية للحركة.
هذه الدعوات التي انطلقت ساعات قليلة بعد انتهاء أشغال اجتماع طبرقة، تقودها مجموعة متعددة فهي تضم مجموعة الـ57 وأيضا أنصار رضا بلحاج ومن ظلّ من الرافد اليساري والنقابي بالحركة.
حيث ان هؤلاء يعتبرون ان القرارات الصادرة عن الهيئة السياسية الموسعة تؤسس لفرض واقع سياسي عليهم يتمثل في إحكام حافظ قائد السبسي سيطرته على الحركة هو وأنصاره مما يمكنه من تحديد مصير الحزب وخياراته والتحكم في مفاصل المؤتمر القادم.
لكن هذه الدعوات لعقد الهيئة السياسية الأصلية، وفق مصادر متطابقة في حركة نداء تونس، قوبلت بـ»التجاهل» من قبل المدير التنفيذي وعدد من الأمناء الوطنيين، الذين انشغلوا يوم أمس بعقد لقاءات وتنظيم ندوات، على غرار اللقاء الذي عقده حافظ قائد السبسي المدير التنفيذي في مقر الحركة مع عضو مجلس الشيوخ الفرنسي والندوة التي أشرفت عليها انس الحطاب في جربة.
هذا التجاهل قابله دخول مجموعة من الرعيل الأول إلى اللعبة وتقديم مبادرة جديدة تنص على عودة المؤسسين إلى الحزب والإشراف عليه الى حين عقد المؤتمر الانتخابي، وتروج هذه المجموعة إلى أن الباجي قائد السبسي يدعم المبادرة ويشجع عليها، وانه كلّف مستشاره السياسي نور الدين بن تيشة بالعمل عليها، ولكن الأخير نفى ذلك.
هذه المبادرة التي تضاف لغيرها من المبادرات الباحثة عن مخرج من أزمة النداء التي طالت، وباتت تهدد ما تبقى منه ومن كتلته البرلمانية التي تشهد اليوم تململا واحتقانا على خلفية التطورات الاخيرة في الحركة.
لا خاتمة لازمة النداء فالحركة توقفت عند لحظة زمنية محدّدة وهي «زمن الازمة» وما عاد باستطاعتها ان تخرج منها وانما ستظّل تكرر ذات الوقائع وان بتراتيب مختلفة وتغيير بسيط في الجزئيات.