مرت ساعات يوم امس في مقر نداء تونس المركزي على وقع الاجتماعات المتلاحقة، دامت ساعات، فمن لقاء بين حافظ قائد السبسي ورضا بلحاج الى اجتماع خاص باعضاء كتلة نداء تونس بالمجلس الى اجتماع شبه رسمي للهيئة السياسية للحزب انطلق في حدود الساعة الخامسة مساء واستمر لساعات متاخرة من الليل.
هذه الاجتماعات التي وضعت اخر اللّمسات على مبادرة الكتلة البرلمانية، وبالتحديد مبادرة سفيان طوبال، المتمثلة في اعادة توزيع الصلاحيات في الحزب على ثلاث شخصيات وتعديل دور الهيئة السياسية والتوافق على الخطوط العريضة للجنة المكلفة بالاعداد للمؤتمر القادم.
هذا الحل الذي قال عنه سفيان طوبال قبل لقاءات يوم امس، ان الحل المتوافق عليه، ينقسم الى ثلاث مراحل، الاولى اعادة ترتيب البيت الداخلي والثانية فتح الباب للكفاءات والتفاعل الايجابي مع المبادرات السياسية المتشابهة، واخير تأسيس جبهة سياسية.
واوضح ان المرحلة الاولي تتمثل في تسمية رضا بلحاج في منصب رئيس الهيئة السياسية، وقال انه بذلك يكون الرجل الاول في الحزب في حين يتراجع حافظ قائد السبسي بخطوة ويكون المدير التنفيذي واخيرا تعيين الناطق الرسمي باسم الحزب، الذي اشارت مصادر متطابقة في الحزب الى انه سيكون بوجمعة الرميلي حال عودته للحزب.
وجوهر التوافق الجديد يقوم على اعادة توزيع المسؤوليات بين حافظ قائد السبسي ورضا بلحاج، حيث سيتراجع الاول خطوة الى الخلف ويترك المجال لرضا بلحاج الذي قبل مقترح ان يكون رئيس الهيئة السياسية، وان يكون حافظ قائد السبسي مديرا تنفيذيا، وذلك ضمن تسوية تقر بنتائج مؤتمر سوسة الذي انعقدت اشغاله في 9و10 جانفي 2016. وفي اعادة توزيع الصلاحيات بين الرجلين، ستقتصر صلاحيات رئيس الهيئة السياسية على تمثيل الحزب وتسيير الملفات السياسية فيما سيواصل حافظ قائد السبسي الاشراف على الهياكل باعتباره المدير التنفيذي للحزب ويؤول ملف الاعداد للمؤتمر القادم لفريق مصغر يقع تعيينه بالتوافق بين روافد الحزب.
هذه التوافقات التي تمت المصادقة عليها يوم امس ستسوق للغاضبين والمستقيلين من الحزب لاعادتهم تحت يافطة التنازل المشترك، باعتبار انه لا يمكن سياسيا الغاء كل نتائج مؤتمر سوسة اضافة الى ان مطلب تحييد حافظ قد تحقق بان نزعت عنه صفة «الزعيم».
والمصادقة على المرحلة الاولي من التسوية لحقها التطرق لبقية مراحلها الثانية والثالثة، وهي حيث يخوض قادة نداء تونس مفاوضات مع مندر الزنايدي، اخر وزير للصحة في حكومة بن علي، من اجل استقطابه في الحزب هو المجموعة المحيطة به.
كما ان المرحلة الثانية تتضمن توسيع قاعدة الحزب وضمن «العائلة الدستورية والتجمعية» وهي خطوة قالت عنها مصادر من الحركة انها تهدف لتوسيع قاعدة الحزب وغلق المجال امام بقية الاطراف التي تسعى لاستمالتهم، على غرار المنشقين من الحزب.
لكن هذه المفاوضات مع الزنايدي لاتزال متعثرة وفق مصدر مطلع طلب عدم الكشف عن اسمه، مشيرا الي ان صيغة التحاق الزنايدي لم تحسم بعد كما أن هذا الأخير لم يعلن عن موقفه النهائي.
هذه المرحلة الثانية يضعها الندائيون كحجر اساس لبناء تحالف انتخابي اوسع مع بقية الاحزاب الدستورية الفاعلة، علي غرار حزب المباردة، او الاحزاب البرلمانية القريبة من الحركة كالاتحاد الوطني الحر
وقد أكد رضا بلحاج،رئيس الهيئة السياسية للنداء، ان حزبه سيواصل سياسته السابقة المتمثلة في الانفتاح على كل القوى الديمقراطية ، دون ان يغفل عن التحفظ عما بلغته النقاشات مع منذر الزنايدي مشيرا إلى انه لم يشارك فيها.
وبخصوص المرحلة القادمة اكد رضا بلحاج ان الهيئة السياسية تدعو لعقد اجتماع للمكتب التنفيذي ، وانها ستنطلق في العمل الميداني بعد ان تجاوزت الازمة التي قال انها طبيعية في الاحزاب.