80 يوما قبل الاستحقاق التشريعي: غاب التنافس بين الأحزاب واحتدم بين أنصار الرئيس

دخلت البلاد منذ ايام في مرحلة الفترة الانتخابية وما يتبعها من اجراءات وقواعد لتنظيم العملية الانتخابية في 17 من ديسمبر القادم

وباتت الصورة تتضح تدريجا لتقدم ملامح عريضة للمشهد الذي سيتشكل خلال اسابيع قليلة وفق القانون الانتخابي الجديد.
اليوم وعلى بعد اقل من 80 يوما من موعد الاستحقاق الانتخابي اتضح جزء من الصورة وهو المتعلق بهوية الاحزاب التي تتجه الى مقاطعة الانتخابات التشريعية لاسباب يمكن اختزلها في رفضها للمسار وللنصوص القانونية التي تنظمه.
وقد حدث النصوص التي تشمل الدستور الذي صادق عليه التونسيين في استفتاء 25 جولية الفارط، والقانون الانتخابي الصادر وفق مرسوم رئاسي حدد شروط الترشح وموانعه والاهم تحديد النظام الانتخابي المتماشي مع «فلسفة» الرئاسة ومشروعها القائم على مقولات البناء القاعدي.
بناء يبدوا ان مناصريه ومناصري الرئيس صاحب المشروع هم فقط من يتحمسون للمشاركة في الاستحقاق الانتخابي وبعضهم اعلن عن نيته الترشح للاستحقاق على غرار احمد شفتر في حواره مع صحيفة «الشارع المغاربي» عدد 328 الصادرة اول امس الثلاثاء 27 سبتمبر2022.
حوار قدم فيه المقرب من رئيس الجمهورية بعض التفاصيل التي تساعد على تركيب الصورة التي سيكون عليها المشهد السياسي والانتخابي التونسي، إذا وقع اخذها بعين الاعتبار الى جانب ما تعلنه الاحزاب السياسية على غرار النهضة وحلفاءها في جبهة الخلاص او الدستوري الحر او الاحزاب الخمسة من مقاطعة

للانتخابات ورفض التمشي المعتمد من قبل الرئيس. رفض الاحزاب ومقاطعتاها يقابله اليوم اعلان عدد من انصار الرئيس والمنتسبين لمشروعه عن عزمهم خوض الانتخابات التشريعية المقبلة.

اعلان لنية الترشح للانتخابات يصدر عن محيط الرئيس والمنتسيبين القدماء والجدد لمشروعه ليكون المشهد الذي يشكلونه مركبا بدوره، اذ ان هذه المجموعات والافراد المحيطة بالرئيس والمنتسبة لمشروعه تقدم نفسها باشكال عدة، القاسم الجامع بينهم هو اعلانهم الانتساب لمشروع الرئيس القائم على البناء القاعدي.
فهي سواء من يقدمون انفسهم كافراد وليس كتنظيم او حزب، يحرص كل منهم على ان يبرز انتسابه للمشروع الاصلي للرئيس حتى وان كان فهم كل منهم مختلف لطبيعة المشروع بحدّ ذاته.

فانصار الرئيس وخاصته قبل الانتخابات باتوا اليوم يحملون صفة «المتطوعين» او يقدمونها لابراز عدم وجود بناء تنظيمي او هيكلي- وهو ما ردده كثير ا شفتر في حواره مع الشارع المغاربي- اضف اليهم ما يمكن اعتباره مجموعتين رئيسيتين، زملاء عمل الرئيس وتلامذته في كلية الحقوق ممن يتقدمون باعتبارهم «اطارات» وكوادر التحقت بالمشروع في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية ومجموعة ثلاثة يجمع بينها انتسابها لـ«25 جويلية» واحد من ابرز مظاهرها هو حراك 25 جويلية.

هذه التركية غير المتجانسة يعلن قسم واسع منها نيته عن خوض انتخابات 17 ديسمبر تحت شعار الانتصار للمشروع الذي يعبر عنه بشكل جيد احمد شفتر ويكشف عن مخرجاته في علاقة بالغرفة التشريعية والانتخابات التي يقول الرجل ان انصار الرئيس سيخوضونها فرادى دون تنظيم او هيكل ينسق بينهم او يوحدهم.

استحقاق يبدو انه سيكون محطة للتنافس الداخلي بين انصار الرئيس وحملة مشروعه لا بينهم وبين خصومهم السياسين، فطبيعة انصار الرئيس الذين ينقسمون الى ثلاثة مجموعات كبيرة لا يجمع بينها أي مشترك غير مقولة الانتصار للرئيس.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115