لا فقط في سليانة والقيروان وباجة وزغوان بل في جلّ ولايات الجمهورية وخاصة في وسط البلاد وفي شمالها ..
لقد تميزت هذه الفترة الأولى بثلاثة أخطاء رئيسية ، الأول سابق عنها وهو عدم استعدادنا الجيّد لأخذ نصيبنا من التلاقيح منذ البداية فعشنا في حالة ندرة إلى حدّ الآن وهذه الوضعية ستتواصل على الأقل إلى موفى شهر جويلية القادم..
الخطأ الثاني: عدم احترامنا الصارم لأولويات التلقيح وخضوع الحكومة لمقايضة قطاعات وازنة في المجتمع (الجيش والامن والمربون والصحفيون وقطاع السياحة ) ونسينا أن أولوية الأوليات هي تلقيح الكبار في السن (فوق الستين سنة) وأصحاب الأمراض المزمنة والقطاع الصحي المباشر لعملية التلقيح أو الذي يمكن أن يستنجد به في صورة توسيع هذه العملية ..
أما الخطأ الثالث،والقاتل هنا،هو اعتمادنا على التسجيل الطوعي للمواطنين وعدم الذهاب إلى الفئات الهشة من المسنين والمرضى لتسجيلهم وتلقيحهم كأولوية قصوى ..
إذا أضفنا إلى هذه الأخطاء الثلاثة حالة التسيب العام الحكومي والشعبي سنفهم أسباب هذه الكارثة التي حلّت بنا ..
كفانا بكاء على الأطلال واللطميات الجماعية ولنسع الآن إلى إصلاح كل ما أفسدناه مع العلم أن نصف مليون من اللقاح الصيني وحوالي 700.000 من اللقاحات الأخرى ستكون زادنا الأساسي إلى نهايات شهر جويلية القادم إذ سنكون قد سجلنا حوالي ثلاثة ملايين جرعة استهلكنا منها أكثر من مليون وستمائة ألف بقليل أي أننا سنتصرف فقط في مليون وأربعمائة جرعة نصفها سيخصص لمن لم يتلق بعد الجرعة الثانية ..
في المحصلة لدينا 700.000 جرعة على امتداد حوالي 40 يوما أي اننا لا نستطيع القيام بعمليات تلقيح يومية جديدة إلا لـ17500 مواطن فقط ..
هذا هو المبرمج اليوم ولو توفرت لقاحات إضافية سيكون حالنا أفضل بكل تأكيد ولكن مع استمرار ندرة التلاقيح ينبغي أن نكون أكثر صرامة في احترام الأولويات لاسيما وأن أكثر من نصف التونسيين الذين تتجاوز سنهم الستين لم يلقحوا بعد لأن جلّهم غير مسجلين في منظومة ايفاكس ..
المطلوب منّا اليوم أن نقوم بجهد عمومي ومواطني للوصول إلى هؤلاء المواطنين وكذلك إلى كل أصحاب الأمراض المزمنة قبل لن نلتف إلى بقية أصناف المجتمع ..
عندما نتحدث عن «حرب» ضد الجائحة ينبغي أن نضع كل الإمكانيات البشرية والمادية لربحها وإلا لا فائدة من حشو الكلام ..
ينبغي علينا تجنيد عشرات الآلاف من المتطوعين الشباب مستغلين في ذلك العطلة الصيفية وأن نكوّن بسرعة آلاف الفرق للاتصال بالمواطنات والمواطنين مستعينين في ذلك بخبرات السلط الجهوية والمحلية حتى تذهب كل جرعة لقاح إلى مستحقيها الفعليين وحتى نجنب تبعا لذلك منظوماتنا الصحية الانهيار .. كل ذلك في انتظار جهد اكبر في رعاية المرضى وصرامة مثالية في فرض البروتوكول الصحي على المواطنين في انتظار أن «نغرق» تحت اللقاحات كما وعدنا بذلك ..
لنصحح المسار أولا في انتظار الآتي.