بعد الهجوم الصهيوني على قواعدها: إيران تضّمن الملفين الفلسطيني واللبناني ضمن شروط إيقاف التصعيد

هاجم الاحتلال الصهيوني يوم السبت الفارط قواعد عسكرية ايرانية

في عملية قال عنها قادته انها رد مدروس على عملية الوعد الصادق 2 التي شنتها ايران ضد الاحتلال في مطلع اكتوبر 2024، عملية ستعيد رسم التوازنات في المنطقة وستجرها خطوة اخرى الى حرب شاملة بات الجميع يسعون الى تجنبها وذلك ما تفاعلت معه ايران ايجابيا شرط معالجة كافة الملفات بنفس القدر.

دعوة خفض التصعيد في المنطقة وتجنب حرب اقليمية تتجاوز تداعيتها الشرق الاوسط ودوله، سبقت اعلان الكيان عن هجومه وهيمنت على تحركات جل دول مجموعة السبع واولاها الولايات المتحدة الامريكية التي كانت طيلة الاسابيع الثلاثة الفارطة تشدد على التزامها بدعم الكيان كما دعت الى ضرورة تجنب التصعيد بعد الردّ الصهيوني على الهجوم الايراني.

رد يبدو انه خضع لعدة ضوابط فرضها عليها حلفاؤه بهدف ترك مساحات للعمل الدبلوماسي في مسعى لانهاء التصعيد بين ايران والاحتلال، وتجلى هذا الحرص في تفاصيل الهجوم الصهيوني الذي سبق ان اعلمت به ايران عبر قنوات دبلوماسية وسيطة نقلت رسائل تتعلق بالعملية ودعت الى انهاء التصعيد.

تصعيد يسوق اليوم على انه بصدد الاحتواء، كما يسوق الى دلالات ومؤشرات تدعم هذا الطرح اولاها المواقع التي وقع استهدافها في الهجوم الصهيوني والتي اقتصرت على ضرب قواعد عسكرية استخدمت في شن هجوم الوعد الصادق2، باخبار السلطات الايرانية بموعد الضربة وطبيعتها التي حرص الاحتلال وحلفاؤه على جعلها «رداّ» لا تصعيدا في اشارة الى ان الكيان سيتوقف عن استهداف ايران.

اشارة لم تتلقفها ايران فقط بل كذلك دول المنطقة التي تتالت بيانات التنديد الصادرة عنها والتي لم تخل من دعوة الى التهدئة والتزام المجتمع الدولي بتحقيق ذلك في اطار تهدئة اوسع واشمل تتضمن انهاء الحرب على غزة وعلى لبنان.

تصور شامل لانهاء التصعيد في المنطقة يبدو انه محل اجماع ضمني بين مختلف الفاعلين في المنطقة، وذلك ما يبرز كذلك في تصريحات السلطات الايرانية بعد الهجوم على قواعدها العسكرية، والتي تضمنت اشارات الى انها لن تتسرع بالرد على الهجوم الصهيوني الذي وصفته بالمحدود وغير المؤثر وانها ستتحلى بالحكمة.

التحلي بالحكمة ليس وحده ما عبرت عنه ايران على لسان رئيسها مسعود بزشكيان بل انها شددت مباشرة اثر الهجوم عليها بانها «تقف بلا خوف دفاعا عن أرضها وسترد على كل حماقة بحكمة وذكاء»، واول تجسيد لهذا طلبها بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي للنظر في الهجوم الإسرائيلي على اراضيها والذي اعتبرته على لسان وزير الخارجية عدوانا «لا يمكن فصله عن الإبادة في غزة وسفك الدماء في لبنان» في تلميح الى ان الملف بات متشابكا ومترابطا.

ترابط الملف الايراني واللبناني والفلسطيني خطوة تسعى اليها ايران التي تريد ان تنزل دعوات ضبط النفس وتوسيع قاعدة تطبيقها لتشمل وقف الحرب والاعمال العسكرية الصهيونية في المنطقة في اطار صفقة واسعة وشاملة بات الجميع يؤكدون اليوم علىضرورة التوصول اليها.

دون انهاء حرب الابادة على غزة ولبنان يبدو ان المنطقة ستظل على شفا حرب اقليمية واسعة قد تنفجر اذا لم يقع الضغط على الكيان لوقف حروبه والذهاب الى المسار السياسي والدبلوماسي، دون ذلك سيرهن استقرار كافة دول المنطقة بممارساته

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115