رئيس الجمهورية والاستحقاق الرئاسي: الترشح لاستكمال «معركة التحرير»

في ذكرى رحيل الرئيس السابق الحبيب بورقيبة ومن روضته بالمنستير

كشف رئيس الجمهورية قيس سعيد عن عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة باعتبار ان البلاد تخوض «حرب وجود وبقاء» وانه لازال على عهده ولن يتراجع.

كلمات قد تكون عامة ومبهمة لا تحمل اي دلالات سياسية مباشرة الا انها في السياق الذي القيت فيه والاطار المكاني والزماني كشفت عن بنية فكرية لرئيس الجمهورية ورؤيته للانتخابات الرئاسية ، لا كموعد انتخابي يختار فيه التونسيون من يمثلهم بل كطور في حرب ممتدة منذ ثلاث سنوات عنوانها الابرز السيادة الوطنية والتحرر.

«حرب التحرير» التي اعلنها الرئيس قبل سنتين في روضة آل بورقيبة اعاد الاعلان عنها ولكن بجعل الاستحقاق الرئاسي محطة في هذه الحرب، وهو ما جعله يخصص حيزا هاما في خطابه الذي امتد لاكثر من 17 دقيقة، للحديث عن الانتخابات صراحة وتلميحا.

وقد كشف الرئيس في مستهل كلمته ان الوضع الراهن وليد صعوبات موضوعية كذلك جراء محاولات لوبيات وقوى ضرب الدولة وتعطيل مرافقها في اطار مرحلة جديدة من حربها على «تونس» التي انتقلت من محاولة تفكيك الدولة الى ترذيل مؤسساتها وضرب المرفق الاداري.

مرفق اداري يقول الرئيس انه يمثل الدولة لدى التونسيين الذين تتجسد الدولة عندهم في الخدمات الادارية والعمومية التي تقدمها ولا يتمثلونها وفق قول الرئيس في المجموعة البشرية ولا في السلطة او الامتداد الجغرافي، فالدولة هي فقط خدمات ومرافق عمومية لن يسمح الرئيس بان يقع استهدافها وهو ما عبر عنه بقوله «من يريد ضرب الادارة لا مكان له فيها».

هنا كشف الرئيس عن بعض ملامح الخطاب السياسي والانتخابي الذي من المرجح ان يعتمد عليه في الانتخابات الرئاسية التي لمح بطرق عدة على انه سيخوضها وان اعلانه الرسمي عن ترشحه سيتم في موعد قادم، حدد له خصائصه وهو انه يلتزم بما حدده القانون. وبذلك يكون الرئيس قد اعلن عن نفسه مرشحا للرئاسة ببرنامج انتخابي عنوانه الاكبر استكمال المعركة و«حرب التحرير»، وشرح الرئيس قيس سعيد ذلك بقوله «نحن نعتز بتاريخنا وبسيادتنا، ولا مجال لأن نبيع سيادتنا لأي كان ولو بكنوز الدنيا كلها» وهي حرب ستتواصل ولن يتراجع الرئيس عنها وعن عهده للتونسين بشأنها، وهو الباب الذي ينتظر ان يكون مدخل الحملة الانتخابية التي ستركز على ضرورة استكمال حرب التحرير ومقاومة الفساد واستكمال مهام الاصلاح الذي تاخر بسبب اللوبيات التي بين الرئيس في خطابه يوم السبت الفارط او من قبل انها سبب عدم تحقيق اي منجز اقتصادي واجتماعي بارز.

استحقاق رئاسي يدرك الرئيس ان خوضه في موقع السلطة مختلف كليا عن خوضه من خارجها، لذلك يبدو انه اختار ان يستبق خصومه ومنافسيه ويهاجمهم بلاهوادة في خطابه ليقول ان بعضهم لا هم لهم الا السلطة ورئاسة الجمهورية تحديدا التي قال سعيد ان «الترشح للانتخابات الرئاسية ليس مسألة شهوة ولا طموحا هي قضية بقاء أو فناء سيتم طرحها في وقتها».

ولم يقف نقد الرئيس لخصومه عند هذا الحد بل اتهمهم بانهم مرشحون من دول اجنبية، وذلك ما يتسنكره الرئس ويعبر عن ذلك بقوله «هل سمعتم مرة واحدة برئيس في دولة غربية مرشح لتونس؟» والاستنكار هنا مدخل يعلن به الرئيس ان «المرشح للرئاسية يجب أن يكون مزكَّى من قبل التونسيين ومنتخبا من قبلهم وحدهم لا من أية جهة أخرى».

خطاب رسم بشكل غير مباشر الاطار السياسي والدعائي للانتخابات الرئاسية بين الرئيس كمرشح اعرب عن نيته في المنافسة بينه وبين خصوم بعضهم أعلن ترشحه وبعضهم لازال ينتظر، ان تستكمل الصورة التي تبرز ملامح منها اهمها ان الرئيس سيخوض الانتخابات ببرنامج سياسي عنوانه «مواصلة حرب التحرير» التي تستوجب ان ينتقد ويتهم خصومه بانهم موالون للخارج ومرتهنون له

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115