حكومة الشاهد والأطراف الاجتماعية: تراجع عن وقف الانتدابات لإرضاء الاتحاد... وتجنب التورط في صراعه مع الأعراف

لا تدخر حكومة يوسف الشاهد أي جهد لكسب ود الاتحاد العام التونسي للشغل، قبول شبه كلي للمطالب والتعهد بالالتزام بكل الاتفاقات والذهاب بعيدا إلي حد التراجع عن خيار وقف الانتدابات في الوظيفة العمومية، لكنها لا تغامر بان يكون كسب الود علي حساب منظمة الأعراف

التي باتت في صدام غير معلن مع منظمة الشغالين، حتى وان كان مقابل ذلك قبول الاتحاد بمراجعات لعدد من مواقفه، في ملف الدعم والصناديق الاجتماعية وتعهده بان يقدم تضحيات.

 

قبل أن تجالس حكومة الشاهد قادة الاتحاد العام التونسي للشغل، كان للقائمين على منظمة الشغالين مطلب أساسي، تدخل حكومة يوسف الشاهد من اجل إقناع منظمة الأعراف بتفعيل التزامها بالشروع في المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص، كما هو متفق عليه منذ مارس 2016، وهو ما عبر عنه أمينها العام حسين العباسي، والمرشح لخلافته نور الدين الطبوبي، وكل أعضاء المكتب التنفيذي الـ13 للاتحاد، قبل المشاركة في أول لقاءات لجنة 4+4، التي تعقد لقاءها الثاني اليوم.

مطلب الاتحاد بدفع منظمة الأعراف الي الجلوس على طاولة المفاوضات يعبر عنه بلقاسم العياري، الأمين العام المساعد ، لـ«المغرب» ويحدد نقاطه. فالاتحاد يريد من منظمة الأعراف الانطلاق في المفاوضات الاجتماعية القطاعية وفق الاتفاق العام الممضى بين رئيسي المنظمتين وداد بوشماي، عن الأعراف، وحسين العباسي عن الشغالين.

اتفاق كان يقضي بان تنطلق المفاوضات في شهر مارس وتنتهي في ماي الفارط، لكنها لا تزال في مرحلة الإعداد الشكلي وتحديد طبيعة الوفود التي ستتفاوض على الجانب المالي والترتيبي في القطاع الخاص. ليشدد العياري ان الاتفاق الإطاري غير ممضى بسبب ما وصفه بـ»تلكؤ» الأعراف وترددهم رغم ان المفاوضات تقوم على مبدإ مراعاة خصوصية كل قطاع، في محاولة لطمأنة الأعراف بأن القطاعات التي تمر بأزمة لن يقع طلب زيادة الأجور فيها.

تأخر الجلوس على الطاولة، الذي يحرص العياري على القول انه ليس رفضا مباشرا للمفاوضات بقدر ما هو عدم جدية، يجب ان يوضع له حدّ من قبل الأعراف والحكومة، باعتبارهما مسؤولين عن هذا الأمر. والمسؤولية تستوجب من حكومة الشاهد الضغط على الأعراف ودفعهم إلى تفعيل المفاوضات بجدية وفق تصريحه لـ»المغرب».

طلب الاتحاد الذي تتجنب حكومة الشاهد الإفصاح عن موقفها بصفة مباشرة منه مكتفية بالقول أنها ستنظر ما الذي يمكنها فعله، فهي تحاول أن تتجنب عقبتين، صداما مع الأعراف أو تورطا كما تورط من قبل الحبيب الصيد رئيس الحكومة السابق، في صدام مع المنظمتين بعد أن توسط في المفاوضات بينهما وآلت نتائج وساطته الى تعمق خلافات حكومته مع الاثنين.

مصير تريد حكومة الشاهد تجنبه، ولكنها بالأساس تريد تجنب أي أزمة مع الطرفين، مع علمها بان موقف منظمة الأعراف هو رفض الانطلاق في المفاوضات إلى حين اتضاح الرؤية وانتهاء حالة الإرباك وتقديم الاتحاد لتعهدات بسن هدنة اجتماعية والالتزام بما تحمله وثيقة اتفاق قرطاج.

ولا يقتصر موقف الأعراف على هذه النقاط، فهم يرفضون....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115