مواجهات بين الجيش والإرهابيين: التكتيك الجديد للارهابيين: محاولة منع فتح طرق بالجبال

كشفت العمليات العسكرية بجبل السمامة بولاية القصرين يوم أمس عن توجه جديد لدى الجماعات الإرهابية بجبال القصرين، وبينت ان هذه الجماعات باتت تركز نشاطها على عنصرين أساسيين، أولهما كسر الحصار الذي اشتد عليهم ومنع عملية فتح الطرقات بالجبال وثانيها تعزيز كتيبتها بعناصر أكثر دراية بالجبل وبالتكتيك .

أسفر يوم أمس انفجار لغمين أرضيين، بجبال السمامة عن إصابة عدد من الجنود بإصابات متفاوتة الخطورة، ووقع ذلك أثناء عملية تمشيط وحدة عسكرية للجبل، وفق ما صرح به الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع، بلحسن الوسلاتي، الذي أكد اكتشاف موقع لتمركز الإرهابيين. (انظر مقال فاروق حلمي).

الموقع الذي اكتشفت فيه بقايا أطعمة كان ساحة لتبادل إطلاق النار بين قوات من الجيش وعدد مجهول من الإرهابيين ،تؤكد مصادر عسكرية وأمنية إصابتها لعدد منهم دون تحديد، كما أكدت استمرار العملية العسكرية في جبل سمامة واستعمال المدفعية الثقيلة لقصف مواقع يشتبه بوجود إرهابيين فيها إضافة إلى قصف مواقع يرجح أنها ملغّمة.

تقتصر المعطيات المقدمة على عدد المصابين من قوات الجيش وموقع انفجار اللغمين، دون الخوض في الكثير من التفاصيل في الوقت الراهن، لكن اقتصار المعطيات على ما تحمله الرواية الرسمية التي تقوم على أن عملية تمشيط انتهت باكتشاف موقع للإرهابيين دون التعمق أكثر، لا يحول دون تبيان ملامح جديدة في تكتيك الجماعات الإرهابية بجبال القصرين خصوصا.

فجبال المنطقة التي تعيش على وقع أشغال فتح طرقات وتعبيدها منذ حوالي السنة، جعلها مفتوحة أمام الوحدات العسكرية وشبه مراقبة بعد ان تمت معالجة إشكال التنقل والحركة للوحدات. هذا الأمر الذي يبدو انه في منتصفه بات يمثل تهديدا لكتيبة عقبة بن نافع الإرهابية المتمركزة في الجبل.

قادة التنظيم هم أكثر إدراكا للتهديد الذي يستهدف وجودها، والمتمثل في تسهيل تنقل الوحدات العسكرية ، محاصرة الجماعات الإرهابية في مرحلة ثانية، تقطيع المساحات الشاسعة في الجبال وتقسيمها على مربعات تسهل عملية مراقبتها والتدخل فيها، في وقت وجيز.
فتح الطرقات وتقسيم الجبل لمربعات يضاف إليهما المراقبة الجوية باستعمال الهيلكوبتر، وكل هذا تنظر إليه الجماعات الإرهابية على انه اكبر تهديد يواجهها منذ بداية الحرب، وهو ما دفعها إلى وضع أولويات جديدة، تقوم على استهداف الوحدات العسكرية، بالألغام وبالاشتباكات المباشرة والكمائن، وجعل هذه المواجهات عنصرا لإبعاد المقاولين ودفعهم إلى التوقف عن أشغال فتح الطرقات.

هذا التوجه يجعل من خطوات الجماعات الإرهابية أكثر وضوحا وتوقعا فهي ستجعل هدفها الأساسي وقف الأشغال او تأخيرها بالتركيز على عملية تفخيخ مساحات محددة في الجبال، تشمل مواقع تمركزها والمساحات المخصصة للأشغال بالأساس، مع الحفاظ على ذات الخطوات في الكمائن او المواجهات، انفجار لغم او أكثر مع كثافة إطلاق النار على العسكرين من مواقع مرتفعة نسبيا، مع تامين الانسحاب بإطلاق كثيف للنار وتلغيم الأرض.

خطوات كشفت بالإضافة لانكشاف ضعف العناصر الإرهابية وافتقاد ما كانت تختص به وهو عنصر المباغتة والقدرة على الانسحاب السريع، فكلما عمدت كتيبة عقبة الإرهابية لتنفيذ عمليات إرهابية بجبل او نصب كمائن كانت حصيلة محاولتها الفشل وتسجيل خسائر في عناصرها.

اليوم يمكن القول ان بوادر تحقيق نتائج اكثر من «جيدة» في الحرب ضد كتيبة عقبة بن نافع والقضاء عليها فعليا او دفعها الى التفكك، هو قول صائب في ظل تغيير المعادلة وإدراك من يشرف على الحرب من الجانب التونسي لاهم عنصر في كل الحروب ،معرفة الأرض التي تحارب فوقها ومعرفة عدوك.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115