العملية الأمنية في القصرين : كشف الانشقاق عن القاعدة للالتحاق بداعش الإرهابي واتّبــــــــاع خطة مناقضة للانتشار

كشف مقتل عنصرين إرهابيين والقبض على ثالث، يوم أمس بولاية القصرين، خريطة توزع الجماعات الإرهابية بشقيها القاعدي والداعشي في الولاية التي شهدت بدايات الحرب على الإرهاب منذ 2012 واكتوت بناره. وكانت شاهدة على تنقل الإرهابيين من جماعة الى أخرى.

أعلنت وزارة الداخلية التونسية يوم أمس في ندوة صحفية بمقر الوزارة عن نجاح عملية أمنية نفذتها وحداتها المختصة استهدفت منزلا يتمركز به إرهابيون. لتنتهي العملية بمقتل عنصرين إرهابيين واستشهاد مواطن برصاص الإرهابيين.
العملية انطلقت كما اكّد المتحدث باسم الوزارة ياسر مصباح في ليلة الثلاثاء الفارط وانتهت الأربعاء صباحا، بعد القضاء على عنصر إرهابي غادر المنزل الذي كان يتحصن به وبادر بإطلاق النار بصفة عشوائية مما أسفر عن مقتل شاب في الـ16 من عمره.
كما ألقت القوات الأمنية القبض على عنصر ثالث كان يقوم بالتنسيق مع الإرهابيين وقد تبين ذلك خلال عملية الرصد التي تواصلت على أكثر من أسبوعين وفق مصدر امني، كشف هوية العنصر الثالث وهو جمال الغرسلي اخ مراد الغرسلي.
لكن وزارة الداخلية في روايتها الرسمية التي قدمها ياسر مصباح، تحفظت على بعض من التفاصيل لدواعي امنية، مشيرة الى ان احد العنصرين اللذين تم القضاء عليهما هو إرهابي خطير شارك في اغلب العمليات الإرهابية بولاية القصرين قبل 2015، على غرار الهجوم على منزل وزير الداخلية السابق لطفي بن جد واو عملية ذبح الجنود في رمضان 2013.

هذا العنصر الذي اتضح انه جهاد المباركي، شارك وفق التقارير الامنية في العمليتين اللتين استهدفتا وحدات من الجيش التونسي في هنشير التلة سنة 2013 و2014، قبل ان ينشق عن كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية ويلتحق بالجماعات الإرهابية الموالية لتنظيم «داعش» في تونس.

ولاء الإرهابيين الثلاثة لـ»داعش» أعلنه المسؤول الإعلامي بوزارة الداخلية ياسر مصباح، نافيا ان يكون لهم ارتباط بالعملية الإرهابية الأخيرة التي نفذتها كتيبة عقبة ابن نافع واستهدفت وحدات عسكرية قبل يومين، مما أسفر عن استشهاد ثلاثة جنود.
لكنه في المقابل كشف ان الإرهابيين كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية في عيد الأضحى تستهدف وحدات أمنية وعسكرية بالولاية، وان عملية رصد المقرات والمنشأة المزمع استهدافها قد تمت، وهو ما تضمنته التقارير الاستخباراتية التي أشارت الى ان الإرهابيين تنقلوا بين 10 منازل قبل القضاء عليهم وحجز الأسلحة التي كانت معهم، وهي 2 كلاشنكوف أربعة مخازن حقيبة من القنابل اليدوية وحزام ناسف.

ليعتذر بعد ذلك ياسر مصباح عن تقديم أية معطيات الى حين انتهاء الأبحاث والتحقيقات، لكن الاعتذار لم يحل دون أن توضح تصريحات مصباح تطور الوضع الأمني في القصرين، والتوزيع الجديد لانتشار الجماعات الإرهابية في الولاية.
فالرواية الرسمية للداخلية تقوم على عنصرين، الإرهابيين المقضي عليهما أو الموقوف هم موالون لـ«داعش» لكنهم قبل ذلك شاركوا في عمليات إرهابية مع كتيبة عقبة بن نافع التي تبنت عملية استهداف العسكريين يوم الثلاثاء الفارط.

هذه المعطيات تكشف حقيقتين، وهما انتقال ولاء قسم من كتيبة عقبة بن نافع الموالية لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإرهابية الى تنظيم داعش الارهابي بعد مقتل الإرهابي مراد الغرسلي، الذي القي القبض على شقيقه جمال، وهو منسق المجموعة الإرهابية التي اتخذت من أحياء مدينة القصرين مراكز انتشار لها عبر خلايا نائمة وناشطة.

الانتشار الجديد للجماعات الإرهابية هو الحقيقة الثانية التي يكشف عنها، ليتضح ان ولاية القصرين تضم في جبلها وإحيائها شقي التنظيمات الارهابية، فالقاعدة تنتشر في جبالها وتتحرك في ذلك المحيط فيما تنتشر الخلايا الموالية لداعش في الأحياء.
خريطة توزيع جديد تبين ان المجموعة التي انشقت عن كتيبة عقبة بن نافع الارهابية لتلتحق بـ«داعش» خيرت ان تتبع خطة انتشار مناقضة لتنظيمهم الاول، وترك الجبال والاستقرار في المدن لتوفير غطاء امثل للتحرك والتخطيط وربط قنوات الاتصال ببقية المنتسبين للتنظيم الارهابي.

والاقرب ان هذه الخريطة لن تكون خاصة بجهة القصرين بمفردها، فتنظيم داعش الارهابي تبنى خطة انتشار تقوم على تركيز معسكرين في جبال ولايتي الكاف وسيدي بوزيد (المغيلة) مع نشر خلايا نائمة وخلايا دعم في المدن.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115