في موكب تسليم وتسلم المهام بين الحكومة المقالة والجديدة: كلمة الصيد تثير استياء رئيسي الجمهورية والحكومة والغنوشي

انتظم أمس بدار الضيافة بقرطاج الموكب الرسمي لتسليم وتسلم المهام بين الحكومة المقالة برلمانيا وحكومة الوحدة الوطنية، حيث تولى رئيس الحكومة يوسف الشاهد ورئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد إلقاء كلمة خلال موكب التسليم بحضور وزراء الحكومتين السابقة والجديدة ورؤساء بعض الأحزاب السياسية

والمنظمات الوطنية ورؤساء الحكومات السابقة على غرار محمد الغنوشي والمهدي جمعة وعلي العريض باستثناء حمادي الجبالي.
استغل الحبيب الصيد فرصة حفل تسليم وتسلم السلطة لجرد انجازات فريقه الحكومي وما قامت به طيلة توليهم المهام وترسانة القوانين التي تمّ إعدادها والنجاحات الأمنية التي تمّ تحقيقها من التصدي إلى العديد من المخططات الإرهابية إلى منعهم 18 ألف تونسي من التوجه إلى بؤر التوتر، استعرض كل هذه الأمور في كلمة مطولة، دامت قرابة النصف ساعة، ذكر فيها بالوضع الأمني السيئ الذي كان موجودا لحظة تسلمه المهام، وكذلك الوضع الاجتماعي الصعب المتميز وما فعلته الحكومة المتخلية لتهدئة الوضع بالحوار مع المنظمات الوطنية، مشددا على أن بعض أولويات وثيقة قرطاج موجودة فعلا في وثيقة التوجيهية التي قامت حكومته بإعدادها.

تمنيات ومزحة الصيد
كلمة الصيد لم تخل من تمنيات للشاهد وفريقه الحكومي الجديد، تمنيات بعدم حدوث أي ضربة إرهابية، لكن للأسف جدّ حادث إرهابي في جبل سمامة من ولاية القصرين في ذات اليوم، أسفر عن استشهاد 3 عسكريين وإصابة عدد آخر، كما تمنى الصيد بأن يستقر الوضع في ليبيا ويتحلى الأهالي في قفصة وقابس بالصبر في شأن موضوع الفسفاط وأن يقع حله عن قريب وأن توجد حلول للتشغيل وأن يحلّ الغيث النافع على تونس والاستمرارية لهذه الحكومة إلى غاية 2020 لأن البلاد غير قادرة على تحمل تغييرات أخرى، ليطمئن فيما بعد رئيس الحكومة الجديد بعد سرده لكافة الصعوبات والمحن الموجودة في البلاد عن مستقبل تونس.

كلمة الصيد لم تخل أيضا من المزاح، حيث قال رئيس الحكومة السابق «المرة هذي عملنا مبادرة..المرة الجاية نعملوا فتوة سيدنا الشيخ»، مخاطبا الغنوشي الذي كان حاضرا في الموكب وبجانبه المدير التنفيذي للنداء حافظ قائد السبسي والذي يجلس بجانبه الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق، تصريح على ما يبدو لم ينل استحسان الغنوشي حسب ملامح وجهه الذي لم يبادر حتى بالردّ بابتسامة، وقد بلغنا من مصادر مطلعة أن الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يوسف الشاهد وراشد الغنوشي قد استاؤوا من الكلمة المطولة التي كان قد ألقاها الصيد، استياء الباجي قائد السبسي والغنوشي كان بسبب ما قاله الصيد بخصوص الفتوى، وقد اعتبر الغنوشي حسب بعض المصادر المقربة منه أن ما أتى على ذكره الصيد أمس غير معقول وغير مقبول وهو لا دخل له بالمبادرة، فهي مبادرة رئيس الجمهورية كما أن البلاد لا يمكن تسييرها بالفتاوى، علما وأن الردّ الإعلامي للغنوشي كان بأنها «مزحة وطرافة من الحبيب الصيد».

إطالة الكلمة
أما استياء يوسف الشاهد فكان بسبب الإطالة في الكلمة، إطالة جعلت من رئيس الحكومة الحالي يكتفي بإلقاء كلمة مختصرة، ذلك أن الصيد لم يترك للشاهد ما يمكن أن يتحدث عنه هذا الأخير، فالصيد قد تحدث وتطرق إلى كل المسائل. هذا وأكدت بعض المصادر أنه رغم تصريحات الصيد وانتقاده بطريقة غير مباشرة للمبادرة إلا أن رئيس الجمهورية بعد أن استقبله أمس بقصر قرطاج، قد قام بإيصاله إلى الباب، خطوة لأول مرة يقوم بها رئيس الجمهورية، ويذكر أنه وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية فإن الصيد كان قد عبّر عن خالص تقديره لرئيس الدولة لثقته ومساندته له خلال فترة اضطلاعه بمهامه. هذا وتولى الصيد تسليم وثيقة المخطط التنموي 2016 - 2020 للشاهد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115