رغم انزعاجها من بعض الأسماء المستقلة: النهضة تساند تركيبة الحكومة الجديدة مع رفع ملاحظاتها للشاهد

حسمت حركة النهضة خلال اجتماع مجلسها الشورى بصفة استثنائية أول أمس موقفها من حكومة الشاهدرغم الاختلافات في وجهات النظر بين الأعضاء، اعتراضات على بعض الأسماء وعدد الحقائب الوزارية الممنوحة لها، لمنح الثقة أولا للفريق الذي رشحته الحركة للمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية

وثانيا بمساندة الحكومة بصفة عامة خلال جلسة منح الثقة بمجلس نواب الشعب المقرر عقدها يوم الجمعة 26 أوت الجاري.
استطاعت حركة النهضة أن تقنع أعضاءها وقياداتها بإسناد التركيبة الجديدة للحكومة من أجل إنجاح مبادرة رئيس الجمهورية، حكومة وحدة وطنية، مع تولي الوفد المفاوض رفع ملاحظات الحركة حول بعض الأسماء إلى رئيس الحكومة المكلف، علما وأن انزعاج النهضة من الأسماء المستقلة وليس من الأسماء المتحزبة، ملاحظات ترغب في أن يتم أخذها بعين الاعتبار من طرف الشاهد.

عدم القبول بالمشاركة من أجل المشاركة
لئن فضلت النهضة أن يتم إعلامها بالتركيبة قبل الإعلان عنها رسميا وكذلك الأحزاب المشاركة في المشاورات بهدف ضمان مساندة أكبر في المجلس مع الأخذ بعين الاعتبار لوزنها الانتخابي والبرلماني الذي يخول لها تمثيلية أوسع، فإنها تدعو الأحزاب المعنية بتقديم الإسناد الضروري لها لضمان حسن الاشتغال في المرحلة المقبلة بأريحية وعدم تكرار ذات الأخطاء السابقة والالتزام بوثيقة الأولويات وخدمة المصلحة العامة «وثيقة قرطاج».

سامي الطريقي عضو مجلس الشورى لحركة النهضة أكد لـ«المغرب» أن موقف الحركة من التشكيلة الحكومية الجديدة قد عبرت عنه بشكل واضح في بيان أصدرته بعد اجتماع مجلسها الشورى أول أمس بتثبيت مبدأ المشاركة شريطة ألا تكون بأي ثمن، ذلك أن الأصل في الأشياء أن الحركة قبلت الدخول في الحكومة بمقتضى الشعار الذي رفعه رئيس الحكومة المكلف بمحاربة الفساد وإعادة بناء حكومة إصلاحية من أجل وضع قطار التنمية على السكة وتحجيم كل المعوقات في المستقبل، هذا كله تمّ أخذه بعين الاعتبار، مشيرا إلى أن ترشيحات الحركة لفريقها الحكومي كانت من أجل ضمان حضور ناجع في الحكومة وليس مجرد «ديكور»، فالنهضة لم تعد تقبل بالمشاركة من أجل المشاركة فقط مثل ما تمّ السنة الفارطة، مشاركتها لم تكن مؤثرة، والترفيع في حجم مشاركتها إنما لإعطاء الفرصة لكل من سيشارك في هذه الحكومة بأن يكون فاعلا وأن يقدّم الإضافة المرجوة والمطلوبة منه في المرحلة المقبلة ضمن الشعار الذي وضعه رئيس الحكومة المكلف.

تحفظات النهضة
الطريقي أوضح أيضا أنه رغم تحفظات الحركة على بعض الأسماء والذي سيتولى الوفد المفاوض للنهضة إعلام الشاهد بها، فإن الحركة ستساند الفريق الحكومي الجديد مع رفع بعض الملاحظات للشاهد، معربا عن أمله في أن يتم أخذها بعين الاعتبار. وأشار محدثنا إلى أن الوجوه السياسية الموجودة في التركيبة لا تزعج الحركة وإنما من بعض الأسماء المستقلة وترى أنه من الضروري الحديث عنهم مع رئيس الحكومة المكلف. هذا وشكرّ مجلس الشورى جهود الفريق المفاوض والذي يترأسه الأمين العام للحركة زياد العذاري في المشاورات والنتائج التي حققها، ذلك أنه استجاب لجلّ المعايير والشروط التي حددها مجلس الشورى، في دورة سابقة، في وضع الخط العام لسير المفاوضات مع رئيس الحكومة المكلف.

ينتظر أن تدعم النهضة جهود الشاهد في المرحلة المقبلة بكل ما لديها من أدوات حزبية مثلما ما هو معروف عنها ومعاضدة أي جهد قائم على التنمية والإصلاحات الضرورية المقبلة التي يجب أن تكون مؤلمة وموجعة، تستوجب من الفريق الحكومي أن يكون متضامنا ومتجانسا، وفق الطريقي الذي أفاد أيضا أن على رئيس الحكومة أن يأخذ بعين الاعتبار تحفظات النهضة بخصوص بعض الأسماء. واعتبر محدثنا أنه رغم تقديم الحركة الإسناد الضروري لحكومة الحبيب الصيد فقد وجدت نفسها في وضع صعب، وفي هذا الصدد فإن حكومة الوحدة الوطنية تستدعي وحدة جميع الأطراف المشاركة لتجاوز النقائص المسجلة في المراحل السابقة من خلال تقاسم أعباء الحكم.

تتحرك بجسم واحد
لئن أبدى بعض الأعضاء صلب مجلس الشورى للنهضة احترازهم من تشكيلة الحكومة الجديدة وعدد الحقائب الوزارية التي منحت للحركة، فإن الحركة قد عودت أعضاءها وكتلتها على الانضباط والالتزام بقرارات مجلس الشورى وهي قرارات ليست منفردة، وستتحرك المؤسسات الحزبية للحركة بنفس الطريقة في السابق، مساندة الحكومة رغم الملاحظات، وفق الطريقي، الذي أكد أن هناك نواب من كتلة النهضة ممثلين في المجلس سينقلون ما جرى داخل الاجتماع الاستثنائي ومناقشة القرارات المتخذة وسيتم إقناعهم جميعا والالتزام بما تقرر، من منطلق أن النهضة تتحرك بجسم واحد ولن تعطلّ سير الحكومة المرتقبة وتعوّل على نجاح مبادرة رئيس الجمهورية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115