مشاورات تشكيل الحكومة: يوسف الشاهد يستعين بالأحزاب المنسحبة لتحسين شروط تفاوضه

• إعلام الأحزاب بتشكيلة الحكومة الاسبوع المقبل قبل الإعلان عنها رسميا
يحافظ يوسف الشاهد رئيس الحكومة المكلف على نسق مشاورات تشكيل حكومته، فبعد تجاوز «غضب» حركة نداء تونس

يحرص الشاهد على تأكيد دعم حزب آفاق تونس بالإضافة الى محاولة تعزيز حزام دعمه بأطراف أخرى، منها الحزب الجمهوري.

استهل يوسف الشاهد رئيس الحكومة المكلف مشاوراته التي تدخل أسبوعها الثالث بلقاء وفد عن حزب آفاق تونس، ترأسه ياسين إبراهيم، الذي اكّد بعد انتهاء ساعة اللقاء على ان الشاهد اعلم حزبه ببعض التفاصيل الخاصة بحكومته. من بين هذه التفاصيل يذكر ياسين إبراهيم مسألة تحييد 6 وزارات في حكومة الشاهد، التي لن تتجاوز عدد الحقائب الوزارية فيها حاجز 18 حقيبة، دون ان يوضح زعيم حزب آفاق تونس الوزارات المعنية بالتحييد، ليكتفي بالإشارة الى ما أعلن عنه بقية قادة الأحزاب وهو تحييد وزارات السيادة: الدفاع والداخلية والعدل بالأساس. ولم يقتصر يوسف الشاهد على إبلاغ حزب آفاق تونس بتوجهه لتحييد عدد من الوزارات وإنما إعلانه التخلي عن فكرة الأقطاب الوزارية، وذلك لما يتطلبه إحداثها من إجراءات إدارية تستوجب الكثير من الوقت.

لقاء رغم الطابع الايجابي الذي برز فيه، كان الهدف منه بالنسبة لرئيس الحكومة المكلف يوسف الشاهد هو التأكيد مرة اخرى على دعم حزب آفاق تونس له، بعد ان تجاوز مسألة غضب الندائيين في لقاء يوم الأربعاء الفارط.

تأكيد يبدو ان الشاهد ضمنه ولكن بشروط فرئيس وفد آفاق تونس ياسين ابراهيم لم يفوت فرصة تقديمه لتصريحات إعلامية دون ان يعلن ان حزبه وان يسجل التمشي «الايجابي والبناء» وفق وصفه، فانه يترك الحسم في مشاركته من عدمها في حكومة الشاهد رهينة الصورة النهائية التي ستكون عليها الحكومة في إطار التحالفات القائمة.

وهذا التلويح بإمكانية الانسحاب يبدو انها محاولات للضغط من قبل آفاق تونس للحفاظ على التمشي المتعلق بعدد الوزارات الممنوحة لكل حزب، في ظل بحث كل من حركة النهضة ونداء تونس عن زيادة نصيبها بوزارة على الأقل، بعد ان منحت الأولى 3 حقائب وزارية فيما منحت الثانية 4. حرص الشاهد على عدم فقدان حزامه الداعم يعود جزء منه الى تصعيد الاتحاد الوطني الحر في خطابه، الذي بات يرجح الانسحاب من المبادرة بصفة كلية على فرضية القبول بحقيبتين وزاريتين، وكتابة دولة.

تلويح الاتحاد الوطني الحر بالانسحاب وإبقاؤه لمكتبه السياسي في حالة انعقاد دائم لاتخاذ القرار النهائي بشأن المشاركة في الحكومة، مرده الاعتراض الذي رفعه يوسف الشاهد في وجه رئيس الحزب سليم الرياحي، الذي قدم ترشيحه عن الحزب لتقلد منصب وزاري.

احتمال الانسحاب يضعه الشاهد في الاعتبار ولذلك بحث عن مخارج له من مغبة فقدان احد الداعمين وجعله يتصل بالحزب الجمهوري لعقد لقاء ثاني معه، وهو الاول بعد اعلان الحزب الانسحاب من المبادرة اثر تكليف الشاهد.

لقاء دام ساعة ككل اللقاءات ولكنه انتهى بان أعلن الناطق الرسمي للحزب الجمهوري عصام الشابي ان رئيس الحكومة المكلّف دعا حزبهم الى المشاركة في الحكومة القادمة. مشيرا الى أن الشاهد ابلغهم انه يسعى الى تشريكهم في الحكومة لتحقيق «المفهوم الحقيقي لحكومة الوحدة الوطنية».

دعوة قابلها اعلان وفد الحزب الجمهوري الذي ترأسه عصام الشابي بأن مؤسسات الحزب ستجتمع وتقرر الرد المناسب على الاقتراح وإبلاغه بصفة رسمية ليوسف الشاهد اليوم الجمعة.

انتظار الشاهد للموقف النهائي للحزب الجمهوري، الذي لم يحدد ان كان سيمنح له وزارة او كتابة دولة وفق ما اشار اليه الشابي، يقترن بانتظار لقائه بوفد....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115